خاص الكوثر - سيرة أرض
قال الدكتور الحصان: أود أن أشير إلى مسألة هامة قبل الخوض في موضوع أوسلو. هذه المسألة تتعلق بفقه المقاومة. يقول بعض المثقفين الفلسطينيين إن القضية الفلسطينية هي من أعقد القضايا السياسية في العالم، وحتى في التاريخ، وأن هناك تشعبات وتناقضات ومفاهيم جديدة، وحلها ليس سهلاً، لأنها قضية سياسية صعبة.
وأضاف: هذا المفهوم قد تكون صعبة، لكن القضية الفلسطينية ليست قضية سياسية. القضية الفلسطينية قضية وطنية. والقضايا الوطنية لا حل فيها بالسياسة. المفاوضات دائماً تأتي بحلول وسط، يعني أنا احتل بيتي، وأود أن أساوم وأفاوض المغتصب لي نصف البيت، وله نصف البيت. هذا في القضايا الوطنية ليس حلاً، هذا تنازل واستسلام وتفريط بالحق. لذلك، قضيتنا قضية وطنية، قضية وجود لا حدود، ولا علاقة لها بالسياسة إلا ضمن المفاهيم السياسية السائدة التي تستخدم لخدمة المقاومة، وليس كبديل عن المقاومة.وفي مفهوم ومصطلح عربي معروف تاريخياً: ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة.
إقرأ أيضاً:
وتابع الحصان: بالنسبة لموضوع أوسلو، بعد أوسلو وحتى قبل أوسلو، عندما كان يدور نقاش بيننا وبين المعنيين في منظمة التحرير، كانوا يقولون: "يا أخي أنتم قاوموا ونحن نفاوض ونجرب." هذا الكلام كان من باب التنازل والتسهيل وعدم التناقض وعدم التحارب والمحاربة إلى حد ما.
وأردف الحصان قائلا: وفي اتفاق أوسلو، مع كل أسف، نحن تنازلنا كثيراً. ليس هناك نقطة واحدة في اتفاق أوسلو لصالح الشعب الفلسطيني. الرئيس السوري الاسبق حافظ الأسد قال تعليقاً على هذا الاتفاق أن كل نقطة منه وكل بند يحتاج إلى اتفاقية لشرحها وتفسيرها. بمعنى أن الغموض في هذه الحالة مقصود لكي يفسر لصالح الأقوى، وهذا طبيعي. التأويل دائماً يكون لصالح الأقوى.
وختم قوله: الأضعف، ونحن ليس فقط أضعف في الاتفاق، نحن نقبل بما هو أقل من حقوقنا. كما قالت القيادات الفلسطينية في ذلك الحين: "نحن نقبل بأي شيء، حتى لو شبر من الأرض."