الكوثر - ايران
وأضاف، لم يتمكن الصهاينة من تحرير أسير واحد بالقوة، فإذا لم يكن هذا هزيمة، فماذا يمكن أن يُسمى؟ بالطبع، سمعنا أن ترامب والآخرين وعدوا بتعويض هذه الهزيمة بطريقة ما، لكن كما يُقال: "ما فات مات".
وتابع آية الله خاتمي: هذه الهدنة هي ثمرة المقاومة الحلوة؛ لقد احتل الكيان فلسطين لأكثر من 70 عامًا، وخلال هذه الفترة، عُقدت العديد من الاجتماعات التفاوضية لكنها لم تؤتِ ثمارها، في حين أن الانتفاضات والمقاومة هي التي حققت النتائج.
وأضاف، شعب غزة صمد لمدة 470 يومًا، وقدم 47 ألف شهيد، وبقي ثابتًا في مقاومته. وعندها منحهم الله طعم النصر. خلال هذا الاختبار الذي استمر 15 شهرًا، انتصرت أربع فئات، بينما خسرت أربع فئات أخرى.
إقرأ أيضاً:
أول فئة منتصرة كانت سكان غزة، ثانيًا إيران الإسلامية التي وقفت إلى جانب غزة ودعمت فلسطين، ثالثًا الضمائر الحية في العالم حيث تم تنظيم 30 ألف مظاهرة في أوروبا ضد المحتلين، ورابعًا، حزب الله اللبناني وأنصار الله اليمن اللذين قدموا أداءً رائعًا. كانت "إسرائيل" تطلق صاروخًا، وبعد ساعتين كان يُرد عليها بصاروخين نحو تل أبيب.
وقال: أول فئة خاسرة هي أمريكا، التي كانت العقل المدبر لجميع الجرائم، ولولا دعمها لما تمكنت "إسرائيل" من الصمود حتى لأسبوع واحد. ثاني الخاسرين هو الكيان الصهيوني، الذي ارتكب جرائم غير مسبوقة وقتل الأطفال، لكنه في النهاية اضطر إلى التوسل لحماس لوقف إطلاق النار.
الفئة التالية هي الدول الأوروبية، التي قدمت أداءً مخزيًا، وآخر الخاسرين هي منظمات حقوق الإنسان، التي لم تفعل شيئًا سوى إصدار بيان في النهاية بشأن هذه الجرائم.
وفي سياق حديثه عن وصول ترامب إلى السلطة في أمريكا، قال خاتمي: يجب أن تعلم أمريكا أن الجمهوريين والديمقراطيين لا فرق بينهم بالنسبة لشعبنا، فنحن نحكم بناءً على الأفعال، وقد كان سجلهم منذ بداية الثورة مليئًا بالتصرفات المخزية. أمريكا لم تصبح إنسانية حتى الآن، ولن تصبح كذلك أبدًا.
وأكد آية الله خاتمي: إن أمريكا تريد التفاوض فقط لمواجهة الثورة، فهي عندما تتحدث عن الحوار، فإنها تسعى لمواجهة النظام. الشخص الذي يُعرف اليوم في أمريكا بأنه "مهندس العقوبات"، كتب في مقال أن هناك ثلاث طرق لمواجهة إيران، الخيار الأول هو الهجوم العسكري، لكنه غير مجدٍ، لأن إيران اليوم دولة قوية. الخيار الثاني هو قصف المنشآت النووية، لكنه أيضًا غير فعال. أما الخيار الثالث، فهو التفاوض مع إيران.
وتابع قائلاً: يُقال أحيانًا إن المشاكل يمكن حلها من خلال المفاوضات، لكن القرآن الكريم يقول إن هذه المشاكل لن تُحل، بل ستتضاعف. الحل الوحيد هو المقاومة؛ المقاومة ضد الغطرسة الأمريكية، كما انتصرت غزة عبر صمودها. ونأمل أن يأتي اليوم الذي نحتفل فيه في صلاة الجمعة بانتصارنا على أمريكا.