الكوثر
في بداية الحرب الأوكرانية، قدم قائد الثورة الاسلامية تحليلاً استراتيجيًا حول جذور هذه الأزمة، مؤكدًا أن أوكرانيا أصبحت ضحية لسياسة خلق الأزمات الأمريكية. واعتبر سماحته تدخل الولايات المتحدة في الشؤون الداخلية لأوكرانيا ودعمها للانقلابات المخملية والتجمعات الملونة من العوامل الرئيسية لهذه الأزمة.
كما حذر قائد الثورة الاسلامية من أن القوى الكبرى والقوى الشريرة الدولية وراء إشعال الحروب، وهي تسعى لتحقيق مصالحها في مختلف أنحاء العالم من خلال إشعال نيران الحرب.
إهانة زيلينسكي من قبل ترامب: نموذج للنهج الاستغلالي للغرب
إهانة الرئيس الأوكراني فيلاديمير زيلينسكي من قبل دونالد ترامب هي مثال على النهج الاستغلالي للغرب تجاه الحكومات التابعة. خلال اللقاء الأول بين زيلينسكي وترامب في البيت الأبيض، رفض ترامب التوقيع على اتفاقية اقتصادية مهمة مع أوكرانيا، بل وهدد زيلينسكي بلهجة تهديدية قائلاً: "أنتم على وشك الدخول في الحرب العالمية الثالثة، ويجب أن تشكرونا".
كما أعلن ترامب في بيان رسمي بعد هذا اللقاء أن "الاتفاق تم إلغاؤه، لأن زيلينسكي غير مستعد للسلام، ولن يكون من الغباء أن تتبع الولايات المتحدة هذه السياسات". هذا التصرف المهين أظهر أن حتى رئيس دولة متحالفة مع الولايات المتحدة لن يكون له مكان إذا لم يتبع بالكامل سياسات واشنطن.
الحرب الاستنزافية في أوكرانيا واستغلال الولايات المتحدة
مع مرور الوقت، أصبحت صحة كلام قائد الثورة الإسلامية حول الأزمة الأوكرانية أكثر وضوحًا. فالدعم غير المشروط من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (الناتو) لأوكرانيا لم ينقذ هذا البلد من الأزمة، بل حوّله إلى ساحة حرب استنزافية. الولايات المتحدة، باعتبارها أكبر مزود للأسلحة لكييف، تحقق أكبر استفادة من هذه الحرب، في حين يعاني الشعب الأوكراني من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية والأمنية.
السلوك الاستغلالي الغربي مع زيلينسكي
في الوقت نفسه، أظهر سلوك الدول الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، تجاه زيلينسكي أن دعمهم كان مؤقتًا ويعتمد على مصالحهم الخاصة.
تشير التقارير الأخيرة إلى أن الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، في لقائه مع زيلينسكي، لم يقتصر على الضغط عليه للتوصل إلى اتفاق مع روسيا، بل قام أيضًا بإلغاء اتفاق معدني بين البلدين بسبب خلاف مع زيلينسكي. هذا الموقف أظهر مجددًا أن نظرة الغرب للحكومات التابعة هي نظرة استغلالية وغير موثوقة.
أهمية الدعم الشعبي في بقاء الحكومات
كما شدد قائد الثورة الإسلامية على أن الحكومة التي لا يكون شعبها خلفها لن تتمكن من الصمود في وجه الأزمات. وقد أكدت تجربة الحرب الأوكرانية هذه الحقيقة، حيث لم يتمكن زيلينسكي من جذب دعم شعبي كافٍ لمواجهة روسيا، وواجهت أجزاء مختلفة من البلاد العديد من الأزمات. هذه الحالة تشبه كثيرًا ما حدث في العراق في عهد صدام حسين، حيث لم يكن الشعب مستعدًا للدفاع عن الحكومة التابعة للولايات المتحدة.
كل هذه الأدلة تشير إلى أن تحليل وكلام قائد الثورة الإسلامية حول الأزمة الأوكرانية، منذ البداية، كان قائمًا على فهم عميق لمعطيات القوة العالمية. فبدلاً من تقديم المساعدة الحقيقية للدول، يستغل الغرب هذه الدول كأدوات لتحقيق مصالحه، وعندما تصل اللحظة الحاسمة، يتركونهم وحدهم. تجربة أفغانستان، وأوكرانيا، وحتى السلوك الأخير لترامب مع زيلينسكي، كلها دلائل على هذه الحقيقة.
الليل المظلم لأوكرانيا؛ كيف طرد ترامب زيلينسكي؟
فلاديمير زيلينسكي، الرئيس الأوكراني، الذي كان يأمل في الحصول على دعم الولايات المتحدة، وصل إلى واشنطن حيث التقى دونالد ترامب في البيت الأبيض. ومن لحظة دخوله، تعرض للإهانة من قبل الرئيس الأمريكي، واستمرت هذه الإهانة حتى مغادرته المكان.
وخلال حديث زيلينسكي في البيت الأبيض، هاجم جي دي فانس، نائب ترامب، الرئيس الأوكراني واصفًا إياه بعدم الامتنان. واتهامه بأنه كان يسعى من خلال حضوره في ولاية بنسيلفينيا إلى دعم مرشح الحزب الديمقراطي في الانتخابات الرئاسية.
ثم تصاعدت المشاجرة بين زيلينسكي وجي دي فانس، واتهم ترامب الرئيس الأوكراني بالمقامرة على الحرب العالمية الثالثة.
ترامب وعقب تصريحات زيلينسكي التي قال فيها إن أوكرانيا كانت وحيدة منذ بداية الحرب مع روسيا، قال: "بفضل رئيسنا الأحمق، قدمت أمريكا لكم 350 مليار دولار كمساعدة عسكرية".
في أثناء لقاء الرئيس الأوكراني مع ترامب ونائبه، سأل أحد الحاضرين في البيت الأبيض زيلينسكي: "لماذا لم ترتدِ بدلة رسمية؟ أنت الآن في أعلى مستوى وأعلى منصب في هذا البلد (الولايات المتحدة)، لكنك لم ترتدِ بدلة؟" وقبل أن يجيب زيلينسكي، بدأ الحاضرون في الضحك.
من عجائب الزمان أن وكالة الأنباء الروسية الرسمية "تاس" كانت حاضرة في لقاء ترامب وزيلينسكي، بينما تم منع "رويترز" و"أسوشيتد برس" من حضور هذا الاجتماع! وفي النهاية، بعد سلسلة الإهانات التي وجهها ترامب، غادر زيلينسكي وفريقه البيت الأبيض بسرعة.