خاص الكوثر - نور الهدى
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَاقَّةُ ﴿۱﴾
مَا الْحَاقَّةُ ﴿۲﴾
وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ ﴿۳﴾
كَذَّبَتْ ثَمُودُ وَعَادٌ بِالْقَارِعَةِ ﴿۴﴾
فَأَمَّا ثَمُودُ فَأُهْلِكُوا بِالطَّاغِيَةِ ﴿۵﴾
لكن قوم ثمود أبوا إلا أن يعكفوا على أوثانهم ويمارسوا طغيانهم. وعندما طلبوا من نبيهم معجزة، أرسل الله إليهم ناقة بطريق إعجازي من قلب جبل، ولكنهم كُلفوا بامتحان يتلخص في تقسيم ماء المدينة بينهم وبين الناقة، يوم لها ويوم لهم.
إقرأ أيضاً:
وفي الأثر أن القوم كانوا يستفيدون من لبن الناقة في يوم منعهم من الماء، لكن المعجزة لم تخفف من عنادهم وطغيانهم، فخططوا لقتل الناقة ولقتل صالح أيضا، لأنهم رأوا فيه عقبة أمام شهواتهم وميولهم.
خطة قتل الناقة نُفذت على يد رجل شقي قاسٍ يُدعى قدار بن سالف، وكان ذلك في الحقيقة إعلان حرب على الله، لأنهم أرادوا بقتل هذه الناقة، التي كانت معجزة نبي الله صالح، أن يطفئوا نور الهداية. عندئذ أنذرهم صالح أن يتمتعوا في بيوتهم بما شاءوا من اللذات ثلاثة أيام، لينزل العذاب بعدها عليهم جميعا.
هذه الأيام الثلاثة كانت في الواقع فرصة لإعادة النظر، وآخر مهلة للعودة والتوبة، لكنهم أبوا إلا طغيانا، بل ازدادوا عتوا. وفي ظل هذا التمرد الذي كانوا عليه، سلط الله عليهم صاعقة مدمرة، أنهت كل وجودهم في لحظات، فخربت بيوتهم وقصورهم المحكمة، وتهاوت أجسادهم على الأرض.