أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله، وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
في البداية بداية الكلمة لا بد أن نتوقف قليلاً أمام الأعياد المجيدة والمناسبات العظيمة المقبلة. بعد أيام قليلة تطلّ علينا ذكرى ولادة خاتم النبيين رسول الله الأعظم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم، وبعدها بأيام يطل عيلنا عيد الميلاد المجيد، ميلاد السيد المسيح عليه السلام.
في هاتين المناسبتين العظيمتين والمجيدتين أتوجه إلى المسلمين والمسيحيين جميعاً بأسمى آيات التبريك بهذه الأعياد، وأسأل الله تعالى أن تكون هذه الأعياد وهذه المناسبات المجيدة الآتية، أن تكون بداية ولادة أوضاع جديدة وأحوال جديدة تعمّ بركتها الجميع وعلى كل صعيد.
لا شك أن المسلمين والمسيحيين سوياً في هذه المنطقة وعلى مدى عقود، وخصوصاً خلال السنوات القليلة الماضية، يواجهون تحديات سواءً على المستوى الحضاري أو على المستوى الوجودي، ابتداءً من فلسطين التي استهدفت إسرائيل الوجود المسيحي في داخلها، وهي اليوم تستهدف بقية الفلسطينيين من مسلمين ومسيحيين، وأيضاً تستهدف المقدسات الإسلامية والمسيحية المهددة بالخطر، وصولاً حتى إلى مستوى رفع الأذان والذي واجهه المسلمون والمسيحيون في فلسطين، في المساجد والكنائس سوياً، وهذا هو النموذج المطلوب، إلى العراق، إلى سوريا، إلى نيجيريا، إلى كل مكان في المنطقة تتعرض فيه حضارة المسلمين والمسيحيين، المساجد والكنائس والآثار التاريخية وكل هذا الإرث الحضاري، إضافة إلى الوجود البشري، إلى الدماء والأعراض والأموال، من خلال التهديدين الكبيرين في المنطقة، التهديد الإسرائيلي في فلسطين وفي المنطقة وأيضاً التهديد التكفيري، والذي تبين أيضاً خلال السنوات الماضية أن الولايات المتحدة الأميركية ـ للأسف الشديد ـ وبعض الدول الغربية ترعاه وتدعمه وتموله وتسانده، وهذا ما اعترف به على مدى سنة من الحملة الإنتخابية رئيس الولايات المتحدة الأميركية المنتخب السيد ترامب، وقبله اعترف به جو بايدن نائب رئيس الولايات المتحدة الأميركية وأبرزته الرسائل الإلكترونية للسيدة هيلاري كلينتون، إضافة إلى اعترافات كبار المسؤولين الأمنيين والعسكريين والدبلوماسيين الأميركيين.
على كلٍّ، هذا تحدٍّ نواجهه اليوم، نأمل أن تكون الأعياد المقبلة مناسبة للتوحد وللتلاقي وللتعاون وللتكامل في مواجهة هذه التهديدات الوجودية والحضارية، وهذا هو الخيار الوحيد المتاح للحفاظ على حضارتنا المشتركة وعلى وجودنا جميعاً وعلى كرامتنا جميعاً.
لا شك أيضاً أن هناك أحداثاً كبرى تحصل الآن في منطقتنا، في سوريا وما يجري في حلب وتداعيات الانتصار القائم والموعود القريب في حلب على كل المعركة في سوريا بل على كل المعركة في المنطقة، أيضاً ما يجري في الموصل، التطورات داخل فلسطين المحتلة، في اليمن، في المنطقة عموماً، تستحق التوقف عندها طويلاً. ولكن اسمحوا لي هذه الليلة، وبالرغم من أهمية وعظمة أحداث المنطقة، أن أترك هذا لوقت آخر قريب إن شاء الله، وتكون الصورة أيضاً أصبحت أوضح وأكبر، والمشهد يتحدث عن نفسه حينئذ.
وأود في هذه الليلة أن أركز على الوضع السياسي اللبناني المحلي، ونظراً لبعض التعقيدات الموجودة حالياً وأيضاً بسبب السجالات التي شهدناها وما قرأنا وما كتب وما قيل والأجواء غير المناسبة ـ في الحقيقة ـ التي شهدناها خلال الأسابيع القليلة الماضية، خصوصاً بعد إنجاز الاستحقاق الرئاسي وبدء تشكيل الحكومة الجديدة.
أنا سأتحدث بعدة عناوين في الموضوع المحلي ولكن قبل أن أبدأ أود أن أذكّر بعدة أمور:
الأول: لأن هذا يجب أن يُبنى عليه. بالسابق تحدثنا فيه والآن وفي المستقبل أود أن أؤكد عليه: فيما يرتبط بحزب الله بالتحديد، نحن لا يوجد لدينا ما يسمى مصادر في حزب الله أو مصادر إعلامية أو مصادر نيابية أو مصادر سياسية أو مصادر قيادية في حزب الله أو مصادر مقربة من حزب الله تتحدث لهذا التلفزيون أو لهذه الفضائية أو لهذه الصحيفة، هذا ليس له وجود، وكل ما يقال منسوباً إلى مصادر في حزب الله لا ينبغي أن يُعتنى به وليس له أي قيمة على الإطلاق. بالمناسبة نحن أكثر حزب لديه خطباء، وأكثر أناس يخطبون على مدى الأسبوع هم مسؤولو حزب الله، وبالتالي نحن ليس لدينا نقص وليس لدينا ثغرات في الموضوع الإعلامي ونتكلم كلنا ونتحدث، والجهات الرسمية المعنية بأن تعبّر عن موقف حزب الله معروفة.
أيضاً في هذا السياق، كثرت في الأسابيع القليلة الماضية، قرأنا ورأينا، قصة مصادر في قوى 8 آذار، مصادر قيادية في قوى 8 آذار، مصادر إعلامية، مصادر مقربة، قياديون في 8 آذار. على كلّ نحن جزء من قوى 8 آذار، بعد ذلك نرى 8 آ
ذار ماذا ستقول عن نفسها، لكن على علمي نحن لم نتفق لا على مصادر إعلامية ولا على مصادر قيادية، سواءً كنا حركات أو أحزاباً أو تنظيمات أو شخصيات في قوى 8 آذار، كل شخص يتكلم عن نفسه، يعبر عن وجهة نظره، قد تتلاقى مع الخط العام لهذه القوى ولكن أحدنا لا يلزم الآخر، أيضاً نتمنى أن هذا الأمر يلتفت إليه.
الأمر الثاني: أنه نحن في حزب الله في منهجنا سابقاً وحالياً وفي المستقبل، ليس لدينا طريقة اسمها أن نبعث رسائل، لا من خلال مصادر ولا من خلال بعض الأصدقاء الصحفيين ولا من خلال مقالات ولا من خلال أصدقاء مشتركين ولا من خلال سفارات. نحن سواءً كنا نتحدث مع صديق أو حليف، أو كنا نخاطب أو نتكلم مع خصم أو نواجه عدواً، نحن نتحدث بشكل مباشر، إما في لقاء أو في العلن، لدينا من المنطق ولدينا أيضاً من الثقة بأنفسنا ولدينا من المصداقية ولدينا من الشجاعة ما يساعدنا ويمكنّنا من أن نقول آراءنا ومواقفنا، سواءً في اللقاءات الداخلية المباشرة أو عبر وسائل الإعلام. نحن لا نستخدم هذا الأسلوب، الآن باعتبار حكي كثيراً هذا الأسابيع أن رسائل حزب الله إلى العهد الجديد وإلى فخامة الرئيس ميشال عون وإلى الحكومة، هذا كله أصلاً ليس أسلوبنا وليس منهجنا على الإطلاق وأتمنى أن يُبنى على هذا بشكل دائم.
الأمر الثالث والأخير في المقدمة: أنه واضح خلال هذه الأسابيع، هناك جهات، هناك غرفة عمليات، هناك مطبخ واحد، ولهدف محدد أصبح واضحاً لكل اللبنانيين، وأنا تكلمت عنه بعد انتخاب الرئيس، قلت إن هناك كما قبل الاستحقاق الرئاسي بعد الاستحقاق الرئاسي سوف نشهد الكثير من الضوضاء والكلام والشائعات والشغل الإعلامي والسياسي والوشوشات من أجل تخريب علاقات معينة أو تحالفات معينة واستخدم هذا الأمر في اتجاهات متعددة.
في كل الأحوال نحن معنيون أن نخاطب اللبنانيين جميعاً، أنا الليلة لا أريد أن أخاطب جهة معنية، أنا خطابي اليوم لجميع اللبنانيين، لجميع أبناء وطننا، بدون استثناء، لأننا بلا شك، سواء كنا في لبنان أو في المنطقة نحن الآن في مرحلة مصيرية ومهمة جداً.
حسناً، العناوين، العنوان الأول سميته العلاقة مع العهد يعني مع فخامة الرئيس ميشال عون، وأيضاً منه أنا أدخل قليلاً للحديث عن موضوع الوضع المسيحي والعلاقات مع القوى المسيحية، موضوع الثنائي المسيحي والثنائي الشيعي وما شاكل.
