خاص الكوثر - قضية ساخنة
قال الأستاذ نزال: أرادت المقاومة أن توصل رسالة بأن هناك رمزية لهذا المكان، وأن المقاومة الفلسطينية تفتخر بقادتها، سواء كانوا أحياءً أو شهداء، وأن رحيل السنوار لن يغير في المعادلة كثيرًا. كما أرادت أن توصل إشارة للصهاينة وللعالم بأن المقاومة الفلسطينية تحظى، حتى هذه اللحظة، بحاضنة شعبية ليست بالبسيطة. لقد لاحظنا عشرات الآلاف من المواطنين المصطفين أمام منزل يحيى السنوار دعما للمقاومة وكتائبها.
وأضاف: أعتقد أن هذه الرسائل وصلت للإسرائيليين، وكأنها إسقاطات على النخب الحاكمة في الكيان ، الأمر الذي دفع نتنياهو إلى إعطاء تعليمات لمصلحة السجون بعدم إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين إلى إشعار آخر. وقد أدى ذلك إلى تحركات للضغط على الكيان لإطلاق سراح الأسرى. إضافةً إلى ذلك، جاءت تصريحات نتنياهو صباح اليوم بخصوص معبر رفح، حيث هدد بإغلاقه إذا تكررت المشاهد التي حدثت أثناء تسليم الأسرى من أمام منزل يحيى السنوار أو من جباليا. مؤكدا: نتنياهو يتحدث عن تطبيق خطة الجنرالات في شمال قطاع غزة، لكنه يشاهد في الوقت نفسه أن الأسرى الذين تم احتجازهم في 7 أكتوبر يتم تسليمهم من قلب شمال القطاع.
وردا على سؤال: في عملية إطلاق سراح الأسرى ضمن الدفعة الثالثة من التبادل، لاحظنا أن كيان الاحتلال الصهيوني قد حاول فرض شروطه. ماذا يريد الاحتلال من هذه العملية برأيكم؟ أجاب الاستاذ نزال: أعتقد أن الكيان الصهيوني ذهبت إلى هذه الصفقة مرغما، فالأمور ليست بالبساطة التي قد يتخيلها البعض. كان هناك ضغط أمريكي ناعم على الصهاينة من أجل إطلاق سراح الأسرى الأمريكيين داخل قطاع غزة. لكن الاحتلال، رغم ذلك، تعرض لضغوط وأجبر على هذه الهدنة.
إقرأ أيضاً:
وأكد نزال أن نتنياهو يحاول الآن خدش هذه الهدنة، خاصة أنه وعد حلفاءه باستئناف الحرب بعد انتهاء مدة الهدنة المتفق عليها. وهو يستعد لزيارة الولايات المتحدة في 4 فبراير القادم، بهدف إعادة ترتيب الأوضاع في قطاع غزة والضفة الغربية والجنوب اللبناني، إلى جانب مناقشة الملف الإيراني. إذا عدنا بالذاكرة إلى عدة أيام ماضية، فقد لاحظنا أن المبعوث الأمريكي ستيف ودينكوف تحدث عن صعوبة تنفيذ الاتفاق، وهو ما يعكس تراجعا في الموقف الأمريكي عن التصريحات السابقة حول وقف إطلاق النار. يبدو أن الأمور تتجه نحو التصعيد العسكري مجددًا، لكن بأساليب مختلفة.
وختم الاستاذ نزال قوله: تركيبة الحكومة الإسرائيلية الحالية لا تسمح لها بالبقاء في حالة هدوء، فهي تسعى إلى إشعال الحرائق، سواء في الضفة الغربية أو جنوب لبنان أو الجنوب السوري أو قطاع غزة. لذلك، نحن أمام مشاهد ليست بالبسيطة، ولا أعتقد أن الإسرائيليين ذاهبون في اتجاه مسار سياسي. فالنخبة الحاكمة في إسرائيل اليوم لا تملك أي رؤية لحل سياسي شامل، ولا يبدو أن هناك نية لدى أي طرف للجلوس على طاولة المفاوضات لمناقشة مستقبل المنطقة وحل القضية سياسيًا.