الكوثر_ايران
قائد الثورة الإسلامية آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي، استقبل جمعا من مسؤولي البلاد وممثلي وسفراء الدول الاسلامية وذلك في ذكرى المبعث النبوي الشريف.
اقرأ أيضا:
وأكد سماحته خلال لقائه مع مسؤولي الدولة وممثلي الدول الإسلامية بمناسبة عيد المبعث، أن هذا العيد ليس فقط للمسلمين، بل هو عيد لكل أحرار العالم، لأن بعثة النبي الأكرم (ص) جاءت لتحرير الإنسان وتحقيق العدالة.
وأشار سماحته إلى تزامن عيد المبعث هذا العام مع ذكرى انتصار الثورة الإسلامية في فبراير، معربًا عن أمله في استمرار مسيرة الثورة الإسلامية وفقًا لنهج مؤسسها، الذي استلهم حركته من سيرة النبي وبعثته الشريفة.
وأضاف قائد الثورة أن تيار البعثة النبوية تيار مستمر ودائم، حيث يمكن لجميع الأجيال الاستفادة من بركاتها في كل العصور. وأوضح أن العقل والإيمان هما العاملان الأساسيان لتحقيق التحول في حياة الأفراد والمجتمعات، تمامًا كما فعل النبي (ص) عندما واجه التحديات بشجاعة وتحرك بثبات وسط الميدان، محققًا تغييرات جذرية لا توصف.
وشدد سماحته على أن سر نجاح أي نهضة هو الالتزام بالعقل والإيمان، وهما نفس الأداتين اللتين استخدمهما النبي الأكرم في دعوته، داعيًا إلى استلهام هذا النهج لتحقيق التحول والتقدم في جميع الأزمنة.
وأضاف: لو حدث هكذا تحول في فكر ووعي الناس والمجتمعات، عندها ستنطلق وتتشكل النظم السياسية والاقتصادية والأخلاقية والاجتماعية على أساس هذا المبدا.
وعلى صعيد آخر تطرق قائد الثورة الى المستجدات في الساحة الدولية، واكد على المسؤولين في ايران الاسلامية العظمى ضرورة التحلي برؤية قائمة على الحكمة واليقظة حيالها.
وأضاف: ان تاريخ الاستعمار يحدد 3 مراحل : "نهب الموارد الطبيعية"، و"الغزو الثقافي وتدمير الثراث الثقافي"، و"استهداف الهوية الوطنية والدينية" للشعوب؛ مردفا ان القوى الشيطانية في العالم اليوم، تواصل المضي على استكمال تلك المراحل الاستعمارية الثلاث.
قائد الثورة: مقاومة غزة ولبنان امتداد لبعثة النبي
وأكد الإمام الخامنئي أن حركة المقاومة هي امتداد لبعثة النبي الأكرم (ص)، مشيرا إلى أن المقاومة التي انطلقت من إيران أيقظت الشعوب المسلمة، وجعلت بعضها تتحرك على الساحة، كما أيقظت ضمائر الكثير من غير المسلمين.
وأضاف سماحته أن نظام الهيمنة كان مجهولًا لدى الكثير من الشعوب، لكن المقاومة أسهمت في كشفه وتعريفه للعالم.
وتابع قائلاً: انظروا إلى غزة، هذه المنطقة الصغيرة والمحدودة استطاعت أن تُركع الكيان الصهيوني، وهو كيان مدجج بالسلاح ويحظى بدعمٍ كاملٍ من أمريكا. غزة جعلت الاحتلال يجثو على ركبتيه، فهل هذا أمر بسيط؟! هذه هي بركة المقاومة.
وأشار قائد الثورة إلى أن هذه المقاومة تستند إلى الإيمان والعقل، والتوكل على الله، واليقين بأن العزة كلها لله، مستدلًا بالآية القرآنية: "وَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا".
كما تطرق سماحته إلى استشهاد السيد حسن نصر الله، معتبرا أن رحيل شخصية بحجمه خسارة عظيمة، فهو من القادة القلائل في العالم الذين امتلكوا هذا المستوى من البصيرة والشجاعة، وقال، حزب الله المُظفَّر تكبّد خسارة بحجم فقدان شخصية مثل السيد حسن نصر الله، وهذا ليس بالأمر الهين. كم لدينا في العالم من شخصيات عظيمة بحجم السيد حسن نصر الله، هذا الشهيد الجليل؟ لقد فقد حزب الله شخصية كهذه.
وأضاف: الأعداء والأصدقاء ظنوا أن استشهاد السيد حسن نصر الله سيؤدي إلى نهاية حزب الله، لكن الحزب أثبت العكس، بل ازدادت عزيمته واستطاع أن يواجه الكيان الصهيوني بثبات أكبر.
وفي مستهل لقاء مسؤولي الدولة وممثلي الدول الإسلامية مع قائد الثورة الإسلامية بمناسبة ذكرى المبعث النبوي، على أهمية بعثة الأنبياء، أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان أن هدفها الأساسي هو إرساء العدل والحق، وأن جميع الأنبياء بُعثوا لهذا الغرض.
وهنأ الرئيس مسعود بزشكيان المسلمين حول العالم، والشعب الإيراني، وخاصة قائد الثورة الإسلامية، بمناسبة عيد المبعث، مستذكرًا مؤسس الثورة الإسلامية الإمام الخميني (رض) والشهداء الأبرار.
وأشار الرئيس إلى أهمية بعثة الأنبياء، مؤكدًا أن جوهرها يتمثل في تحقيق العدل وإقامة الحق، وهو المبدأ الذي بعث جميع الأنبياء على أساسه.
وفي الختام، أشار السيد مسعود بزشكيان إلى جرائم القوى الكبرى وسفك دماء المسلمين والأطفال بذريعة مختلفة، مؤكدًا أن وحدة المسلمين وتضامنهم ستمهد الطريق لتحقيق العدالة، وستبدد أحلام الظالمين في استمرار الحرب وإراقة الدماء.