في موضوع العلاقة مع العهد، من آخرها من أجل أن لا أطيل عليكم، لأننا نريد أن نلحق كل النقاط، نحن وفخامة الرئيس العماد ميشال عون وقيادة التيار الوطني الحر كنا وما زلنا في علاقة ممتازة ولا تشوبها أي شائبة، وليس هناك أي إشكالية أو قلق أو أزمة ثقة أو خلاف أو تساؤلات أو مخاوف أو نقزة، وشاهدوا الذي قرأتموه وسمعتموه بهذه الأسابيع من هذه الأدبيات، طبعاً هناك من يكبّر الموضوع ومن يصغّره. هذا كله ليس له أي أساس من الصحة على الإطلاق. نحن علاقتنا قائمة كانت وما زالت وستبقى إن شاء الله على الإحترام المتبادل وعلى الثقة العميقة، وهذا المهم، وعلى الثقة العميقة التي تكرست من خلال التجربة الطويلة في الايام الصعبة، هذا ألف.
ب ـ نحن في تواصل مباشر ويومي وشبه يومي سواء مع فخامة الرئيس او مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أو بقية اصدقائنا وحلفائنا في التيار الوطني الحر ونتلاقى ونتكلم ونتشاور ونسأل ونُسأل ونجاوب والمناخ في ايجابية كاملة. ربما يوجد تشخيص معين، يوجد مقاربة معينة يكون لدينا وجهات نظر، ولكن تعدد وجهات النظر محكوم بروح الثقة هذه وبالاحترام والتبادل والبحث عن حلول والتعاون الايجابي ليس اكثر.
وهنا أنا أؤكد أيضاً إضافة إلى منهجنا، طالما الخط مفتوح ونجلس مع بعض ونتكلم مع بعض لماذا نرسل رسائل من هنا ومن هناك؟
ج ـ قيل الكثير حول موقف حزب الله من العلاقة القائمة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية. طبعا لن اذكر كل الذي قيل ولكن أذكر أمثلة لكي أعقّب عليها. مثلاً كتب الكثير وقيل إن حزب الله طلب من الرئيس عون أو من التيار الوطني إلغاء تحالفه من القوات اللبنانية، وأن عليه أن يختار إما التفاهم والتحالف معنا أو التفاهم والتحالف معهم، وقد بني عليه مقالات ومواقف سياسية كثيرة. مثلاً أيضاً قيل إن حزب الله يطلب ـ هذا اخف قليلا ـ ان حزب الله طالب الرئيس عون وقيادة التيار بأن لا تكون العلاقة مع القوات أولوية على حساب العلاقة مع حزب الله، والبعض أيضاً خففها قليلا وقال إن حزب الله قلق من أن تؤدي العلاقة بين التيار والقوات إلى نسف التحالف بينه ـ أي حزب الله ـ وبين التيار الوطني ويتوجس خيفة من هذه العلاقة، وقد بني على هذا الكلام وامثاله الكثير.
هنا يظهر ـ لنتكلم بالأمور بالتبسيط ـ عندما تقرأ الجرائد وتسمع المقابلات والتحليلات والخطاباتـ يوجد أحد ما يحاول أن يصوّر أن حزب الله الآن يجلس بقيادته وهيئاته المركزية ليل ونهار وهم مشغولون بالقوات اللبنانية وبعلاقة القوات بالتيار وعلاقة التيار مع القوات وكيف يجب أن نفك هذه العلاقة ومخاطر هذه العلاقة والقوات
وحجم القوات وإلى أين القوات وما شاكل. ربما أحدهم يحاول أن يقدم الموضوع بهذه الطريقة، طبعا ليس استهانة بالقوات، لا أتكلم أنا لأقول هذا استهانةً بالقوات اللبنانية، كلا.
نحن نعتبر أن القوات اللبنانية كحزب هي قوة أساسية سياسية موجودة في البلد ولها تمثيلها بمجلس النواب ولها أناسها ولها قواعدها، لكن القوات اللبنانية وكل اللبنانيين يعلمون أننا نحن مشغولون في مكان آخر، لسنا مشغولين بأحد هنا، ولذلك أنا قلت ليس استهانة بأحد لأنه أصلاً الموضوع ليس له أساس، نحن مشغولون بمكان آخر، وكلكم تعلمون هذا المكان الثاني الذي نحن مشغولون به، وهذا المكان الثاني الذي نحن مشغولون فيه هو الذي يرسم مصير المنطقة ومستقبل المنطقة والأفق الكبير التي تذهب إليه المنطقة، ومع كل الذين نحن مشغولون معهم ونغيّر مساراً كان يرسم لهذه المنطقة التي بين هلالين تصوروا مثلاً لو أن داعش والنصرة والجماعات التكفيرية سيطرت على العراق وعلى سوريا، أين كان مصير كل المنطقة التي نحن نعيش فيها، "كلنا سوا في لبنان:.
فلا يعذبنّ أحد نفسه ويفترض أن الامور بالنسبة لحزب الله بالبلد هكذا، إضافة في هذا السياق كل ما ذكر وقيل إننا نحن طلبنا من العماد عون أو التيار الوطني الحر ليس صحيحاً نحن لم نطلب ولا نفتح هذا الموضوع ولم نفكر بهذه المسألة على الإطلاق لا بالجد ولا بالمزح نحن قاربنا هذه المسألة مع أصدقائنا في التيار الوطني الحر، بل أكثر من هذا، أنا أود أن يعلم الجميع ـ خصوصا المسيحيين في لبنان ـ الذين هم مهتمون بهذا الموضوع أنه عندما بدأ الحوار بين التيار الوطني وبين القوات اللبنانية نحن وُضعنا في الجو، ولم نعبر عن أي سلبية وبجو المفاوضات بشكل عام كنا وقبيل الاتفاق كنا بالجو وبالمناخ وعندما حاولوا ـ وهم لائقون ومحترمون أصدقاؤنا بالتيار الوطني ـ حاولوا ان يستمزجوا رأينا قلنا لهم نحن ليس لدينا مشكلة على الإطلاق وهذا الموضوع لا يزعجنا بل بالعكس إذا كان هذا التفاهم وهذا التقارب يعالج موضوع الاستحقاق الرئاسي ويمكّن من انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية فهذا أمر جيد أيضاً.
ليس فقط أننا لم نعطِ إشارة سلبية، بالعكس، نحن أعطينا إشارة إيجابية، وكنا بالصورة تماماً ونحن لم نفاجأ بهذا التفاهم وكنا بصورته بشكل أو بآخر، وبالتالي بهذه النقطة أيضاً أقول كلا نحن لا يوجد شيء بهذا الموضوع يزعجنا أو يقلقنا، والقوات اللبنانية قليلاً فليهدئوا بالهم ويطوّلوا بالهم بهذا الموضوع أو بغيره.
أيضاً كل ما يقال عن صراع أو توتر أو بدايات معركة بين ثنائي شيعي وثنائي مسيحي أيضاً هذا غير واقعي، هذه أوهام، يوجد أحد ـ لا أعرف مَن ـ يفترض أن هناك معركة ويخترع معركة يضع نفسه بقلب معركة ويقاتل بمعركة غير موجودة، لا يوجد طرف ثاني، لا يوجد معركة أساساً، هذا حقيقة، أنا لا أقوم بتبسيط الموضوع، أنا أتكلم عن الأمور كما هي، أقوم بتوصيفها وتوصيف الحقيقة بمعزل عمّا يُخترع وعمّا يُتوهم.
أنا لديّ نصيحة بهذا السياق لكل الذين يثيرون هذا التوتر المصطنع ألا يبحثوا عن معارك وهمية لأنها ستؤدي إلى نتائج وهمية، ونصيحتي أيضاً أن من يريد أن يوجد لنفسه حضوراً سياسياً، وأن يفرض لنفسه دوراً سياسياً، وأن يفرض احترامه على الساحة السياسية على قاعدة إحداث الفتن بين الآخرين سيضيع في الفتنة. الطريق للحضور والاحترام وللانسجام في المشهد السياسي العام وانفتاح الاخرين هو أن يلعب كل واحد منا دوراً إيجابياً، وليس أن تكون المادة السياسية التي يعمل عليها ليل ونهار هي كيف يفتن بين حزب الله والتيار الوطني الحر أو بين حزب الله وحركة أمل أو بين الحزب الفلاني والتنظيم الفلاني وبين التيار الفلاني والتيار الفلاني. هذا لا يوصل إلى مكان، هذا لا يحقق حضوراً سياسياً، هذا يعمل ضوضاء ويعمل فوضى ويفقد الاحترام للجهة التي تعمل وتفكر بهذه الطريقة.
أيضاً بسياق وعنوان العهد والوضع المسيحي، قيل الكثير إن حزب الله لديه مخاوف من علاقات العهد الخليجية، وإنه عندما اتى وفد سعودي عند العماد عون انزعج حزب الله. نحن لم ننزعج، نحن كنا فرحين، وأن الوفود تتتالى من دول الخليج، أبداً.
وايضا قيل إن حزب الله ممتعض وإنه تكلم مع بعض الجهات الصحافية والاعلامية وكتبت بأن تبعث رسالة للعماد عون أنه لا يصح بأن يكون سفرك الأول إلى الخارج إلى السعودية، كل هذا الكلام فارغ.
