الكوثر - حكاية القدس
نيران الإبادة التي امتدت على طول القطاع ودمرت 88% من بناه التحتية بما يشمل المنازل والمؤسسات الحيوية، وفق تقديرات المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، حوّلت المعالم الأثرية للبلدة القديمة إلى أنقاض.
كذلك تعرضت بعض القطع الأثرية النادرة التي كانت تتربع في صدارة متحف "قصر الباشا" الأثري للسرقة من جيش الاحتلال الذي توغل برًّا في المنطقة وأحالها دمارا .
وتتكون البلدة القديمة في غزة من 4 أحياء رئيسية هي الشُّجاعية والدرج والتفاح والزيتون، تعرضت بشكل متعمد لاستهداف إسرائيلي مكثف خلال أشهر الإبادة، ووثق تقرير سابق للجزيرة نت بالصور والفيديوهات الخاصة أهم تلك المعالم التاريخية والأثرية المتضررة جراء الحرب والتي تزيد على 200 موقع.
اقرأ ايضاً
بعض المواقع الأثرية لم يكتف الاحتلال باستهدافها جوا بالقصف بل عمد إلى تجريف أجزاء واسعة منها بالكامل في محاولة لطمس الهوية الفلسطينية .
ومن أبرز المواقع التي تعرضت للدمار خلال العملية البرية لجيش الاحتلال التي طالت البلدة في ديسمبر/كانون الأول 2023 كان "قصر الباشا" والمسجد العمري وحمام السمرة وكنيسة "بيرفيريوس" وبعض البيوت الأثرية.
قصر الباشا
قصر الباشا في حي الدرج بغزة كان من آخر القصور التاريخية التي جمعت بين العمارة المملوكية والعثمانية، لكنه تحول إلى ركام بسبب القصف الإسرائيلي، ولم يبق منه سوى بقايا جدران. بعد تدمير منازلهم، لجأ نازحون فلسطينيون إلى الموقع، محولين إياه إلى مأوى. يعود القصر لنحو 900 عام، وتغيرت وظائفه عبر الزمن من مقر للحكم إلى مركز شرطي وتعليمي، ثم متحف في 2010. خلال العملية العسكرية الأخيرة، دمر الاحتلال معظم المبنى وجرف موقع المتحف، وسرق بعض القطع الأثرية.
المسجد العمري
تعرضت معالم غزة التاريخية والدينية لتدمير واسع خلال القصف الإسرائيلي، بما في ذلك المسجد العمري، ثالث أكبر مسجد في فلسطين، الذي جُرّف واستُهدفت مكتبته المملوكية.
حمام السمرة و كنيسة القديس بريفيريوس
كما دُمّر حمام السمرة، آخر الحمامات التاريخية في القطاع، واستُهدفت كنيسة القديس بريفيريوس، ما أدى إلى مقتل 19 مدنيًا لجؤوا إليها. خلفت الهجمات أضرارًا جسيمة في 206 مواقع أثرية وتراثية، وسط محاولات لطمس الهوية الفلسطينية.