الكوثر_ايران
عددا من الطلاب والنشطاء في التنظيمات الطلابية من مختلف أنحاء البلاد، التقوا عصر اليوم (الأربعاء)، في اليوم الحادي عشر من شهر رمضان المبارك، سماحة الامام الخامنئي.
اقرا أيضا:
وقبل كلمة قائد الثورة الإسلامية، قام ممثلو التنظيمات الطلابية في بداية اللقاء بعرض آرائهم ومواقفهم حول القضايا السياسية والاجتماعية والعلمية والثقافية في البلاد.
وفي ختام اللقاء، ستُقام صلاتا المغرب والعشاء بإمامة سماحة آية الله الخامنئي.
إلى جانب نشطاء التنظيمات الطلابية، حضر اللقاء أيضًا عدد من طلاب الجامعات من مختلف أنحاء البلاد، ممن قاموا بالتسجيل مسبقًا عبر منصة إلكترونية وتم اختيارهم بالقرعة لحضور هذا اللقاء.
نمتلك قدرات كبيرة في مختلف المجالات لم نملكها في العام الماضي
وأكد قائد الثورة الإسلامية، خلال لقائه الرمضاني مع الطلاب، أن أحداثًا مختلفة وقعت منذ الاجتماع السابق في العام الماضي حتى الآن، مما أدى إلى تغييرات كبيرة في الظروف.
وأضاف: "في مثل هذا اليوم من العام الماضي، عندما عقدنا هذا اللقاء معكم أيها الطلاب، كان الشهيد رئيسي لا يزال على قيد الحياة، وكان الشهيد السيد حسن نصر الله (رضوان الله تعالى عليه) بيننا، وكذلك الشهداء هنية، صفّي الدين، السنوار، الضيف، وعدد من الشخصيات الثورية البارزة الذين لم يعودوا معنا اليوم."
وأشار سماحته إلى أن الأعداء والمنافسين للجمهورية الإسلامية ينظرون إلى هذه الحوادث بنظرة سطحية خاطئة، مضيفًا: "نعم، هؤلاء الإخوة كانوا شخصيات قيّمة، وغيابهم خسارة كبيرة لنا، ولكن رغم فقدانهم، نحن اليوم في بعض المجالات أقوى مما كنا عليه العام الماضي، وفي بعض المجالات الأخرى لم نضعف، وإن لم نكن أقوى."
وتابع: "بحمد الله، لدينا هذا العام قدرات وإمكانات من زوايا متعددة لم تكن لدينا في العام الماضي، لذلك رغم أن فقدان هؤلاء الأعزاء خسارة، إلا أن الجمهورية الإسلامية تواصل نموها وتقدمها وتعزيز قوتها."
وأكد قائد الثورة الإسلامية خلال لقائه الرمضاني مع الطلاب أن فقدان الشخصيات البارزة لا يعني بأي حال من الأحوال التراجع أو الضعف، مشيرًا إلى مثال من التاريخ الإسلامي: "في السنة الثالثة للهجرة، فقد النبي الأكرم (ص) شخصية عظيمة مثل حمزة في غزوة أحد. لم يكن حمزة وحده، بل رحل معه العديد من الشجعان والأنصار البارزين. ومع ذلك، في السنة الرابعة والخامسة للهجرة، كان النبي أقوى مما كان عليه في السنة الثالثة."
وأوضح سماحته أن استمرار قوة أي أمة يعتمد على عاملين أساسيين: التمسك بالأهداف والمبادئ والسعي المستمر والعمل الدؤوب.
وأضاف: "إذا وُجد هذان العاملان في أي أمة، فإن غياب الشخصيات، رغم كونه خسارة، لا يشكل ضربة لمسار الحركة العامة."
الإمام الخامنئي: دعوة أمريكا إلى التفاوض خدعة
وأكد قائد الثورة الإسلامية، خلال لقائه مع الطلاب، أن دعوة الرئيس الأمريكي لإيران إلى التفاوض ليست سوى خدعة تهدف إلى تضليل الرأي العام العالمي.
وقال سماحته: "عندما يقول الرئيس الأمريكي إننا مستعدون للتفاوض مع إيران، فإنه يحاول الإيحاء بأنهم يسعون للحوار والسلام، بينما إيران ترفض. لكن لماذا ترفض إيران التفاوض؟ ليعودوا وينظروا إلى أفعالهم!"