أنا أود أن اقول لكم شيئاً بموضوع السفر لانه موضوع جزئي: من حق رئيس الجمهورية بأن يسافر إلى أي مكان وأن يكون سفره الأول إلى أي مكان، إذا هو أراد أن يسافر إلى السعودية أو إلى أي دولة خليجية أو إلى أي دولة أوروبية أو إلى إيران يا أخي أو إلى سوريا فهذا حقه، لا نحن يجب أن نضع فيتو على السفر الأول أو الثاني أو الثالث للرئيس عون إلى السعودية ولا أحد يجب أن يضع فيتو على سفر الرئيس عون إلى سوريا أو إلى إيران. نحن أمام عهد جديد يتوقع اللبنانيون جميعاً منه أن يقوم هذا العهد بنسج علاقات لمصلحة لبنان ولمصلحة الشعب اللبناني ولمصلحة المس
تقبل اللبناني مع جميع الدول باستثناء العدو الذي نجمع على عدائه مثلاً.
لذلك هذا الموضوع بالنسبة لنا ليس فيه أي مشكلة. أيضاً في موضوع العلاقات لا يوجد لدينا أي مشكلة بهذا الموضوع، يقال وكتب الكثير من المقالات وقيل بالمجالس إن هناك من يعمل على استقطاب رئيس الجمهورية الجديد إلى المحور الآخر وأن يصبح لديه علاقات مميزة، نحن غير قلقين. أنا بآخر خطاب قلت عن فخامة الرئيس إنه جبل لا يهتز، لديه ثوابت، التجربة تقول هكذا، رجل قطع الثمانين عاماً له سيرة سياسية طويلة عريضة نحن لدينا تجربة معه طويلة ومثلما قلت بالأيام الصعبة، ليس لدينا قلق، عندما يكون هناك ثقة بالرئيس ويوجد ثقة بالحليف يوجد ثقة بالصديق عندها أي أحد أتى وأينما ذهب وإن زار أي أحد، ومع أي أحد جلس ومع أي شخص اتفق ومع مَن تفاهم لا يوجد مشكلة في هذا الموضوع، في حال يوجد أحد غيرنا لديه مشكلة فليتحدث باسمه، لكن باسمنا نحن لا يقترب أحد على هذا الموضوع ولا أحد يلعب علينا.
أيضاً في ما يخص هذا الموضوع الثنائي المسيحي أو الثلاثي أو أكثر، نحن ليس لدينا أي تحسس من ثنائي مسيحي أو ثلاثي مسيحي. إذا أنشأت قيادات المسيحيين السياسية ثنائياً أو ثلاثياً أو رباعياً أو أكثر أو أقل، هذا شأنها، ونحن بالعكس، مع أي انفتاح بين قوى سياسية لبنانية على بعضها البعض، سواء في الساحة المسيحية أو في الساحة الإسلامية أو على المستوى الوطني، الآن على الساحة المسيحية لو هذا الانفتاح سقفه مثلما يقول الجميع هو التأسيس لوضع يساعد في تحقيق شراكة وطنية فعلية، بالعكس هذا شيء جيد، لماذا يجب أن نقلق منه؟ لماذا يجب أن نكون مزعوجين منه؟ يوجد أحد هو متوهم، يوجد أحد هو لا أعلم كيف يفكر، متوهم أن هذا سيغير المعادلات المحلية والإقليمية، بالعكس يمكن أن يشكل الثنائي المسيحي أو الثلاثي أو الرباعي أو ما شكال، فرصة حل عقد في لبنان، أو معالجة قضايا عالقة منذ سنوات طويلة أو منذ عقود في لبنان. نحن لا ننظر إلى الأمر من الزاوية السلبية. وأنا اعيد وأقول لكم بأنني لا أجامل هنا، لأنه يوجد كلام ممكن خلاف المجاملة ستسمعونه بعد قليل.
نعم نحن في الوضع المسيحي من حقنا كأصدقاء وحلفاء أن نسعى وأن نأمل وأن نجهد وان نحرص على أن تعود العلاقة بين تيارين حليفين صديقين صادقين هما التيار الوطني الحر وتيار المردة إلى سابق عهدها، خلافا للبعض الذي يريد أن يذهب أو يدفع بهذه العلاقة إلى القطيعة النهائية أو إلى العداوة الكاملة، هذا حقنا الطبيعي لأن هؤلاء حلفاؤنا وأصدقاؤنا، وكنا سويا في الأيام الصعبة في الأيام القاسية في الاستحقاقات التي مرت، كانوا معنا صادقين وكنا معهم كذلك. هذا حقنا الطبيعي، لكن هذا ليس له علاقة بالثنائي المسيحي أو الثلاثي المسيحي أو ما شاكل.
حسناً، هذا العنوان الأول، أكتفي بهذا المقدار، طبعا، لا يمكنني أن أجيب عن كل الذي كتب، لأنني لم ألحق أن أقرأهم كلهم، لكن كل شيء كتب، بالسلبية، بالإشكالية، "بالنقزة"، بأزمة ثقة، بخلاف هذا كله مبني على أوهام ليس أنه فقط ليس لها أساس، إنما أيضاً أوهام يبنى عليها أكاذيب، أو اكاذيب يبنى تصنع أوهاماً، لأن هذا كله هدفه هو الفتنة، هدفه هو الإيقاع بين هؤلاء الحلفاء أو بين هذه القوى السياسية الأساسية في البلد.
العنوان الثاني الذي أريد أن أتكلم به هو موضوع الحكومة وتشكيل الحكومة. أريد أن أؤكد لجميع اللبنانيين وبكل صدق وبحسب متابعتي التفصيلية والقريبة جداً في هذا الملف، نحن على تواصل يومي ودائم مع دولة الرئيس نبيه بري، باعتباره الجهة المعنية بالتفاوض، لكن هذا لا يعني أننا لسنا على تواصل مع بقية القوى السياسية وخصوصا مع التيار الوطني الحر، ومع فخامة الرئيس، ونعرف كل النقاشات وأين أصبحنا، وأين يوجد عقد وأين تحلحل العقد، وأنا أواكب كما بقية إخواني هذا الملف بتفاصيله المملة، أود أن أجزم للبنانيين جميعاً، اتركوا الآن بعض الكلام الذي سأعود إليه بعد قليل، وأنا لا أدافع عن أنفسنا أو حلفائنا، كلا، أنا أقول لكم أنا أجزم أنه لا يوجد الآن طرف سياسي معني أو يشارك في تشكيل الحكومة يريد أن لا تتشكل حكومة، أبداً، سواء كنا على خلاف معه أو لم نكن على خلاف معه. يجب أن نكون منصفين وصادقين، نحن لا نرى أن أحداً من القوى السياسية اللبنانية يريد أن لا تتشكل حكومة في أقرب وقت ممكن.
الآن يخرج من يقول إن هناك قوى سياسية معينة أصلاً لا تريد للرئيس سعد الحريري أن يشكل حكومة أو أن يصبح رئيس حكومة فعلي، وتريده أن يبقى رئيساً مكلفاً، هذا ليس له أساس. أنا أقول لكم من الآن، ليس له أساس. ممكن هناك من يخرج ليقول إن هناك قوى سياسية تريد أن تنتقم من العهد وتريد أن يبقى العهد بلا حكومة، هذا الكلام ليس له أساس وأنا استند إلى تفاصيل مملة في نقاشات حول حقائب وحول بعض التفصيلات وحول كيف نقنع بعضنا، وكيف تشتغل على هذا الحليف أو ذاك الحليف. لذلك بهذه النقطة حتى القوى السياسية لا يتوهم أحد، وأنا قلت هذا لبعض الأصدقاء طبعا بالقنوات المفتوحة فيما بيننا.
أنا أؤكد، وهذه نقطة مهمة جدا، وهي نقطة أمل.
في مرة أخرى لا، يكون هناك قوة سياسية أخذت قراراً أن يبقى الرئيس المكلف مكلفاً إلى إجراء الانتخابات النيابية، ساعتها صحيح يوجد تعطيل ويوجد مشكل سياسي كبير، ويوجد نوايا، أو يوجد أحد يمارس نكداً سياسياً مع العهد وأنه أنا لا أريد أن أشكل حكومة. هذا ليس صحيحاً، لا يوجد أحد يفكر بهذه الطريقة، لا من أصدقاء رئيس الجمهورية، ولا من خصومه، أو الذي مثلاً حصل زعل في مرحلة من المراحل بين بعضهم ولا من أصدقاء الرئيس سعد الحريري أو من خصومه أو الذي يوجد معه خلاف سياسي. أبداً.
حسناً، عندما نأتي على الموضوع بشكل مباشر نجد بأنه أصلاً هناك الكثير من المسائل انحلت، يعني مثلاً الاتفاق على حكومة وحدة وطنية، هذا، دائما كان يأخذ لوحده أشهر، أتذكرون بتشكيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، بقينا شهراً أو شهرين نجدل أنه (هل تتشكل) حكومة وحدة وطنية أو حكومة أغلبية.
