خاص الكوثر- قضية ساخنة
يمثل اعلان وقف اطلاق النار في غزة بارقة أمل بعد طول معاناة، إذ تحولت أمنيات السلام والامان إلى واقع ملموس ورغم الجراح الغائرة التي خلفها العدوان امتلئت شوارع غزة باجواء الفرح والاحتفالات العفوية، فقد استعاد الغزيون روح التحدي والصمود في مشهد يعيد تعريف مفهومي النصر والهزيمة وفقاً لارادة الفلسطينيين الثابتة .
فبينما استمر العدوان والقصف خرج أهل غزة للاحتفال بصمودهم في وجه آلة الحرب مؤكدين أن غزة باقية وأهلها ثابتون على أرضهم وأن النصر يقاس بالصمود والثبات لا بقوة السلاح .
اقرأ أيضاً:
ورغم استمرار العنف حتى بعد الاعلان عن اتفاق وقف اطلاق النار، أظهر الغزيون شجاعة واصرارا لايلين معلنون أن معركتهم لم تكن مجرد مواجهة عسكرية، بل اثبات لإرادتهم القوية في استرداد حقوقهم. وسط الدمار، فقد توجه النازحون في جنوب القطاع بقلوبهم إلى ديارهم في الشمال متشوقين للعودة وفي طيات تلك العودة رغبة عميقة في مؤاساة شهداءهم وجمع اشلاء أحبائهم .
وبالرغم من كل المآسي يعتز الغزيون بإنتصارهم في معركة لم تنجح فيها آلة العدوان على الرغم من كل الدعم اللامحدود من حلفائه، حيث قد فشل في تحقيق أهدافه والمقاومة الفلسطينية ظلت ثابتة ، وأسرى الاحتلال لم يتحرروا إلا بشروط المقاومة .
غزة تحتفل بزهو الصمود أمام عدو انكسر رغم كل محاولات الابادة والحصار ، وفي مشهد من الصمود والمقاومة حيث أمهات صامدات وشيوخ متمسكون بأرضهم، ومقامون واجهوا بكل بسالة، هذا الإنتصار يعد هزيمة مذلة للإحتلال ويؤكد فشل مخططاته أمام إرادة الفلسطينيين الصلبة .
وفي مقابل فرحة الغزيين يسود شعور عام بالمرارة لدى الصهاينة عقب الاعلان عن الاتفاق مع حركة حماس بشأن وقف اطلاق النار وتبادل الاسرى، يأتي ذلك وسط اعتراف صهيوني بإن الحرب لم تحقق أهدافها بالقضاء على المقاومة التي خرجت صامدة ومنتصرة بعد عام و4 أشهر من القتال .
وعلى الرغم من حماسة الصهاينة لاستعادة أسراهم من قطاع غزة، إلا أن شعورهم بالخسارة والعجز طغى على أجواء الفرحة نتيجة إخفاق الحرب في كسر إرادة الفلسطينيين فقد بقيت حركة حماس وفصائل المقاومة راسخة في قطاع غزة ، بالرغم من أن رئيس حكومة الإحتلال بنيامين نتنياهو رسّخ في أذهان الصهاينة أن تحقيق النصر المطلق يتجسد في القضاء على حماس والمقاومة .