خاص الكوثر - الوجه الآخر
قال الشيخ محمد علي ميرزائي: لو درسنا الظاهرة، ودرسنا مسار صياغة هذه الأنظمة أو هذا النظام العالمي الجديد، لوجدنا أنه نظام تحكمه القوى العظمى في العالم. أسسته القوى العظمى في العالم، وأمسكت بزمامه، ووصفت نفسها بالمنتصر، وهذا صحيح. في الحقيقة، قامت هذه القوى بتقسيم الأدوار فيما بينها لأجل السيطرة والهيمنة والإمبريالية بكل معنى الكلمة.
وتابع الشيخ ميرزائي: إذا كانت الفكرة قد تأسست على هذه النية وهذا القصد، فيجب أن ندرس الموضوع من أساسه. لا يمكن الاكتفاء بطرح بعض الإشكاليات على المسار، لأن المسار نفسه كان خاطئا منذ البداية، وكان فيه ظلم وإجحاف ورغبة في السيطرة.
إقرا أيضاً:
وأردف رئيس مركز المصطفى للدراسات الفكرية أن الأمم المتحدة والمؤسسات التابعة لها استغلت الظروف الصعبة التي عاشها العالم، مثل الحروب القاسية، لأجل منع ظهور أي قوة جديدة أو أي مصدر قوة في العالم لصالح غيرهم. حتى داخل هذه القوى العظمى، نشهد هذه الروح الإمبريالية. فالأمريكيون، مثلا، يظهرون للعالم كيف يتصرفون مع القوى الأوروبية الأخرى.
واختتمت الشيخ ميرزائي قوله: لا خير حقيقي لهذه المؤسسات، بالمعنى الدقيق للكلمة، لدول الجنوب العالمي إلى حد كبير، إلا إذا كانت هناك جهات ودول تتبع تلك السياسات بحذافيرها. المشكلة الأساسية هي مشكلة البنية التحتية والفلسفة التي أنشئت لأجلها هذه المؤسسات.