مراقبون كثيرون اعتبروا أن الحرائق التي اندلعت في الأراضي الفلسطينية المحتلة مفتعلة من قبل الكيان الصهيوني. لغايات منها خلق أجواء مناسبة لإطلاق حملة استيطانية واسعة النطاق، أو للكلام عن إرهاب حرائق وتوجيه تهمة المسؤولية عن ذلك إلى الفلسطينيين. وكل ذلك على سبيل الاستفادة من عهد دونالد ترامب الذي أعطى أكثر من إشارة تذهب باتجاه عزمه على تقديم المزيد من الدعم للكيان الصهيوني في مجالات عديدة منها الخطوة التهويدية المتمثلة بنقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس المحتلة.
ومن الممكن أن نضيف عناصر أخرى تؤيد فكرة افتعال الحرائق من قبل سلطات الاحتلال.
منها عدم سقوط قتلى وجرحى في حالات حرجة كما حدث في الحرائق التي ضربت الكيان عام 2010 وأوقعت ما يقرب من 50 قتيلاً.
ومنها أن التهويل بضخامة الحرائق والخسائر الكبيرة يخدم بشكل مباشر فكرة "المحرقة"، أي تلك البقرة الحلوب التي قدمت، وما تزال تقدم، الكثير من الفائدة للقضية الصهيونية.
ومنها تعزيز فكرة الحاجة الإسرائيلية إلى الظهور الدائم بمظهر الكيان "الصغير" المحتاج إلى المساعدة الخارجية، المالية والسياسية وحتى العسكرية، والذي لا يتردد عن "امتحان" مدى استعداد الخارج لتقديم تلك المساعدة. وقد ظهر ذلك جلياً في النداءات التي وجهها بنيامين نتنياهو إلى العديد من البلدان طلباً للمساعدة في إطفاء الحرائق.
المصدر : الانتقاد اللبنانية