وأضاف: "لقد جلسنا لسنوات وأجرينا مفاوضات. ثم جاء هذا الشخص نفسه الذي أنهينا المفاوضات معه، وألقى بالاتفاق الموقع والمنجز والمكتمل جانبًا ومزقه. وعندما نعلم أنهم لا يلتزمون، فلماذا نتفاوض معهم؟ لذلك، فإن دعوتهم إلى التفاوض ما هي إلا خدعة لتضليل الرأي العام."
أكد قائد الثورة الإسلامية أن الجمهورية الإسلامية لو كانت تنوي صنع سلاح نووي، لما تمكنت الولايات المتحدة من منعها، مشددًا على أن عدم امتلاك إيران للسلاح النووي هو قرار نابع من إرادتها الذاتية.
الجيل الجديد أكثر وعيًا واستعدادًا للصمود في الصفوف الأمامية
وأكد قائد الثورة الإسلامية، خلال لقائه الرمضاني مع الطلاب، أن الجيل الجديد يتمتع بفهم أعمق للقضايا واستعداد أقوى للصمود في الصفوف الأمامية مقارنة بالأجيال السابقة.
وقال سماحته: "الجامعات اليوم تختلف كثيرًا عن الجامعات قبل الثورة، وحتى عن الجامعات قبل 20 عامًا. اليوم، الجامعات أكثر تقدمًا، ومستوى الفهم أعمق وأكثر تعقيدًا، والاستعداد للصمود جيد. على عكس ما يُروج له، يُقال أحيانًا إن الجيل الجديد من الطلاب والشباب الإيرانيين ليس بنفس جاهزية جيل الثمانينيات، لكن هذا غير صحيح."
وأضاف: "هذا الاستعداد لا يزال موجودًا اليوم. لقد رأينا ذلك في مختلف القضايا، ونراه الآن بأعيننا؛ الشباب الإيرانيون مستعدون للوقوف في الصفوف الأمامية لمواجهة الأعداء، ومستواهم في فهم القضايا أفضل، واستعدادهم بحمد الله في أفضل حالاته."
المتغطرسون في العالم يريدون فرض هيمنتهم وإيران ترفض ذلك بحزم
وأشار قائد الثورة الإسلامية إلى أن القوى المتغطرسة في العالم تحاول فرض سيطرتها على الجميع، لكن إيران الإسلامية هي الدولة الوحيدة التي ترفض ذلك بحزم، مضيفًا: "اليوم، يقول المتغطرسون في العالم إن الجميع يجب أن يتبعهم ويضعوا مصالحهم فوق مصالحهم الخاصة، لكن إيران الإسلامية هي الدولة الوحيدة التي ترفض ذلك بشكل قاطع."
التفاوض مع الحكومة الأمريكية الحالية لن يرفع العقوبات بل سيزيد من تعقيدها
وأكد الإمام الخامنئي خلال لقاءه مع الطلاب اليوم بعد الظهر، أن التفاوض مع الحكومة الأمريكية الحالية لن يؤدي إلى رفع العقوبات، بل سيزيد من تعقيدها. وقال: "هناك بعض الأشخاص داخل البلاد يستمرون في الضغط على قضية التفاوض: لماذا لا تردون؟ لماذا لا تتفاوضون؟ لماذا لا تجلسون مع أمريكا؟"
وأضاف: "إذا كان الهدف من التفاوض هو رفع العقوبات، فإن التفاوض مع هذه الحكومة الأمريكية لن يؤدي إلى رفعها. بل على العكس، سيزيد الضغط ويعقد أزمة العقوبات. التفاوض مع هذه الحكومة سيزيد الضغط."
وأوضح سماحته قائلاً: "قبل أيام، في حديثي مع المسؤولين، قلت إنهم يطرحون مطالب جديدة وتوقعات جديدة، ويطرحون مطالب متزايدة. إذا جرى التفاوض على هذا النحو، فالمشكلة ستزداد سوءًا. التفاوض لا يحل أي مشكلة، ولا يفتح أي عقدة."
