خاص الكوثر - قضية ساخنة
قال الدكتور اللقيس: نعود إلى سؤالكم عن كيف كانت المنطقة قبل الثورة؟ هنا لا بد من أن نبدأ بالحديث عن مؤتمر 1907، مؤتمر كامبل بنرمان الذي كان أخطر مؤتمر عقد ضد منطقة غرب آسيا، والذي على أساسه تم ترسيخ تقسيم المنطقة. وأعقبه اتفاق سايكس بيكو، ثم وعد بلفور، كل هذه التراكمات كانت نتيجة لمؤتمر 1907.
وأضاف: خضعت منطقة بعد التقسيم، بعد أن قضوا على ما كان يُعرف في حينها بالدولة العثمانية، وظهرت مسألة "الرجل المريض في الشرق" إلى أن تم إخضاع المنطقة كلياً. فأصبحت المنطقة خارج نطاق العلاقات الدولية. لم يعد يتحدث أحد عن هذه المنطقة بمسمياتها، بل كان الكلام عن مناطق نفوذ بريطاني وفرنسي.
إقرأ أيضا:
وتابع الدكتور عبدو اللقيس قائلا: ثم تم زرع "الغدة السرطانية" في المنطقة، التي كانت كفيلة بإيجاد من خلالها منع أي عمليات تلاحم جديد لهذه المنطقة. وكان هذا هو السبب الأساسي لزرع هذه الغدة السرطانية، إلى أن وصلنا إلى العام 1979 وتحديداً في 11 فبراير، بدأت حركة الإمام الخميني (رض) بشكل فعلي في العام 1978. كانت الحركة قد بدأت منذ ذلك العام، رغم أن لها إرهاصات سابقة. منذ 1978 بدأت الحركة الاحتجاجية ضد نظام الشاه الذي كان يُعتبر الركيزة الأساسية لحركة الاستعمار في إخضاع المنطقة العربية.
وقال: كانت القوى الغربية، خاصة الأميركان والبريطانيين، هم من كانوا يتحكمون في هذه المنطقة، فتحولت المنطقة من حقبة تاريخية سابقة إلى مرحلة جديدة بداية من فجر 11 فبراير عام 1979، هذا العام قلب كل موازين العلاقات الدولية. لم يعد أحد يستطيع الحديث عن مسار التاريخ الجديد دون التوقف عند العام 1979، لأنه كان عاماً قلب كل المفاهيم السابقة.
وختم الخبير في العلاقات الدولية قوله: لكن الإمام الخميني (رض) قلب كل هذه القوانين والمفاهيم. جعل من إيران مرتكزاً أساسياً لمقاومة حركة الاستعمار، ليس في المنطقة فحسب، بل على مستوى حركات التحرر العالمي. لم يقتصر نطاق هذه الثورة على منحى طائفي أو مذهبي أو حتى ديني، بل جعلها منطلقاً لكل حركات التحرر في العالم، ومرتكزاً لحركات التحرر المواجهة لكل حركات الاستعمار.