حسناً، الآن من اليوم الأول الكل أتى ليقول، حكومة وحدة وطنية. لا يوجد عقدة. اثنين، الجميع يجب أن يتمثلوا، أيضاً لا يوجد عقدة، ماذا يعني حكومة وحدة وطنية، يعني ذلك أنه على الجميع أن يتمثلوا ويكونوا موجودين بالحكومة. ثالثاً: على موضوع العدد بالحكومة، لم يفتعل أي أحد مشكلة على موضوع العدد، 24 أو 30، ننزل من جديد إلى 24 ونطلع إلى ال 30 لأن العدد هو وسيلة لتخدم هدفاً هو حكومة وحدة وطنية. حتى أكثر من ذلك، دائماً ما كانت تجدل على عدد الوزراء والثلث الضامن وتبقى الحكومة أشهراً، حسناً، لم يفتح أحد هذا الموضوع ولم يقاربه أحد، أنه الآن نريد أن نشكّل حكومة يوجد فيها الثلث الضامن، بالنسبة لنا نحن، نحن يكفينا اليوم أن فخامة الرئيس العماد عون هو أكثر من ثلث ضامن، إذا كنا نريد أن نتكلم بالقضايا الاستراتيجية التي بالنسبة لنا هي موضوع حساس، أو بالقضايا الكبرى الوطنية، فضلاً عن وجودنا نحن وبقية حلفائنا في داخل الحكومة بمعزل عن العدد.
حتى الحقائب، الأغلبية الساحقة من الحقائب تم توزيعها، المشكلة الآن أين، بهذا الحجم، يوجد مشكلة على حقيبة أو على حقيبتين، من 24 أو 22 حقيبة، لانه يوجد رئيس وزراء ووزير دولة، حسناً، ويوجد مشكل آخر، أنه يوجد بعض القوى يجب أن تمثل بشكل أو بآخر لأن القول بأننا نريد حكومة وحدة وطنية يعني أن تمثّل كل القوى.
هاتان النقطتان يجب أن يُعمل عليهما، نقطتان موضوعيتان ممكن أن يُشتغل عليهما، ويعالج الموضوع، ولا يعمل بالبلد من هذه المشكلة قصة سياسية وحرب سياسية ضخمة وإعلام وصراع استراتيجي وثنائي مسيحي وثنائي شيعي ونبش نوايا وفتح ملفات من الماضي في التاريخ، إلى أين. هذا هو حجم الموضوع فلتعالجوه على قدر حجمه.
حسناً، بهذه النقطة أيضاً، موضوع تشكيل حكومة، كل القيادات السياسية معنية أن تساعد وتعالج، نحن أو غيرنا، الان مع احترامنا للجميع، لا أحد يستطيع ان يقول، بأنه فعل ما هو مطلوب منه، أنا أدّيت قسطي للعُلى، في أمان الله، لا، الموضوع له علاقة بتشكيل حكومة يجب أن تشكل في أقرب وقت ممكن.
هذه مصلحة البلد، هذه مصلحة الناس، هذه مصلحة الانتخابات المقبلة، وبالتالي الكل معني أن يبحث عن مخارج وأن نبحث عن حلول وأن نتعاون لنصل في مسألة الحكومة إلى الخاتمة المطلوبة. مع العلم أنه لا زلنا في الوقت الطبيعي، يعني لماذا يضغط على البلد كله بهذا الموضوع وبهذه الطريقة السلبية، بحيث انه أنا قرأت مقالات، كان البلد على بوابة حرب أهلية، اوف اوف اوف اوف ! ما هذا الكلام! يعني اين نعيش نحن! في أي عالم!؟
حسناً، في الحكومات السابقة، هناك حكومات بقيت ثلاثة أشهر وأربعة أشهر وأحد عشر شهراً ثم تشكلت بعد ذلك، أما بسبب البحث عن الثلث الضامن أو بسبب أن بعض القوى السياسية، شعرت بأن الحقائب المعطاة لها مجحفة بحقها وغير منصفة، والعالم طوّلت بالها على بعضها، ولم يتكلم أحد عن حرب أهلية أو عن انقسام طائفي، ولم يتكلم أحد عن الجو السيء والسلبي الذي حصل خلال هذه الأسابيع، الذي يسيء إلى العهد والذي يسيء إلى الثقة في لبنان ويسيء إلى ثقة العالم بلبنان وثقة اللبنانيين بالمستقبل السياسي، هو الذي يجعل من الحبّة قبّة، هو الذي يأخذ موضوعاً محدداً وصغيراً ليفتح منه معارك سياسية كبرى ويظهر أنه هو يخوض معارك سياسية. هذا هو حجم الموضوع. أيضاً نحن نتمنى في هذا الموضوع أن لا يضغط أحد على العهد، وأين حكومته الأولى. هذه ليست حكومة العهد الأولى، فلا يحسب أحد حكومة العهد عليه، أنا لا أقول هذا لأنه أنا محامي العهد، العهد قال عن نفسه هذا، هذه حكومة انتقالية، هذه حكومة أشهر قليلة، حكومة إجراء انتخابات، لا يقولنّ أحد للعهد أين الإصلاح أين التغيير أو محاربة الفساد وأين بناء الدولة العادلة والقوية. الحكومة الحالية التي ستتشكل عندها مهمة انتقالية ومهمة أساسية اسمها وضع قانون انتخاب، المشاركة في وضع قانون انتخاب واجراء الانتخابات في موعدها، هذا هو حجم الموضوع، لا يعطينّ أحد الموضوع أكثر من هذا.
طبعاً المؤسف هنا هو التوظيف السياس
ي، لأي نقاش، لأي مطالبة منصفة، لأي تأخير محق، نأخذها مباشرة على التوظيف السياسي السيء، ويبدأ الجميع بتوجيه تهمة التعطيل. نحن نرفض هذا الاتهام. أنا سأكون صريحاً جداً، وقلتها منذ قليل، لا أريد أن أجامل. افتُعل جو كبير في هذا البلد، يتهم الرئيس نبيه بري أنه يعطل تشكيل الحكومة، هذا ليس صحيحا، ليس صحيحا، وأنا هذا قلته في جلسات سياسية، لبقية الحلفاء والأصدقاء، لأنه أنا أعرف النقاشات الموجودة وأعرف أحيانا دولة الرئيس نبيه بري، عندما يستعين بنا نحن مع بعض الحلفاء ومع بعض الأصدقاء، حسنا، أو توجيه الاتهام لحزب الله برأسه مستقلاً، أن حزب الله أصلا لا يريد تشكيل حكومة، سأعود إليها بعد قليل، أو أن حزب الله يقف خلف الرئيس نبيه بري في تعطيل تشكيل الحكومة كما وقف خلف الرئيس بري في موضوع الخلاف الرئاسي، أو اتهام الوزير سليمان فرنجية أنه هو يعطل تشكيل الحكومة في البلد، أريد أن أقول جملة ولكن ليس على قاعدة أنني أتهم أحداً، أنا في بداية هذا الملف قلت نحن لا نتهم أحداً بل نجزم أن الجميع يريدون تشكيل حكومة في أقل وقت ممكن لأنه من الطبيعي عندما يحصل خلاف واذا كانت النويا جيدة ولا أحد في الأصل يريد أن يعطل تشكيل الحكومة، ممكن أن يحصل نزاع، هناك أناس يطالبون بحقائب وازنة، ولماذا من حقك أنت أن تطالب بحقيبة وازنة، وممنوع على الآخر أن يطالب بحقيبة وازنة، فإذا طالب غيرك بحقيبة وازنة فهو معطل للتشكيل الحكومي؟ بأي معيار؟ أو أن تطالب بحصة تعتقد أنها تمثلك بشكل حقيقي وإذا قام غيرك بالمطالبة بحصة؟ هذا أمر طبيعي. أما أن تتنافس القوى السياسية ... غيرنا، نحن نرضى بما قسمه الله، صناعة وشباب ورياضة ونقطة على أول السطر، ماشي الحال؟ طبيعي – لكن أنا لا أنتقد، أنا أقول إنه من الطبيعي أن القوى السياسية تتنافس على الوزارات الفلانية والفلانية ضمن التصنيف الذي لا اعلم ما هي قيمته الحقيقية أو القانونية. في البلد كل هذا موجود الآن، ولذلك إذا ما تمسك أحد بحقيبة وازنة أو بحجم تمثيل معين أو بأصل أن يتمثل، هذه الامور طبيعية، هذا ليس بالضرورة أن نبني عليه استهداف العهد واستهداف الرئيس المكلف، وعدم بناء دولة وعدم استقرار البلد. هذا ظلم كبير ويتكرر باستمرار كل يوم وكل أسبوع وكل شهر وعند كل استحقاق، هذا يتكرر. لماذا لا يقال ـ وأنا لا أتبنى هذا الكلام ـ لكن قد يقال إن هناك قوى سياسية تصر على أن تحصل على عدد وزراء وعلى عدد حقائب أكبر من حجمها النيابي والشعبي والسياسي وهي التي تعطل، ولماذا لا يقال إن بعض القوى السياسية تتمسك ببعض الوزارت المهمة جداً وعدم تزحزها او تنازلها لتشكيل حكومة كم شهر يا جماعة هو الذي يعطل، وهذا موجود عند كل الاطراف. لمَ نقول إن فلان هو الذي يعطل أو فلان هو الذي يعطل، هذا ظلم.
