مهما تكن الخيارات أو الاحتمالات القائمة للتعاطي مع الجيوب الإرهابية المتبقية في حلب، فإن ما جرى ويجري قد حسم الكثير من العناوين الرئيسة، وإن بقيت هناك عناوين أخرى تائهة بين ما يمكن وما يحصل، بحكم أن المسألة ليست مجردة من الاعتبارات والاختلاطات السياسية وغير السياسية، بل تشكل كماً لا ينتهي من الخيوط المترابطة والمعقدة التي تفضي إلى الجزم بأن ما يظهر على السطح ليس هو كل ما يمور في القاع، وتحديداً مع بروز المعطيات الدامغة على سياقات المهمات الوظيفية لقوى ودول وتحالفات.
أولى تلك العناوين الحاضرة هي الأدوار المستجدة التي تفترضها طبيعة التطورات، سواء ما تعلق منها بالمقاربة الإقليمية لكثير من المشغلين، أم ما ارتبط بمحاولة التوكيل الحصري لبعض الأدوات الوظيفية، التي تبدو أقرب إلى إعادة تموضع تحت غطاء كثيف من النفاق المتخم بحالة من التورم المرضي والوهم بأنّ تغيير «الطربوش» يكفي لإخفاء ما مضى وما سيأتي، في وقت تسقط فيه آخر أقنعة النظام التركي الموكل حصرياً بالحديث باسم الإرهابيين، حيث تتكشف خبايا وأسرار تكفي لحسم نقاط عالقة أو مؤجلة.
المصدر:صحيفة الثوره السورية