فداها ابوها
لا شك ان من اجمل ذكريات الامام السابع واهل البيت عليهم السلام في شهر ذي القعدة كانت حينما شع هلال ولادة السيدة المعصومة عليها السلام فغطّت بأنوارها حياة الامام عليه السلام.
لقد عاشت المعصومة ولم تفترق عن شمس الامامة لحظة واحدة واكتسبت من بحر علم ابيها الكاظم واخيها الرضا عليهما السلام. بلغت المعصومة في مقتبل عمرها مقاماً مكّنها أن تجيب عن الاسئلة الفقهية والعقائدية لأهل المدينة المنورة وان تحظى اجوبتها برضا أبيها واعجابه.
نقل المرحوم الحاج السيد نصر الله المستنبط (صهر المرحوم آية الله الخوئي) رواية عن بعض الثقات عن الكتاب القيّم «كشف الثاني» ان جمعاً من الشيعة وردوا المدينة وجاؤوا برسالة تحوي عدداً من الاسئلة الى الامام الكاظم عليه السلام فوجدوه مسافراً، كما ان الامام الرضا لم يكن بالمدينة. فقرر هؤلاء العودة الى وطنهم في حالة من الحزن والغم لأنهم لم يحظوا برؤية الامام فتأثرت لذلك المعصومة عليها السلام التي لم تكن آنذاك قد بلغت سن التكليف، فما كان منها الاّ أن اخذت الرسالة واجابت عن اسئلتهم فترك هؤلاء الشيعة المدينة مسرورين والتقوا الامام الكاظم عليه السلام خارج المدينة وحكوا قصّتهم له وأروه خط السيدة المعصومة ففرح الامام بذلك وقال: «فداها أبوها». نقل المرحوم المستنبط هذه القصة عن كتاب «كشف الثاني» للعالم الشيعي «ابن العرندس» المتوفى بحدود سنة 840 هـ.
ولم يطبع هذا الكتاب لحد الآن وله نسخة خطية في مكتبة الشوشتري في النجف الاشرف.