مراكش (المغرب) - بالموازاة مع عرض الأفلام السينمائية المتنافسة في المسابقة الرسمية، يخصص المهرجان الدولي للفيلم بمدينة مراكش المغربية، لياليه للاحتفاء بمدارس سينمائية متنوعة.
وفي ثالث ليالي الدورة 16 للمهرجان، كان للسينما اليابانية موعد مع التكريم من خلال أحد رموزها، المخرج والممثل، شينيا تسوكاموتو، والذي يعرض المهرجان مختارات من أفلامه ضمن القائمة المعروضة.
وتضم مجموعة المخرج الياباني فيلمه الشهير "تيتسو الرجل الحديدي"، وهو يحكي قصة رجل أعمال ياباني تحول إلى مخلوق غريب نصفه إنسان ونصفه الآخر معدن. إضافة إلى فيلميه "طوكيو القبضة" و"نوبي - حرائق في السهل".
وعن تكريمه في مهرجان مراكش، قال شينيا تسوكاموتو إن "هذا التكريم أثّر بي كثيرا، فهو اعتراف بمساري المهني الحافل، ومحفز لي لما هو آت".
ويحكي المخرج في أحد حواراته الصحفية أنه "عندما كنت طفلا كنت أخاف من الظلام، وحين يجئ وقت النوم كان ينتابني شعور أنني سأموت خلال الليل".
لكن هذا الطفل الذي كان يخاف من الظلام والموت أثناء النوم، صار مخرجا سينمائيا معروفا، دون أن يتخلى عن خوفه، جاعلا منه موضوعا سينمائيا، وهو ما عبر عنه في الحوار ذاته بقوله إن "كوابيسي ومخاوفي كلها متواجدة في أفلامي، فقط أحاول أن أجعلها أكثر أهمية وأشاركها مع جمهوري، ربما لكي أتحرر من هذا الخوف".
بدأت أولى خطوات شينيا تسوكاموتو في التصوير عندما منحه والده كاميرا صغيرة بمناسبة عيد ميلاده الرابع عشر في العام 1974.
وبعد دراسته للفنون التشكيلية، أسس المخرج الذي رأى النور بالعاصمة اليابانية طوكيو، فرقته المسرحية الخاصة وسماها "مسرح كيجيو" (مسرح كبار البحارة الوحوش) سنة 1986، قبل أن ينتقل إلى العمل السينمائي، مخرجا وممثلا وكاتب سيناريو.
وفي العام 1988 وقع شينيا تسوكاموتو على أحد أشهر أفلامه "تيتسو الرجل الحديدي"، الذي حقق وقتها حضورا كبيرا في المهرجانات الدولية، وشد الأنظار لهذا المخرج الشاب آنذاك.
وتوالت إنتاجات المخرج الياباني، بإخراجه لفيلم "هيروكو العفريت" سنة 1990 و"تيتسو II جسم المطرقة"، و"طوكيو القبضة".
أما في العام 1998، لعب شينيا تسوكاموتو الدور الرئيسي في فيلمه "رصاصة بالية"، وفي سنة 2002 شارك لأول مرة في مهرجان البندقية بفيله "ثعبان من يونيو".
في عقده الخامس، لا يزال السينمائي الياباني يغني رصيده الذي تجاوز 50 فيلما، زاوج فيها بين الإخراج والتمثيل وكتابة السيناريو.
وفي الوقت الذي كان قصر المؤتمرات بمراكش، يحتضن تكريم شينيا تسوكاموتو، كان الفيلم "إيفرست" على موعد مع جمهور غفير بساحة "جامع الفنا" الشهيرة، بحضور مخرجه جيسون كلارك.
وافتتحت الجمعة فعاليات الدورة الـ 16 للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، ويستمر حتى الـ 10 من ديسمبر/كانون أول الجاري.
ويتنافس على جوائز المسابقة الرسمية للمهرجان 14 فيلما دوليا، فيما تغيب الأفلام المغربية عن هذه الدورة من المهرجان الذي يقام بمراكش المغربية.
ويترأس المخرج والمنتج المجري، بيلا تار، لجنة تحكيم هذه الدورة من المهرجان.
وتحضر السينما الروسية ضيف شرف على فعاليات المهرجان، ممثلة بـ 23 من الممثلين والمخرجين والمنتجين الروس.
وتتبارى في المسابقة الرسمية للمهرجان أفلام "فجأة" للمخرجة التركية أصلي أوزكي، وفيلم "المسيح الأعمى" للمخرج الشيلي، كريستوفر موراي، و"المتبرع" للمخرج الصيني، زونك كيوو، و"النوبات" للمخرجة الأميركية آنا روز هولمر، و"المراسل" للمخرج الروماني، أديان سيتارو، و"قلب من حجر" للمخرج الأيسلندي، كودموندور أرنار كودموندسون، و"قصة أم" للمخرجة الفرنسية، ساندرين فايسي، و"ملك البلجيكيين" للمخرجان بيتر بروسينس وجيسيكا وودوورت، و"سكين في مياه صافية" للمخرج الصيني، وانغ كسييبو، و"ميستر إينيفيرسو" للمخرجة الإيطالية تيزا كوفي، والمخرج النمساوي رينر فريميل، و"الرحيل" للمخرج الأفغاني الإيراني نويد محمودي، و"الطريق إلى ماندالاي" للمخرج البورمي التيواني ميدي ز، و"رعاة وجزارون" للمخرج الجنوب إفريقي أوليفر شميتز، و"عالم الحيوان" للمخرج الروسي إيفان تفيردوفسكي.
وتضم لجنة التحكيم إضافة إلى رئيسها المخرج المجري بيلا تار، كلا من الممثلة الكندية سوزان كليمون، والممثلة الايطالية جاسمين ترينكا، والممثل الأسترالي جيسون كلارك، والمخرج الدنماركي بيل أوغست، والممثلة الهندية كالكي كوشلين، والمخرج الأرجنتيني ليساندرو ألونسو، والمخرج الفرنسي برونو ديمون، والممثلة المغربية فاطمة هراندي، المشهورة باسم "راوية".