قال سماحة السيد الجابري: عند الاطلاع على الزيارة الشريفة الواردة في زيارة الإمام الحسين عليه السلام في شهر رجب، ابتداء من حيث النصوص الدالة على هذه الزيارة، قد وردت العديد من النصوص التي تؤكد على استحباب زيارة الإمام الحسين عليه السلام في النصف من رجب، وقد ذكر الشيخ ابن قولويه رحمة الله عليه في كتابه كامل الزيارة، وكما قدمنا أنه من الكتب المعتبرة جدا في أوساطنا الحديثية، بابا خاصا في استحباب زيارة الإمام الحسين عليه السلام في النصف من رجب والنصف من شعبان.
وأضاف: النص الشريف في الزيارة قد ورد في كتب الأقدمين وعلمائنا المتقدمين، منهم الشيخ المفيد أعلى الله مقامه، قد اهتم فيه قضية الزيارة في آ النصف من رجب، وذكر نص الزيارة الوارد في النصف من رجل، وهذا النص الوارد في زيارة النصف من رجب غير الن النص الذي أورده السيد بن طاووس على الله مقامه في زيارة الإمام الحسين عليه السلام في الأول من شهر رجب.
إقرأ أيضاً:
وأردف السيد الجابري وكما هو معروف أن نصوص الزيارات في الأعم الأغلب تكون متقاربة، فيما يتعلق بمضمون الزيارة الوارد في النصف من رجب، ما أورده كما قلنا الشيخ المفيد أعلى الله مقامه، والسيد بن طاووس رضوان الله عليه في كتابيهما في المزار، الزيارة التي أورداها تتألف من عدة مقاطع، المقطع الأول كان تسليما عاما، السلام عليكم يا آل الله، السلام عليكم يا صفوة الله، فهذا النص بالتسليم نص عام ثم بعد ذلك ينتقل بالتسليم إلى سيد الشهداء عليه السلام. السلام عليك يا ابن رسول الله، السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله.
وقال: وهكذا ينتقل في التسليم، وذكر الصفات، صفات الوراثة، الإمام الحسين عليه السلام، هذا الجانب أو هذا الجزء، لو وقفنا عنده يشكل لنا أدب الزيارة، و يوحي بقضية مهمة يعني المفروض أن يعيشها الزائر فيه وجدانه، فإن الزائر لا يأتي فقط ليطوف حول الضريح، أو يطوف في صحن المقام الشريف، وإنما يأتي مع استشعار كامل بأن سيد الشهداء عليه السلام يرى مقامه ويسمع كلامه، ويرد الجواب.
وختم الدكتور السيد الجابري قوله: من المعلوم أن الأئمة عليهم السلام هم واسطة الفيض الإلهي في هذا الكون، فهو هم الشهداء على الخلق، فلذا الإمام الحسين عليه السلام على الزائر أن يدرك هذه الحقيقة، أنه عندما يأتي للزيارة ويقول السلام عليك يا أبا عبد الله، هو لا يخاطب جسدا ميتا، هو لا يخاطب فقط تلك الأعظم الزكية وذلك المقام الشريف، بل يخاطب ذلك الكيان العظيم، ذلك الجوهر القدسي.