الكوثر - فلسطين
في حين كان تفاقم ظاهرة الهجرة العكسية للصهاينة من فلسطين المحتلة من النتائج الأولى والبارزة لعملية "طوفان الأقصى"، كشف باحثون صهاينة في تقرير جديد عن هروب أكثر من 10 آلاف عالم إسرائيلي إلى 30 دولة.
موجة كبيرة من هروب العلماء والنخب من فلسطين المحتلة
وقال "مايكل ريجيو"، الباحث الإسرائيلي الذي يدرّس في جامعة كامبريدج البريطانية، بعد إجراء بحث حول اتجاهات هجرة النخب أو ما يُعرف بـ"هروب الأدمغة" من فلسطين المحتلة، إن عدد الإسرائيليين المقيمين في كامبريدج قد تضاعف أربع مرات خلال السنوات الست الماضية.
وأضاف هذا الباحث الصهيوني: "حتى دون الأخذ في الاعتبار تضاعف عدد الإسرائيليين في كامبريدج خلال فترة قصيرة، يمكن ملاحظة حقيقة هروب الأدمغة والعلماء والأطباء البارزين من الجامعات الإسرائيلية؛ حيث أجبرت سياسات حكومة اليمين المتطرف الجديدة في الكيان ، بالإضافة إلى بداية الحرب الكبرى في قطاع غزة، العديد من الإسرائيليين، بما في ذلك العلماء والنخب، على الفرار."
وتعترف منظمة تُدعى "العلوم في الخارج"، وهي منظمة يهودية تتواصل منذ 19 عامًا مع العلماء والأطباء الإسرائيليين خارج فلسطين المحتلة وتساعدهم في إيجاد مكانة لأنفسهم في المجتمعات الخارجية، بظاهرة هروب الأدمغة من فلسطين المحتلة.
وتتواصل هذه المنظمة مع أكثر من 11 ألف عالم وباحث وطبيب إسرائيلي في أكثر من 30 دولة، وتدير 34 فرعًا في جميع أنحاء الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وأستراليا وسويسرا والنمسا.
اقرأ أيضاً
استمرار تداعيات "طوفان الأقصى" مع هروب النخب الصهيونية
تقول "ميراف أورلوزورو"، الصحفية الصهيونية التي أعدت هذا التقرير: "إن منظمة 'العلوم في الخارج' تسعى للتواصل مع العلماء الإسرائيليين قبل سفرهم إلى دول الخارج ومرافقتهم في عملية استيعابهم في الخارج، بهدف إعادتهم إلى فلسطين المحتلة بعد اكتساب المهارات اللازمة؛ ولكن اليوم، في ظل الانقلاب القضائي الذي أقامته حكومة اليمين المتطرف في الكيان ، ثم الحرب الكبرى على عدة جبهات، بدأت موجة واسعة من هروب الأدمغة."
وقال "نداف دواني"، المدير التنفيذي للمنظمة اليهودية "العلوم في الخارج"، في هذا الصدد: "حوالي 70% من العلماء والباحثين الإسرائيليين لا ينوون العودة إلى فلسطين المحتلة أبدًا، وأكثر من ثلثي الإسرائيليين الأكثر ذكاءً الذين يسافرون إلى الخارج لتطوير حياتهم المهنية يبقون هناك ولا يعودون."
كما أظهرت دراسة واستطلاع للرأي بين الأطباء الإسرائيليين في الخارج أن 31% منهم لا يعودون إلى فلسطين المحتلة حتى بعد انتهاء فترة تدريبهم، وتشير المنظمة اليهودية "العلوم في الخارج" إلى أن عدم عودة 31% من الأطباء الذين درسوا في الخارج يمثل أمرًا مقلقًا في ظل النقص الحاد في الأطباء في الكيان .
وفي آخر استطلاع للرأي أجرته المنظمة اليهودية المذكورة في عام 2024، قال 61% من النخب والعلماء الإسرائيليين الذين يرغبون في مواصلة الدراسة في الخارج إنهم يريدون العودة إلى الكيان ، بينما أعلن 10% فقط أنهم ينوون الهجرة. ولكن بعد اكتمال عملية تنظيمهم واستيعابهم في دول الخارج، انخفضت نسبة الذين يرغبون في العودة إلى الكيان الصهيوني من 61% إلى 16% فقط، بينما ارتفعت نسبة الذين يفكرون في الهجرة إلى 31%.
ووفقًا لهذا التقرير، قال 52% آخرون في الاستطلاع إنهم لا يعرفون بعد أين يريدون العيش خلال السنوات الخمس المقبلة، ولكن نصفهم أعرب عن رغبته في الإقامة في دول الخارج. بشكل عام، حتى أولئك النخب الذين كانوا ينوون في البداية العودة إلى الكيان غيروا رأيهم بعد انتهاء دراستهم، ولم يغير أي من الذين ينوون الهجرة رأيه، بل عززوا قرارهم بالإقامة في دول الخارج.
تحذيرات من انهيار اقتصاد إسرائيل مع هروب الأدمغة
في هذا الاستطلاع، قال 45% من العلماء إن سياسات حكومة اليمين المتطرف في كيان الاحتلال ، بما في ذلك التغييرات القضائية، هي السبب في بقائهم في الخارج. وأفاد 47% بأن الحرب هي السبب في رغبتهم في العيش في الخارج، بينما قال حوالي 6% إنهم مضطرون للعودة إلى الكيان بسبب المواقف "المناهضة لإسرائيل" لأعضاء هيئة التدريس في الجامعات المرموقة في العالم، ولا يشعرون بالراحة في الجامعات الخارجية.
وفيما يتعلق بعواقب هروب الأدمغة على اقتصاد الكيان الصهيوني، أظهرت الأبحاث التي أجراها البروفيسور "دان بن دافيد"، أستاذ السياسة العامة في جامعة تل أبيب، أن حوالي 287 ألف إسرائيلي هم من النخب التي يعتمد عليها نمو اقتصاد الكيان .
وقال هذا الأستاذ الصهيوني، الذي يدير أيضًا معهد البحوث الاجتماعية والاقتصادية في الكيان ، في مقابلة مع صحيفة "هآرتس" العبرية: "من بين النخب الإسرائيلية، يشكل الأطباء 6%، والأكاديميون 10%، بينما يشكل المتخصصون في مجال التكنولوجيا المتقدمة 6%، وهم مسؤولون عن نصف صادرات كيان الاحتلال على الأقل."
وحذر المسؤولين الصهاينة من دوامة انهيار اقتصاد الكيان، قائلًا: "إن الذين يدرّبون الأطباء والمهندسين والأساتذة الإسرائيليين هم 9000 شخص فقط، وهم ألمع العقول في الكيان الصهيوني . لذلك، إذا فكر مئات أو آلاف منهم في الهجرة، فهذا يعني عمليًا أن اقتصاد الكيان في طريقه إلى الانهيار."