أريد أن أختم الملف الحكومي بنقطة عامة يُبنى عليها: إن توجيه الاتهامات بالتعطيل هي سياسة قاشلة لا تنفع، ولا تستهدف إلا الكسب السياسي الذي لا قيمة له والذي يضيع، واذا كان هناك من يريد أن يتهم بالتعطيل بالضغط أنا احب أن اقول له إن هذا لا ينفع. هناك تجربة دامت سنتين ونصف بالاستحقاق الرئاسي سنتين ونصف - العماد عون والتيار الوطني الحر ونحن معه كنا متهمين بتعطيل انتخابات الرئاسة، لكن نحن اتهمنا أكثر لأن حجم الاستهداف لنا أبعد من الموضوع المحلي، وأن حزب الله أصلاً لا يريد انتخاب رئيس ولا يريد العماد عون ولا العماد عون ولا سليمان فرنجية ولا وزير وسطي، أصلاً لا يريد رئيس، لكن ماذا تبين؟ نحن وخلال سنتين ونصف بقينا تحت الضغط: انتم تعطلون – تعطلون البلد والرئاسة الاولى، تحريض المسحيين علينا، تحريض كل الدنيا علينا، هل تزحزحنا؟ لم نتزحزح.
أريد أن أقول لجماعات الضغط نحن بالضغط وبالتهويل "منتجوهر أكتر ومنتصلّب أكتر، احكوا معنا بالمنيح" بالكلام الطيب، بالصدق، بالمنطق، بالعقل، تأخذون كل منطق وعقل وصدق وحنان كما تشاؤون. بالضغط، بالتهويل، ودون الحديث عن بقية حلفائنا، من ثلاثة إلى أربع أسابيع، حزب الله يعطل تشكيل الحكومة، قولوا مائة سنة، لا يقدم ولا يؤخر إذا أنت تضغط، لا يقدّم ولا يؤخر، هذا كذب هذا اتهام هذا ظلم، هذا لا ينفع. الذي ينفع هو العمل الجاد.
بعض القوى السياسية عندما أعادت النظر وخرجت من دائرة الاتهام وذهبت إلى العمل الجاد بالاستحقاق الرئاسي، أصبح هناك رئيس جمهورية للبنان، لو بقيت تتهم مائة سنة لا يقدم ولا يؤخر. إذاً مطلوب اليوم بموضوع الحكومة في اسرع وقت ممكن وهو مطلب اجماع لبناني الحل والعلاج لهذا الأمر، هو ليس الاتهامات بالتعطيل و"الشولحة" شمال ويمين، هذا يصعّب ويعقّد ويوتّر البلد ولا يخدم العهد ولا يخدم تشكيل الحكومة، ولا يخدم المناخ السياسي في البلد.
الحوار القريب، عدم اليأس من بعضنا البعض، والتواصل، موضوعات محددة صارت متل ما ذكرت منذ قليل نستطيع جميعنا أن نتساعد ونعالجها.
العنوان الثالث والأخير هو قانون الانتخاب (الانتخابات المقبلة) وبناء الدولة:
نحن نؤيد الدعوات التي صدرت بالأيام
الاخيرة التي تدعو الى فصل المسارين. لدينا مساران: هناك مسار تشكيل حكومة يجب أن يتواصل العمل فيه ليل نهار من أجل أن تشكل فيه حكومة في اقرب وقت ممكن، وهناك مسار قانون الانتخاب، ونقدر أن نفصل بين المسارين، مثل ما طبعاً قيادة التيار الوطني وقوى سياسية أخرى عرضت هذا الموضوع بالإعلام، لأنه اليوم لا أحد يقدر أن يقول إن المجلس النيابي لا يستطيع أن يجتمع أو يشرّع أو ما شاكل، لأنه صار هناك رئيس جمهورية. حجج تعطيل المجلس النيابي انتهت. المجلس النيابي والكتل النيابية "اذا بتمشي بهذا المسار بنفس الوقت بنفس الساعة الذي ماشي فيه مسار تشكيل الحكومة" هذه أول نقطة.
النقطة الثانية: نحن نسمع بالبلد إجماع أنه نعم نريد قانوناً جديداً ودُفن (قانون) الستين وخلصنا من الستين وستين كافي وستين وستين وستين.. على أساس الستين يشيّع وتجري جنازته وسوف يُدفن. لكن هناك جو في البلد أن العريس الحقيقي هو الستين لانه ليس المهم الناس عن ماذا تحكي، المهم الناس ماذا تعمل بهذا الموضوع؟
نحن نطالب بعمل جاد وحقيقي في موضوع قانون الانتخاب. أساساً موضوع بناء الدولة القوية العادلة المتينة القادرة على أن تخدم شعبها وسيادتها ووو.. له أسس. أول أساس في بناء الدولة القوية والعادلة، ليس الدولة التي كيفما كان، هو أن يكون لديها مجلس نيابي منتخب يعبر عن إرادة الشعب اللبناني، عن إرادة كل مكوّنات الشعب اللبناني. حسناً هذا ما هو الطريق له؟ أن يكون هناك قانون انتخاب وأن تجري انتخابات نيابية حرة ونزيهة على قاعدة قانون انتخابي يشعر معه كل لبناني أن صوته له قيمة لما ينتخب وأن عنده فرصة حقيقية ان يوصل ممثليه إلى المجلس النيابي ليعبروا عن همومه وتطلعاته وآماله وما شاكل، قانون انتخابي يعطي للقوى السياسية أحجامها الحقيقية لا الأحجام المضخمة والوهمية. هذا القانون الذي يعمل على أساسه انتخابات والذي يعمل على أساسه مجلس نيابي هو الممر الإلزامي لبناء دولة حقيقية اذا أردنا أن نعمل أساسات ونبني دولة هكذا واقفة صح نبدأ من هنا ،واذا وضعنا قانون انتخاب غلط ونعمل انتخابات مشوّهة ويوصل ثمن الصوت الناخب فيها من 100 $ إلى 5 آلاف دولار بعد الظهر يوم الأحد هذا بتعمل دولة سرعان ما تنهار أمام زلزال أو هزة أرضية أو عواصف أو تآكل داخلي .
من هنا نحن اليوم، واللبنانيون جميعاً، في مرحلة هي الامتحان الحقيقي بلا كل الشعارات والخطابات. من يريد بناء دولة حقيقية، دولة عادلة، ومن يريد العبور إلى الدولة ومن يريد دولة قوية ومتينة، دولة قادرة على أن تتحمل مسؤوليات لبنان والشعب اللبناني في هذه المنطقة المليئة بالأحداث والتطورات والأعاصير الان الامتحان أمامنا.
ليس المهم أن أخطب وأنظم الشعر وأعمل مئة مؤتمر عن الدولة العادلة والقوية، المهم أنا ماذا أعمل حتى يكون هناك دولة عادلة وقوية.
المدخل الطبيعي لكل هذا المسار هو قانون انتخابي. حسناً، بالقانون الانتخابي مرة أعمل قانون انتخابي على قياس حزبي، على قياس تحالفاتي، على قياس طائفتي، على قياس مذهبي، على قياس منطقتي. إذأً انا لست جديراً بأن أساهم ببناء دولة. أنا جدير بأن أبني مزرعة، أبني إمارة لي أو لحزبي أو لمذهبي أو لطائفتي أو لمنطقتي. أما إذا ذهبنا إلى قانون انتخابي يعطي لكل اللبنانيين حق المساواة وأن يشعروا أنهم ممثلون، هذا بيبني دولة. ط
برأينا نحن، بنقاش علمي وموضوعي، أن القانون الوحيد المتاح والذي يمكن التوصل اليه لتحقيق هذه الغاية هو اعتماد النسبية الكاملة، ليس مختلطة، النسبية الكاملة على لبنان دائرة واحدة أو دوائر موسعة. هنا يبين المخلص للبلد والذي يريد أن يبني دولة .
انا وبعض الحلفاء، بأكثر من مناسبة، قلنا يا أخي نحن كأحزاب بالنسبية تقل حصصنا وتصغر كتلنا النيابية، مع ذلك نحن نقبل لأننا نعتبر أن هذا الطريق سيمكّن كل اللبنانيين من كل الطوائف من كل المناطق من التعبير عن آرائهم، وأن تتمثل كل الاتجاهات السياسية بشكل حقيقي في المجلس النيابي، ويتحول المجلس النيابي إلى الإطار الذي يبنى من خلاله دولة حقيقة، لأنه هو الذي يبني الدولة من خلال القوانين وعلى قاعدة الدستور.
هذا الاستحقاق الحقيقي الذي يأخذنا اليوم إلى بناء الدولة. أما الانشغال في تفصيل جزئي هنا أو تفصيل جزئي هناك، في معركة جانبية هنا أو معركة جانبية هناك، تعمل تحسينات معينة لكن ليس هذا هو المسار الاستراتيجي الذي يبني الدولة.
