لماذا امتنع بنو سعود عن تزويد حليفهم هادي وقواته بالمخصصات المادية التي رصدوها له في حربه على معارضيه من المواطنين اليمنيين، وتالياً على من تحاربه السعودية في اليمن، وتلقي بظلال عدوانها الهمجي والدموي عليه، وهي مازالت، رغم مامنيت به من إخفاقات، تمعن قتلاً وتشريداً بالشعب اليمني، في عدوان عبثي التدمير لا طائل منه، في الوقت الذي يتلقى فيه إرهابيو «حلب» أو إرهابيو واشنطن «المعتدلون» الأوامر من السعودية وأمريكا بعدم المغادرة والتصعيد الدموي وقتل حتى الأطفال في مدارسهم؟! وفي الوقت الذي بدأ فيه الاقتصاد السعودي يهتز على وقع انهيارات اقتصادية ومجتمعية ومالية بدأت تطول دولة النفط الوهابية التكفيرية التي اتخذت من فكرها الظلامي سلاحاً لغزو دول الاعتدال الفكري والإسلامي، وقد جندت لذلك مرتزقتها الإرهابيين لنشر ظلام فكرها المتطرف الذي لايعدو كونه نفايةً فكرية في سورية والمنطقة، والذي ارتدّ انعكاسات كارثيةً على العالم وإرهاباً منظماً، لم يحسب الغرب الذي استثمره ورعاه ودعمه حساباً لما ستؤول إليه الأمور، وأنه سيجني ماتزرعه يداه من دون اكتراث بتحذيرات الدولة السورية، فأرخوا له العنان في سورية، وغضوا الطرف عن جرائمه، تحت مسمّيات تضليلية، سيحصدون نتائجها، أو باتوا يحصدون نتائجها دماً وتدميراً، على وقع الصمود الأسطوري للدولة السورية وحلفائها الذين شكلوا السدّ المنيع والمتين في وجه تنفيذ أخطر مشروع تقسيم عرفه التاريخ، لدولة ذات سيادة وقدرة على المقاومة أذهلت العالم، على الرغم من كلّ التضليل، والتسييس، والكذب، والادعاءات المفبركة، وشراء ضمير وصوت المؤسسات والمنظمات العالمية الأممية، والحقوقية، وماتسمى «الإنسانية»، زوراً وبهتاناً.
المصدر (صحيفة تشرين السورية)