وأفادت وكالة ايكنا، أنه ضم المعرض مجموعة من الأعمال الفنية في مجال الخط العربي لاثنتي عشرة فنانة من دول جنوب شرق آسيا.
تتلمذت الخطاطات المشاركات في المعرض على يد فنان الخط المغربي الشهير بلعيد حميدي، الذي أجاز المئات من الطلاب والطالبات القادمين من خارج العالم العربي أثناء إشرافه على دراسة وتدريس فن الخط بنظام الإجازات التقليدية في جامعة الأزهر الشريف.
وتستمر فعاليات المعرض حتى 3 مارس/ آذار 2017، متيحًا لزواره فرصة الاطلاع على أكثر من 50 لوحة من الخط العربي تتضمن قصائد، وأبيات شعر، وآيات قرآنية، بخطوط عربية وإسلامية متنوعة، تشمل الكوفي والنقش والرقعة والديواني والتعليق.
ومن الأشعار هناك قصيدة للشاعر سعدي الشيرازي يقول فيها: «بلغ العلا بكماله/ كشف الدجى بجماله/ حسنت جميع خصاله/ صلوا عليه وآله»، وقصيدة الشاعر حافظ إبراهيم: «الأم مدرسة إذا أعددتها/ أعددت شعباً طيب الأعراق/ الأم أستاذ الأساتذة الألى/ شغلت مآثرهم مدى الآفاق». كما تضمنت اللوحات الخطية قصيدة البردة في مدح خير البرية للبوصيري: «محمد سيد الكونين والثقلين/ والفريقين من عرب ومن عجم/هو الحبيب الذي ترجى شفاعته/ لكل هول من الأهوال مقتحم».
وقالت منال عطايا: «يعد تقديم الأعمال الفنية المرتبطة بالتراث الإسلامي من مختلف أنحاء المنطقة والعالم، من ضمن الأهداف الرئيسية التي تسعى إدارة متاحف الشارقة إلى تحقيقها».
وأضافت: «نتشرف باستقبال الفنان بلعيد حميدي، الذي يحظى بتقدير كبير في مجال فن الخط العربي، ونتطلع قدمًا لتعريف زوار المتحف بموهبته، وتقديم الأعمال الفنية المميزة التي أبدعتها مجموعة من الطالبات اللواتي تتلمذن على يديه، حيث يعد هذا المعرض فرصة رائعة لمحبي الفنون الإسلامية ولوحات الخط العربي لأن يلتقوا بأحد أهم الرواد في هذا المجال.
بدوره قال بلعيد حميدي: «أنا فخور جدًا بمشاهدة أعمال طالباتي السابقات تعرض أمام زوار متحف الشارقة للخط، والآن بفضل الجهود المشتركة للمتحف، وبينالي الشارقة للخط، أصبحت الشارقة مركزًا عالميًا للتعرف إلى فنون الخط الإسلامي والاطلاع على لوحاته الفنية الفريدة».
وتابع: «توفر أعمال 12 من الخطاطات الموهوبات إلهامًا للنساء في مختلف أنحاء المنطقة وبقية العالم، وفرصة للاطلاع على أسلوب فني يتمتع بأهمية كبرى وتقدير تاريخي ضمن التراث الإسلامي والفنون المتعلقة به».
وأضاف: عندما اعتنقت شعوب هذه المنطقة الإسلام، احتضنت بشغف كبير اللغة العربية التي نزل بها القرآن الكريم، ومن هنا بدأت الاجتهادات في كتابة المصاحف الشريفة في تلك البقاع على فترات متتالية، وهذا ما ساعد على ظهور محاولات لضبط فن الخط من طرف خطاطي هذه البلاد، اعتماداً على اجتهادات فردية ومتفرقة ظلت محدودة، نظرا لقلة المصادر وغياب مدارس لفن الخط، إضافة إلى البعد الجغرافي عن المنطقة العربية والفارسية والعثمانية التي ازدهر فيها فن الخط إلى أعلى المراتب.
وأشار بلعيد حميدي إلى تجربته في القاهرة عام 2008 للإشراف على تنشئة جيل من الطلاب والطالبات الوافدين إلى الأزهر الشريف، وفق منهج تربوي متكامل في دراسة وتدريس فن الخط بنظام الإجازات التقليدية، حيث ظهر جيل من المجازين والمجازات، عملوا على نقل فن الخط العربي إلى بلدانهم بنفس النظام الذي نشأوا عليه، ففتحوا مدارس لتعليمه في إندونيسيا وسنغافورة وتايلاند والصين وماليزيا وروسيا وغيرها، وأقاموا مراسيم لمنح الإجازات لطلابهم، الذين أخذوا بدورهم المشعل لتنشئة أجيال جديدة، بل إن بعضهم حققوا نتائج متقدمة في المسابقة الدولية لفن الخط المقامة في إسطنبول، ليستمر هذا الانتشار المبارك لفن الخط العربي في بلدان غير عربية.
ويقود بلعيد حميدي إلى جانب تلميذاته السابقات اللواتي يشاركن في المعرض، سلسلة من ورشات العمل يومي 23 و24 ديسمبر/ كانون الأول، وتغطي هذه الورش أسس الخط، إضافة إلى أهم التقنيات والأساليب المعتمدة في تدريسه للطلاب غير العرب.