الكوثر_صحافة
ولبنان كل لبنان من شماله الى جنوبه وشرقه وغربه مديون لهذه القامة الكبيرة الذي خاض بها جهاداً كبيراً من اجل استقلال لبنان وعزته وكرامته وهكذا نصرته المشهودة لقضية فلسطين وتحرير الاقصى.
العلامة السيد نصر الله
ان تشييع هذا الرمز الجهادي الكبير العلامة السيد نصر الله هو سيكون بمثابة استفتاء شعبي ليس من بيئته وحاضنته فقط بل من قبل جميع الطوائف وبالطبع الشرفاء والوطنيين والاحرار الذين سيقدمون الولاء والبيعة للسير على منهجه ومدرسته المقاومة التي هي الضمانة الاكيدة لحفظ لبنان واستقلاله وكرامته.
فالاحتفاء التاريخي لهذه الشخصية الفريدة والاستثنائية في زمانه تستحق هذا التعظيم والتبجيل لانه لم ينغمس في السياسة فقط بل كان رجلاً عفيفاً زاهداً يقيم الليل ويقضي اكثر اوقاته في المطالعة والنظر في احوال الناس.
شاءت الاقدار ان يستشهد السيد نصر الله مبكراً ويقام له مثل هذا التشييع المهيب وسيشارك فيه وفوداً من اكثر من تسعين دولة تقديراً وتكريماً له لما قدمه من حياته من اجل لبنان والقضية الفلسطينية وسائر القضايا الاسلامية.
الرجل رمزاً وفخراً لامته الاسلامية والانسانية
وسيبقى الرجل رمزاً وفخراً لامته الاسلامية والانسانية فشهادته فاجأت الجميع ولم يخطر على بال احد ان نخسر هذا الرجل العظيم في هذه الظروف العصيبة والحساسة من تاريخ امتنا لكن حباه الله وعجل في ان يلتحق بقافلة الشهداء من الرجال والقادة الذين سبقوه لانه يستحق بجدارة هذا الوسام الالهي الرفيع "الشهادة" الذي هو اعلى وسام عند الله.
ياسيدي ومولاي نم قرير العين فأن رفاق دربك من المقاومين والرجال الابطال ومن كافة الاقطار العربية والاسلامية والاجنبية ملتزمون بأكمال مسيرتك لتحرير فلسطين والاقصى الشريف. لان دمك الطاهر ياسيدي غال عند الله وثمنه سيكون باذن الله محو كيان الاحتلال من الخارطة وعلى المتشائمين والقاعدين والشامتين ألا يستعجلوا كثيراً، فأن مرحلة ما بعد التشييع لن تكون ما قبل التشييع.
وخير ما نستذكر به ما قاله السيد الشهيد حين استشرف شهادته في احدى خطبه بالقول: "الى اللقاء مع انتصار الدم على السيف، الى اللقاء في الشهادة، الى اللقاء في جوار الاحبة، والسلام عليكم ورحمة الله".