ذلك ليس من قبيل المصادفة أن يتزامن تحرير حلب الشهباء مع أم الربيعين الموصل: أدوات التحرير متشابهة: جيشان وطنيان يمثلان كلّ التنوّع الاجتماعي الموجود في سورية والعراق. ويجسّدان هموم العسكريين الأبطال في البلدين الذين يجاهدون بالحدّ الأدنى من الإمكانات لاستعادة رمزين فائقي الأهمية على المستوى الاستراتيجي.
فبالنسبة للجيش السوري، يكفي القول إنه يخوض معركة حلب بعد قتال ضارٍ ومستمرّ منذ 5 سنوات تورّطت فيه السعودية وتركيا و»إسرائيل» وعشرات آلاف الإرهابيين المدعومين بالسلاح والمال من الحلف الأطلسي والولايات المتحدة الأميركية.
لقد استطاع هذا الحلف التدميري بالأساليب المذكورة وأبواقه الإعلامية، التأثير على التضامن الاجتماعي الداخلي محاولاً تصوير أحداث المشرق العربي، وكأنها بين كافر ومؤمن، أو بين أكثريات وأقليات. كل ذلك للتعتيم على اهداف القوى الطامعة بثروات العالم الاسلاميي.
ان المؤسّسة الأهمّ التي صمدت وظلّت تعكس الإجماع السوري بأبعاده المناطقية والاجتماعية والطبقية هو الجيش السوري الذي لم ينكّس أعلامه يوماً، وهي بيارق بلاد الشام، مصرّاً على تمثيل كامل المنطقة ببسالته وشجاعة فرسانه.
المصدر البناء اللبنانية