خاص الكوثر - بلادي
في قلب الشرق، حيث تلامس السماء الأرض، تقف زاغروس شامخة كحارس عتيق يحمل بين طياته أسرار الأزمنة الغابرة. هي ليست مجرد سلسلة جبال، بل هي سجل حافل بالتاريخ، وشاهد على حضارات ولت، وملهمة للشعراء والرحالة الذين ساروا على دروبها الوعرة.
جبال زاغروس، بكل ما تحمله من جلال وعظمة، تروي حكايات الأرض التي لم تُحكى بعد. قممها الشاهقة، مثل دنا المتوجة بالثلوج، تلامس الغيوم وكأنها تسعى إلى التقرب من السماء. وديانها الخضراء، التي تنساب فيها الأنهار كخيوط فضية، تعكس جمال الطبيعة في أبهى صورها.
إقرأ أيضاً:
هنا، حيث يعانق الضباب القمم، وتهمس الرياح بأغاني القدماء، تجد نفسك في حضرة التاريخ. زاغروس هي موطن الإنسان الأول، حيث ترك أسلافنا بصماتهم في كهوف شانيدر وكلدر، وكأنهم يخبروننا أن هذه الأرض كانت دائمًا ملاذًا للحياة.
غابات البلوط التي تزين سفوح زاغروس ليست مجرد أشجار، بل هي حكايات من الماضي، تحرسها الحيوانات البرية كالفهود والدببة، وكأنها حراس لهذا العالم الساحر. المياه التي تنبع من أعاليها هي دماء الحياة، تروي السهول وتنعش القلوب.
في زاغروس، تشعر أنك جزء من شيء أكبر، شيء مقدس. هي ليست مجرد أرض، بل هي قصيدة كتبتها الطبيعة بقلم من نور، وألهمت البشر أن يحلموا ويبدعوا. هنا، في أحضان زاغروس، تجد السلام الذي يبحث عنه كل مسافر، والحكمة التي توارثتها الأجيال.