العقوبات ليست بلا تأثير، ولكن المشاكل الاقتصادية ليست ناتجة فقط عن العقوبات
وقال الإمام الخامنئي خلال لقائه الرمضاني مع الطلاب: "فيما يتعلق بالعقوبات الأمريكية، كما تعلمون من البداية، كانت مفاوضاتنا في مسألة الاتفاق النووي في العقد الأخير تهدف إلى رفع العقوبات. ولحسن الحظ، بدأت العقوبات تفقد تأثيرها. عندما تستمر العقوبات، فإنها تدريجيًا تفقد فعاليتها؛ حتى أنهم يعترفون بذلك. أي أنهم يعترفون بأن الدولة المحاصَرة يمكنها تدريجيًا إيجاد طرق لتخطي العقوبات وإبطال تأثيرها، ونحن قد اكتشفنا العديد من هذه الطرق وألغينا تأثير العقوبات."
وأضاف: "العقوبات ليست بلا تأثير، لكن ليس من الصحيح القول إن وضعنا الاقتصادي السيئ يرجع فقط إلى العقوبات. في بعض الأحيان، يكون الإهمال من جانبنا هو السبب. في الواقع، معظم مشاكلنا تأتي من الإهمال من جانبنا، وجزء منها طبعًا مرتبط بالعقوبات. لكن العقوبات ستفقد تأثيرها تدريجيًا. وهذا أمر مسلم به."
إذا أردنا تصنيع السلاح النووي، لم يكن بإمكان أمريكا منعه
وقال الإمام الخامنئي خلال لقائه الرمضاني مع الطلاب: "فيما يتعلق بالسلاح النووي، عندما يقولون 'لن نسمح لإيران بالحصول على السلاح النووي'، إذا كنا نريد صنع السلاح النووي، لم يكن بإمكان أمريكا أن تمنعنا."
وأضاف: "إننا لا نمتلك السلاح النووي ولا نسعى إليه لأننا لا نريد ذلك لأسباب خاصة بنا. لقد ذكرنا هذه الأسباب سابقًا وناقشناها، نحن لم نرد ذلك، وإلا لو أردنا، لم يكن بإمكانهم منعنا."
إيران ليست بصدد الحرب ولكن إذا ارتكب الأمريكيون وأعوانهم خطأ، سيكون ردنا حاسماً ومؤكداً
وقال الإمام الخامنئي خلال لقائه الرمضاني مع الطلاب: "التهديدات العسكرية من أمريكا، برأيي، غير حكيمة. فإن خلق الحرب وإلحاق الضرر ليس شيئًا من طرف واحد، فإيران قادرة على الرد بضربة متقابلة، وبالتأكيد ستقوم بذلك."
وأضاف: "أعتقد أنه إذا ارتكب الأمريكيون وأعوانهم خطوة خاطئة، فإنهم سيكونون أكثر تضررًا. بالطبع، الحرب ليست أمرًا جيدًا، ونحن لا نبحث عن الحرب؛ ولكن إذا حدث شيء، سيكون ردنا ردًا حاسمًا وحتميًا."
العناصر الأمنية والعسكرية قامت بواجبها في مواجهة الكيان الصهيوني في الوقت المناسب
وقال الإمام الخامنئي خلال لقائه الرمضاني مع الطلاب: "حاليًا، لحسن الحظ، التفكير السائد في الأوساط الطلابية هو تفكير يتجه نحو النضج والتفكير الشامل. بالطبع هذا لا يعني أنني أوافق على كل ما قيل هنا، فقد لا أوافق على بعض النقاط."
وأضاف: "على سبيل المثال، قال أحد الإخوة إن أولئك الذين في أيديهم السلطة الأمنية والعسكرية، في الأوقات الحساسة، لا يقومون بواجبهم تجاه الكيان الصهيوني ويتحولون إلى كُتّاب بيانات. هذا غير صحيح. أولئك الذين يجب أن يقوموا بالعمل، قاموا بذلك في الوقت المناسب."
وتابع: "إذا كان هناك شيء تتوقعونه ولم يتم تنفيذه، تابعوا وابحثوا في الأمر. بالطبع، بعض الأمور قد تكون سرية ولا يمكن التحقيق فيها، ولكن ستكتشفون أن العمليات التي تم تنفيذها أو التي لم تنفذ كانت مبررة تمامًا."
وفيما يتعلق بالثقة بالشباب، قال: "أما بالنسبة لما قيل عن تراجع الثقة في الشباب، فأنا لا أزال أعتقد أن الأمل الوحيد هو أنتم أيها الشباب. أؤمن بضرورة الاعتماد على الشباب، ولكن الشرط الأساسي هو الثبات على مواقفكم والتمسك بها."