الكلمة الأخيرة، خلال كل السنوات الماضية من 2005 إلى اليوم، لكن بالتحديد من 2011 إلى اليوم، دائماً كنا نقول للبنانيين، لقواهم السياسية: يا جماعة الخير لا تنتظروا الأوضاع الإقليمية والتطورات الإقليمية، لأن نحن حزب الله ننتمي إلى محور، لسنا خجلين بهذا الموضوع، نحمل راية، ونحمل بندقية، ونقاتل، ونقدم شهداء وجرحى، وموجودون في أكثر من ميدان وعلناً، لكن مع ذلك، أنا لم أدخل اليوم على الوضع الداخلي اللبناني من حيثية ما يجري في حلب أو انتصارات حلب أو ما شاكل. دائماً، أنا كنت أقول: دعوا وضع المنطقة ج
انباً والوضع الإقليمي جانباً.
نحن اللبنانيين لا ننتظر تطورات المنطقة، نحن قدرنا كلبنانيين، والآن أعود وأكرر، قدرنا كلبنانيين وخيارنا الوحيد كلبنانيين إذا أردنا أن نبني دولة وأن نحل مشاكلنا الاقتصادية والمعيشية والمالية والاجتماعية والأمنية وغيرها، وإذا أردنا أن نعزز عيشنا الواحد وسلمنا الأهلي واستقرار بلدنا وإذا أردنا أن نحجز مكاناً لبلدنا ثابتاً ومتيناً وقوياً في معادلات المنطقة ليس لدينا خيار إلا التلاقي والحوار وتقبل بعضنا الآخر، وفي المكان الذي توجد فيه خلافات يجب أن يعمل بشكل أو بآخر، لا يجب أن تكون هناك خصومات أبدية، يجب أن نتطلع إلى الوقت الذي لا يبقى فيه بين مختلف القوى السياسية اللبنانية، وأنا أعني ما أقول، يجب أن نتطلع إلى الوقت الذي لا يبقى فيه بين مختلف القوى السياسية اللبنانية لا عداوة ولا خصومة، إذا كلنا يريد لبنان.
هذه الفرصة الآن متاحة من جديد مع العهد الجديد. من انتخاب الرئيس عون إلى اليوم أرى في وسائل الإعلام وفي الصحف وبالتصريحات، مثلاً مسؤولين في تيار المستقبل يمتدحون العماد عون ويمجدونه. عظيم، جيد جداً هذا. كذلك مسؤولون وقيادات في القوات اللبنانية أيضاً يمتدحون العماد عون ويعظمونه، أيضاً هذا جيد.
ممتاز، إذاً اليوم كلنا وصلنا إلى مكان، حتى الذين صوتوا في الورقة البيضاء، قالوا انتهى الموضوع، لدينا رئيس جديد ويجب أن نتعاون جميعاً مع هذا الرئيس الجديد. لدينا رئيس جديد، لدينا عهد جديد، تفضلوا بدل أن يفتح أحد معارك، العهد لك أم العهد لي، ونزايد على بعضنا في هذا الموضوع، بدل أن يخترع أحد معارك وهمية، وإذا كان هناك أحد ما لا زال منتظراً المنطقة، أنا أقول له المنطقة دخلت في مرحلة جديدة. هناك مشاريع، الآن لا أريد أن أعلن شيئاً نهائياً، ولكن هناك مشاريع على هاوية الانهيار والهزيمة النهائية.
ضعوا هذا جانباً، أنا أقول لكم ضعوا هذا جانباً وتعالوا لدينا عهد جديد، لدينا رئيس جديد، لدينا رئيس حكومة جديد ومكلف بمعزل عن تقييمنا وخلافنا حول هذه الشخصية أو تلك الشخصية، تعالوا لنعالج العقد المتبقية في الحكومة ونعمل أجواء سياسية وإعلاميةً هادئةً وناعمة في البلد ونذهب للتحضير للانتخابات النيابية، ونتعاون على بناء دولة، على حماية بلدنا، وحفظ بلدنا وحل مشاكل شعبنا، ويكفي تضييعاً لوقتنا وأعصاب الناس بمعارك إعلامية وسياسية لا طائل من وراءها.
كل عام وأنتم بخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله، وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.
السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته.
في البداية بداية الكلمة لا بد أن نتوقف قليلاً أمام الأعياد المجيدة والمناسبات العظيمة المقبلة. بعد أيام قليلة تطلّ علينا ذكرى ولادة خاتم النبيين رسول الله الأعظم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله وسلم، وبعدها بأيام يطل عيلنا عيد الميلاد المجيد، ميلاد السيد المسيح عليه السلام.
في هاتين المناسبتين العظيمتين والمجيدتين أتوجه إلى المسلمين والمسيحيين جميعاً بأسمى آيات التبريك بهذه الأعياد، وأسأل الله تعالى أن تكون هذه الأعياد وهذه المناسبات المجيدة الآتية، أن تكون بداية ولادة أوضاع جديدة وأحوال جديدة تعمّ بركتها الجميع وعلى كل صعيد.
لا شك أن المسلمين والمسيحيين سوياً في هذه المنطقة وعلى مدى عقود، وخصوصاً خلال السنوات القليلة الماضية، يواجهون تحديات سواءً على المستوى الحضاري أو على المستوى الوجودي، ابتداءً من فلسطين التي استهدفت إسرائيل الوجود المسيحي في داخلها، وهي اليوم تستهدف بقية الفلسطينيين من مسلمين ومسيحيين، وأيضاً تستهدف المقدسات الإسلامية والمسيحية المهددة بالخطر، وصولاً حتى إلى مستوى رفع الأذان والذي واجهه المسلمون والمسيحيون في فلسطين، في المساجد والكنائس سوياً، وهذا هو النموذج المطلوب، إلى العراق، إلى سوريا، إلى نيجيريا، إلى كل مكان في المنطقة تتعرض فيه حضارة المسلمين والمسيحيين، المساجد والكنائس والآثار التاريخية وكل هذا الإرث الحضاري، إضافة إلى الوجود البشري، إلى الدماء والأعراض والأموال، من خلال التهديدين الكبيرين في المنطقة، التهديد الإسرائيلي في فلسطين وفي المنطقة وأيضاً التهديد التكفيري، والذي تبين أيضاً خلال السنوات الماضية أن الولايات المتحدة الأميركية ـ للأسف الشديد ـ وبعض الدول الغربية ترعاه وتدعمه وتموله وتسانده، وهذا ما اعترف به على مدى سنة من الحملة الإنتخابية رئيس الولايات المتحدة الأميركية المنتخب السيد ترامب، وقبله اعترف به جو بايدن نائب رئيس الولايات المتحدة الأميركية وأبرزته الرسائل الإلكترونية للسيدة هيلاري كلينتون، إضافة إلى اعترافات كبار المسؤولين الأمنيين والعسكريين والدبلوماسيين الأميركيين.
على كلٍّ، هذا تحدٍّ نواجهه اليوم، نأمل أن تكون الأعياد المقبلة مناسبة للتوحد وللتلاقي وللتعاون وللتكامل في مواجهة هذه التهديدات الوجودية والحضارية، وهذا هو الخيار الوحيد المتاح للحفاظ على حضارتنا المشتركة وعلى وجودنا جميعاً وعلى كرامتنا جميعاً.
لا شك أيضاً أن هناك أحداثاً كبرى تحصل الآن في منطقتنا، في سوريا وما يجري في حلب وتداعيات الانتصار القائم والموعود القريب في حلب على كل المعركة في سوريا بل على كل المعركة في المنطقة، أيضاً ما يجري في الموصل، التطورات داخل فلسطين المحتلة، في اليمن، في المنطقة عموماً، تستحق التوقف عندها طويلاً. ولكن اسمحوا لي هذه الليلة، وبالرغم من أهمية وعظمة أحداث المنطقة، أن أترك هذا لوقت آخر قريب إن شاء الله، وتكون الصورة أيضاً أصبحت أوضح وأكبر، والمشهد يتحدث عن نفسه حينئذ.
وأود في هذه الليلة أن أركز على الوضع السياسي اللبناني المحلي، ونظراً لبعض التعقيدات الموجودة حالياً وأيضاً بسبب السجالات التي شهدناها وما قرأنا وما كتب وما قيل والأجواء غير المناسبة ـ في الحقيقة ـ التي شهدناها خلال الأسابيع القليلة الماضية، خصوصاً بعد إنجاز الاستحقاق الرئاسي وبدء تشكيل الحكومة الجديدة.
أنا سأتحدث بعدة عناوين في الموضوع المحلي ولكن قبل أن أبدأ أود أن أذكّر بعدة أمور:
الأول: لأن هذا يجب أن يُبنى عليه. بالسابق تحدثنا فيه والآن وفي المستقبل أود أن أؤكد عليه: فيما يرتبط بحزب الله بالتحديد، نحن لا يوجد لدينا ما يسمى مصادر في حزب الله أو مصادر إعلامية أو مصادر نيابية أو مصادر سياسية أو مصادر قيادية في حزب الله أو مصادر مقربة من حزب الله تتحدث لهذا التلفزيون أو لهذه الفضائية أو لهذه الصحيفة، هذا ليس له وجود، وكل ما يقال منسوباً إلى مصادر في حزب الله لا ينبغي أن يُعتنى به وليس له أي قيمة على الإطلاق. بالمناسبة نحن أكثر حزب لديه خطباء، وأكثر أناس يخطبون على مدى الأسبوع هم مسؤولو حزب الله، وبالتالي نحن ليس لدينا نقص وليس لدينا ثغرات في الموضوع الإعلامي ونتكلم كلنا ونتحدث، والجهات الرسمية المعنية بأن تعبّر عن موقف حزب الله معروفة.
