تحقيق حول ولادة السيدة المعصومة عليها السلام ووفاتها
ولادتها:
ولدت السيدة فاطمة المعصومة عليها السلام في اليوم الاول من ذي القعدة سنة 173 هـ. ومستند هذا القول ما ذكره المحدث الخبير، العلامة آية الله الشيخ علي نمازي (المتوفى في الثاني من ذي الحجة الحرام سنة هـ) صاحب كتاب «مستدرك السفينة» وعشرات الكتب الاخرى، حيث ذكر في الصحفة 257 من الجزء الثامن من «مستدرك السفينة» في مادة «فطم» ترجمة السيدة المعصومة عليها السلام مفتتحاً قوله: «فاطمة المعصومة المولودة في غرة ذي القعدة سنة 173...» وينبغي الالتفات الى انه لم يرد قول مخالف لهذا بشأن يوم وشهر ولادتها. وبالطبع فانّ في سنة ولادتها يوجد اختلاف بين سنتي 173 و 183 هـ نظراً الى ان سنة شهادة الامام موسى بن جعفر عليه السلام هي 183 هـ، حيث قضى عليه السلام آخر سنوات حياته في السحن بعيدا عن عائلته وكذلك فان التحقيق والبحث التاريخي يؤدي بنا الى القول بأن ولادتها كانت سنة 173 هـ.
ومن المصادر الاخرى لتاريخ ولادتها:
1ـ عوالم العلوم للعلامة البحراني 21 / 328
2ـ «گنجينة آثار قم» للشيخ عبس فيض 1 / 386
3ـ حياة الست للمرحوم الشيخ مهدي المنصوري ص 10
4ـ فاطمة بنت الامام موسى الكاظم للدكتور محمد هادي الاميني (ابن العلامة الاميني) ص 5، 21
5ـ «زندگاني حضرت معصومة عليها السلام» للمرحوم الشيخ مهدي المنصوري ص 34
وفاة السيدة المعصومة:
توفيت السيدة المعصومة سنة 201 هـ. حيث كان عمرها حين وفاتها28 سنة.
المصادر التي استند إليها في تحديد تاريخ وفاتها:
1ـ تاريخ قم للحسن بن محمد بن حسن القمي ص 213
2ـ بحار الأنوار للعلامة محمد باقر المجلسي 48/290
3ـ أعيان الشيعة للسيد محسن الامين 8/391
4ـ رياحين الشريعة للشيخ ذبيح الله محلاتي 5/32
5ـ بحار النساب لملك الكتاب الشيرازي ص 160
6ـ أنوار المشعشعين للشيخ محمد علي بن حسن كاتوزيان 1/208
7ـ منتهى الآمال لليشخ عباس القمي 2/242
8ـ مراقد المعارف للشيخ محمد حرز الدين 2/163
9ـ دائرة المعارف الشيعية للسيد حسن الأمين 3/231
10ـ «گنجينه دانشمندان» للشيخ محمد الرازي 1/14
وأما اليوم والشهر الذي توفيت فيه فتوجد ثلاثة اقوال وهي:
1ـ العاشر من ربيع الآخر
2ـ الثاني عشر من ربيع الآخر
3ـ الثامن عشر من ربيع الآخر:
ـ العاشر من ربيع الآخر:
مصادر هذا القول هي مايلي:
1ـ وسيلة المعصومية للمير أبي طالب «واعظ التبريزي» ص 65.
2ـ «زندگاني حضرت معصومة عليها السلام» للشيخ مهدي المنصورى.
3ـ «درياى سخن» للسقا زاده التبريزي.
ومنشأ هذا القول هي النسخ الخطية لكتابي «نزهة الأبرار في نسب اولاد الائمة الاطهار» للسيد موسى البرزنجي الشافعي المدني، و«لواقح الأنوار في طبقات الأخيار» للشيخ عبد الوهاب الشعراني الشافعي المدني، المتوفى سنة 927 هـ.
ومع ان النسخ الخطية لهذين الكتابين ليست بأيدينا الآن الاّ ان المرحوم الشيخ آقا بزرگ الطهراني صرح برؤية الكتاب في كتابه «الذريعة 24/107» واعتبره احد آثار صاحبه. وكذلك فان صاحب كتاب «كشف الظنون 2/1565» صرح بوجود ورؤية كتاب «لواقح الأنوار».
ـ الثاني عشر من ربيع الآخر:
مدرك هذا القول ما نقله المرحوم آيه الله الحاج الشيخ علي نمازي في مستدرك السفينة (8/258)
ـ الثامن من شعبان: مدرك هذا القول ما نقله المرحوم الشيخ مهدي المنصوري في كتابه «حياة الست ص 11» من النسخة الخطيه لكتاب «رسالة العربية العلوية» المنسوب للشيخ الحر العاملي، ولكن وللاسف لا أثر لهذا الكتاب في وقتنا الحاضر.
النتيجة:
يقول البعض فيما يتعلق بذكرى وفاة المعصومة عليها السلام: مع اننا لا نملك مدركاً قوياً وانـما الموجود بأيدينا ما ذكرناه اجمالا ً، الاّ انّ الانصاف يقتضي منا تكريم يـوم ـ من بين تلك الأيام المذكورة ـ باعتباره يوم ولادة السيدة، وتكريم يوم آخر باعتباره يوم وفاتها، وذلك لأنه على كل حال فهي قد ولدت في يوم معين وتوفيت في يوم آخر، فلنا أن نأخذ بهذه الاقوال من باب التسامح في ادلة السنن ،وان نكرّم هذين اليومين.
ومعلوم فانه لا يوجد اختلاف في يوم ولادتها (الاوّل من ذي القعدة). واما بشأن يوم وفاتها فان الاستانة المقدسة بقم تقيم سنوياً مراسم العزاء في ثلاثة أيام هي: العاشر والحادي عشر والثاني عشر من ربيع الآخر.
ويطلق على هذه الايام بأيام المعصومية.