الكوثر - صحافة
وأن خلاف حركة حماس مع السلطة الفلسطينية ليس خلافاً بين حزبين على مَن يحكم غزة أو الضفة، والتمسك بتعريف النضال الوطني الفلسطيني باعتباره جزءاً من عملية تحرر وطني تحكمها الإجابة عن سؤال تحرير الأرض. والاعتراض على أداء السلطة نابع من اليقين بلا جدوى الرهان على الخيار التفاوضي ودور اتفاقات أوسلو في تغطية الاستيطان وبناء أجهزة أمن يحرّكها الاحتلال بوجه المقاومة، بينما حماس تتمسّك بخيار المقاومة ولا تمانع بمقاربة الوحدة الوطنية من هذه الزاوية وتقديم تنازلات سلطوية في سبيل تفاهمات عنوانها خيار المقاومة.
يؤكد مَن عرفوا السنوار وضيف عن قرب، وهما أسيران محرّران من سجون الاحتلال يعرفان الكيان من الداخل، تولّى أحدهما بناء القوة العسكرية للقسام بعد استشهاد القائد يحيى عياش، وتولّى الثاني بناء جهاز أمن المقاومة قبل دخول السجن وعاد إليه بعد نيل الحرية، وكان كل منهما يثق بالآخر وبعقله وقدراته القياديّة. ويمكن القول إن طوفان الأقصى كان وليد التعاون بينهما والثقة المتبادلة التي أتاحت هذا التعاون العميق والمفتوح.
اقرا ايضاً
محمد الضيف هو القائد العسكري الذي هندس الطوفان، والذي قاد المعركة العسكرية في غزة حتى استشهاده المرجّح قبل استشهاد السنوار. والأرجح أن السنوار تولّى مهمات القيادة السياسية والعسكرية معاً بعد استشهاد القائد إسماعيل هنية واستشهاد القائد محمد ضيف، حتى استشهاده.
يُضاف اسم محمد ضيف إلى سجل الشرف في الذاكرة العربية كقائد استثنائيّ صمّم وأدار أعقد عملية عسكرية أمنية في 7 أكتوبر 2023، سوف تكون قطعاً مدرسة في التخطيط العسكري تُدرّس في كليات الحرب.
يحق للفلسطينيين ولحماس ولقوات القسام الفخر بهذا القائد الرمز الذي تحوّل إلى أيقونة تشبه مكانة الجنرال جياب في تاريخ الثورة الفيتنامية.