أيضاً في هذا السياق، كثرت في الأسابيع القليلة الماضية، قرأنا ورأينا، قصة مصادر في قوى 8 آذار، مصادر قيادية في قوى 8 آذار، مصادر إعلامية، مصادر مقربة، قياديون في 8 آذار. على كلّ نحن جزء من قوى 8 آذار، بعد ذلك نرى 8 آ
ذار ماذا ستقول عن نفسها، لكن على علمي نحن لم نتفق لا على مصادر إعلامية ولا على مصادر قيادية، سواءً كنا حركات أو أحزاباً أو تنظيمات أو شخصيات في قوى 8 آذار، كل شخص يتكلم عن نفسه، يعبر عن وجهة نظره، قد تتلاقى مع الخط العام لهذه القوى ولكن أحدنا لا يلزم الآخر، أيضاً نتمنى أن هذا الأمر يلتفت إليه.
الأمر الثاني: أنه نحن في حزب الله في منهجنا سابقاً وحالياً وفي المستقبل، ليس لدينا طريقة اسمها أن نبعث رسائل، لا من خلال مصادر ولا من خلال بعض الأصدقاء الصحفيين ولا من خلال مقالات ولا من خلال أصدقاء مشتركين ولا من خلال سفارات. نحن سواءً كنا نتحدث مع صديق أو حليف، أو كنا نخاطب أو نتكلم مع خصم أو نواجه عدواً، نحن نتحدث بشكل مباشر، إما في لقاء أو في العلن، لدينا من المنطق ولدينا أيضاً من الثقة بأنفسنا ولدينا من المصداقية ولدينا من الشجاعة ما يساعدنا ويمكنّنا من أن نقول آراءنا ومواقفنا، سواءً في اللقاءات الداخلية المباشرة أو عبر وسائل الإعلام. نحن لا نستخدم هذا الأسلوب، الآن باعتبار حكي كثيراً هذا الأسابيع أن رسائل حزب الله إلى العهد الجديد وإلى فخامة الرئيس ميشال عون وإلى الحكومة، هذا كله أصلاً ليس أسلوبنا وليس منهجنا على الإطلاق وأتمنى أن يُبنى على هذا بشكل دائم.
الأمر الثالث والأخير في المقدمة: أنه واضح خلال هذه الأسابيع، هناك جهات، هناك غرفة عمليات، هناك مطبخ واحد، ولهدف محدد أصبح واضحاً لكل اللبنانيين، وأنا تكلمت عنه بعد انتخاب الرئيس، قلت إن هناك كما قبل الاستحقاق الرئاسي بعد الاستحقاق الرئاسي سوف نشهد الكثير من الضوضاء والكلام والشائعات والشغل الإعلامي والسياسي والوشوشات من أجل تخريب علاقات معينة أو تحالفات معينة واستخدم هذا الأمر في اتجاهات متعددة.
في كل الأحوال نحن معنيون أن نخاطب اللبنانيين جميعاً، أنا الليلة لا أريد أن أخاطب جهة معنية، أنا خطابي اليوم لجميع اللبنانيين، لجميع أبناء وطننا، بدون استثناء، لأننا بلا شك، سواء كنا في لبنان أو في المنطقة نحن الآن في مرحلة مصيرية ومهمة جداً.
حسناً، العناوين، العنوان الأول سميته العلاقة مع العهد يعني مع فخامة الرئيس ميشال عون، وأيضاً منه أنا أدخل قليلاً للحديث عن موضوع الوضع المسيحي والعلاقات مع القوى المسيحية، موضوع الثنائي المسيحي والثنائي الشيعي وما شاكل.
في موضوع العلاقة مع العهد، من آخرها من أجل أن لا أطيل عليكم، لأننا نريد أن نلحق كل النقاط، نحن وفخامة الرئيس العماد ميشال عون وقيادة التيار الوطني الحر كنا وما زلنا في علاقة ممتازة ولا تشوبها أي شائبة، وليس هناك أي إشكالية أو قلق أو أزمة ثقة أو خلاف أو تساؤلات أو مخاوف أو نقزة، وشاهدوا الذي قرأتموه وسمعتموه بهذه الأسابيع من هذه الأدبيات، طبعاً هناك من يكبّر الموضوع ومن يصغّره. هذا كله ليس له أي أساس من الصحة على الإطلاق. نحن علاقتنا قائمة كانت وما زالت وستبقى إن شاء الله على الإحترام المتبادل وعلى الثقة العميقة، وهذا المهم، وعلى الثقة العميقة التي تكرست من خلال التجربة الطويلة في الايام الصعبة، هذا ألف.
ب ـ نحن في تواصل مباشر ويومي وشبه يومي سواء مع فخامة الرئيس او مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل أو بقية اصدقائنا وحلفائنا في التيار الوطني الحر ونتلاقى ونتكلم ونتشاور ونسأل ونُسأل ونجاوب والمناخ في ايجابية كاملة. ربما يوجد تشخيص معين، يوجد مقاربة معينة يكون لدينا وجهات نظر، ولكن تعدد وجهات النظر محكوم بروح الثقة هذه وبالاحترام والتبادل والبحث عن حلول والتعاون الايجابي ليس اكثر.
وهنا أنا أؤكد أيضاً إضافة إلى منهجنا، طالما الخط مفتوح ونجلس مع بعض ونتكلم مع بعض لماذا نرسل رسائل من هنا ومن هناك؟
ج ـ قيل الكثير حول موقف حزب الله من العلاقة القائمة بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية. طبعا لن اذكر كل الذي قيل ولكن أذكر أمثلة لكي أعقّب عليها. مثلاً كتب الكثير وقيل إن حزب الله طلب من الرئيس عون أو من التيار الوطني إلغاء تحالفه من القوات اللبنانية، وأن عليه أن يختار إما التفاهم والتحالف معنا أو التفاهم والتحالف معهم، وقد بني عليه مقالات ومواقف سياسية كثيرة. مثلاً أيضاً قيل إن حزب الله يطلب ـ هذا اخف قليلا ـ ان حزب الله طالب الرئيس عون وقيادة التيار بأن لا تكون العلاقة مع القوات أولوية على حساب العلاقة مع حزب الله، والبعض أيضاً خففها قليلا وقال إن حزب الله قلق من أن تؤدي العلاقة بين التيار والقوات إلى نسف التحالف بينه ـ أي حزب الله ـ وبين التيار الوطني ويتوجس خيفة من هذه العلاقة، وقد بني على هذا الكلام وامثاله الكثير.
هنا يظهر ـ لنتكلم بالأمور بالتبسيط ـ عندما تقرأ الجرائد وتسمع المقابلات والتحليلات والخطاباتـ يوجد أحد ما يحاول أن يصوّر أن حزب الله الآن يجلس بقيادته وهيئاته المركزية ليل ونهار وهم مشغولون بالقوات اللبنانية وبعلاقة القوات بالتيار وعلاقة التيار مع القوات وكيف يجب أن نفك هذه العلاقة ومخاطر هذه العلاقة والقوات
وحجم القوات وإلى أين القوات وما شاكل. ربما أحدهم يحاول أن يقدم الموضوع بهذه الطريقة، طبعا ليس استهانة بالقوات، لا أتكلم أنا لأقول هذا استهانةً بالقوات اللبنانية، كلا.
نحن نعتبر أن القوات اللبنانية كحزب هي قوة أساسية سياسية موجودة في البلد ولها تمثيلها بمجلس النواب ولها أناسها ولها قواعدها، لكن القوات اللبنانية وكل اللبنانيين يعلمون أننا نحن مشغولون في مكان آخر، لسنا مشغولين بأحد هنا، ولذلك أنا قلت ليس استهانة بأحد لأنه أصلاً الموضوع ليس له أساس، نحن مشغولون بمكان آخر، وكلكم تعلمون هذا المكان الثاني الذي نحن مشغولون به، وهذا المكان الثاني الذي نحن مشغولون فيه هو الذي يرسم مصير المنطقة ومستقبل المنطقة والأفق الكبير التي تذهب إليه المنطقة، ومع كل الذين نحن مشغولون معهم ونغيّر مساراً كان يرسم لهذه المنطقة التي بين هلالين تصوروا مثلاً لو أن داعش والنصرة والجماعات التكفيرية سيطرت على العراق وعلى سوريا، أين كان مصير كل المنطقة التي نحن نعيش فيها، "كلنا سوا في لبنان:.
فلا يعذبنّ أحد نفسه ويفترض أن الامور بالنسبة لحزب الله بالبلد هكذا، إضافة في هذا السياق كل ما ذكر وقيل إننا نحن طلبنا من العماد عون أو التيار الوطني الحر ليس صحيحاً نحن لم نطلب ولا نفتح هذا الموضوع ولم نفكر بهذه المسألة على الإطلاق لا بالجد ولا بالمزح نحن قاربنا هذه المسألة مع أصدقائنا في التيار الوطني الحر، بل أكثر من هذا، أنا أود أن يعلم الجميع ـ خصوصا المسيحيين في لبنان ـ الذين هم مهتمون بهذا الموضوع أنه عندما بدأ الحوار بين التيار الوطني وبين القوات اللبنانية نحن وُضعنا في الجو، ولم نعبر عن أي سلبية وبجو المفاوضات بشكل عام كنا وقبيل الاتفاق كنا بالجو وبالمناخ وعندما حاولوا ـ وهم لائقون ومحترمون أصدقاؤنا بالتيار الوطني ـ حاولوا ان يستمزجوا رأينا قلنا لهم نحن ليس لدينا مشكلة على الإطلاق وهذا الموضوع لا يزعجنا بل بالعكس إذا كان هذا التفاهم وهذا التقارب يعالج موضوع الاستحقاق الرئاسي ويمكّن من انتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية فهذا أمر جيد أيضاً.
ليس فقط أننا لم نعطِ إشارة سلبية، بالعكس، نحن أعطينا إشارة إيجابية، وكنا بالصورة تماماً ونحن لم نفاجأ بهذا التفاهم وكنا بصورته بشكل أو بآخر، وبالتالي بهذه النقطة أيضاً أقول كلا نحن لا يوجد شيء بهذا الموضوع يزعجنا أو يقلقنا، والقوات اللبنانية قليلاً فليهدئوا بالهم ويطوّلوا بالهم بهذا الموضوع أو بغيره.
أيضاً كل ما يقال عن صراع أو توتر أو بدايات معركة بين ثنائي شيعي وثنائي مسيحي أيضاً هذا غير واقعي، هذه أوهام، يوجد أحد ـ لا أعرف مَن ـ يفترض أن هناك معركة ويخترع معركة يضع نفسه بقلب معركة ويقاتل بمعركة غير موجودة، لا يوجد طرف ثاني، لا يوجد معركة أساساً، هذا حقيقة، أنا لا أقوم بتبسيط الموضوع، أنا أتكلم عن الأمور كما هي، أقوم بتوصيفها وتوصيف الحقيقة بمعزل عمّا يُخترع وعمّا يُتوهم.
أنا لديّ نصيحة بهذا السياق لكل الذين يثيرون هذا التوتر المصطنع ألا يبحثوا عن معارك وهمية لأنها ستؤدي إلى نتائج وهمية، ونصيحتي أيضاً أن من يريد أن يوجد لنفسه حضوراً سياسياً، وأن يفرض لنفسه دوراً سياسياً، وأن يفرض احترامه على الساحة السياسية على قاعدة إحداث الفتن بين الآخرين سيضيع في الفتنة. الطريق للحضور والاحترام وللانسجام في المشهد السياسي العام وانفتاح الاخرين هو أن يلعب كل واحد منا دوراً إيجابياً، وليس أن تكون المادة السياسية التي يعمل عليها ليل ونهار هي كيف يفتن بين حزب الله والتيار الوطني الحر أو بين حزب الله وحركة أمل أو بين الحزب الفلاني والتنظيم الفلاني وبين التيار الفلاني والتيار الفلاني. هذا لا يوصل إلى مكان، هذا لا يحقق حضوراً سياسياً، هذا يعمل ضوضاء ويعمل فوضى ويفقد الاحترام للجهة التي تعمل وتفكر بهذه الطريقة.
أيضاً بسياق وعنوان العهد والوضع المسيحي، قيل الكثير إن حزب الله لديه مخاوف من علاقات العهد الخليجية، وإنه عندما اتى وفد سعودي عند العماد عون انزعج حزب الله. نحن لم ننزعج، نحن كنا فرحين، وأن الوفود تتتالى من دول الخليج، أبداً.
وايضا قيل إن حزب الله ممتعض وإنه تكلم مع بعض الجهات الصحافية والاعلامية وكتبت بأن تبعث رسالة للعماد عون أنه لا يصح بأن يكون سفرك الأول إلى الخارج إلى السعودية، كل هذا الكلام فارغ.
أنا أود أن اقول لكم شيئاً بموضوع السفر لانه موضوع جزئي: من حق رئيس الجمهورية بأن يسافر إلى أي مكان وأن يكون سفره الأول إلى أي مكان، إذا هو أراد أن يسافر إلى السعودية أو إلى أي دولة خليجية أو إلى أي دولة أوروبية أو إلى إيران يا أخي أو إلى سوريا فهذا حقه، لا نحن يجب أن نضع فيتو على السفر الأول أو الثاني أو الثالث للرئيس عون إلى السعودية ولا أحد يجب أن يضع فيتو على سفر الرئيس عون إلى سوريا أو إلى إيران. نحن أمام عهد جديد يتوقع اللبنانيون جميعاً منه أن يقوم هذا العهد بنسج علاقات لمصلحة لبنان ولمصلحة الشعب اللبناني ولمصلحة المس
تقبل اللبناني مع جميع الدول باستثناء العدو الذي نجمع على عدائه مثلاً.
لذلك هذا الموضوع بالنسبة لنا ليس فيه أي مشكلة. أيضاً في موضوع العلاقات لا يوجد لدينا أي مشكلة بهذا الموضوع، يقال وكتب الكثير من المقالات وقيل بالمجالس إن هناك من يعمل على استقطاب رئيس الجمهورية الجديد إلى المحور الآخر وأن يصبح لديه علاقات مميزة، نحن غير قلقين. أنا بآخر خطاب قلت عن فخامة الرئيس إنه جبل لا يهتز، لديه ثوابت، التجربة تقول هكذا، رجل قطع الثمانين عاماً له سيرة سياسية طويلة عريضة نحن لدينا تجربة معه طويلة ومثلما قلت بالأيام الصعبة، ليس لدينا قلق، عندما يكون هناك ثقة بالرئيس ويوجد ثقة بالحليف يوجد ثقة بالصديق عندها أي أحد أتى وأينما ذهب وإن زار أي أحد، ومع أي أحد جلس ومع أي شخص اتفق ومع مَن تفاهم لا يوجد مشكلة في هذا الموضوع، في حال يوجد أحد غيرنا لديه مشكلة فليتحدث باسمه، لكن باسمنا نحن لا يقترب أحد على هذا الموضوع ولا أحد يلعب علينا.
أيضاً في ما يخص هذا الموضوع الثنائي المسيحي أو الثلاثي أو أكثر، نحن ليس لدينا أي تحسس من ثنائي مسيحي أو ثلاثي مسيحي. إذا أنشأت قيادات المسيحيين السياسية ثنائياً أو ثلاثياً أو رباعياً أو أكثر أو أقل، هذا شأنها، ونحن بالعكس، مع أي انفتاح بين قوى سياسية لبنانية على بعضها البعض، سواء في الساحة المسيحية أو في الساحة الإسلامية أو على المستوى الوطني، الآن على الساحة المسيحية لو هذا الانفتاح سقفه مثلما يقول الجميع هو التأسيس لوضع يساعد في تحقيق شراكة وطنية فعلية، بالعكس هذا شيء جيد، لماذا يجب أن نقلق منه؟ لماذا يجب أن نكون مزعوجين منه؟ يوجد أحد هو متوهم، يوجد أحد هو لا أعلم كيف يفكر، متوهم أن هذا سيغير المعادلات المحلية والإقليمية، بالعكس يمكن أن يشكل الثنائي المسيحي أو الثلاثي أو الرباعي أو ما شكال، فرصة حل عقد في لبنان، أو معالجة قضايا عالقة منذ سنوات طويلة أو منذ عقود في لبنان. نحن لا ننظر إلى الأمر من الزاوية السلبية. وأنا اعيد وأقول لكم بأنني لا أجامل هنا، لأنه يوجد كلام ممكن خلاف المجاملة ستسمعونه بعد قليل.
نعم نحن في الوضع المسيحي من حقنا كأصدقاء وحلفاء أن نسعى وأن نأمل وأن نجهد وان نحرص على أن تعود العلاقة بين تيارين حليفين صديقين صادقين هما التيار الوطني الحر وتيار المردة إلى سابق عهدها، خلافا للبعض الذي يريد أن يذهب أو يدفع بهذه العلاقة إلى القطيعة النهائية أو إلى العداوة الكاملة، هذا حقنا الطبيعي لأن هؤلاء حلفاؤنا وأصدقاؤنا، وكنا سويا في الأيام الصعبة في الأيام القاسية في الاستحقاقات التي مرت، كانوا معنا صادقين وكنا معهم كذلك. هذا حقنا الطبيعي، لكن هذا ليس له علاقة بالثنائي المسيحي أو الثلاثي المسيحي أو ما شاكل.
حسناً، هذا العنوان الأول، أكتفي بهذا المقدار، طبعا، لا يمكنني أن أجيب عن كل الذي كتب، لأنني لم ألحق أن أقرأهم كلهم، لكن كل شيء كتب، بالسلبية، بالإشكالية، "بالنقزة"، بأزمة ثقة، بخلاف هذا كله مبني على أوهام ليس أنه فقط ليس له