فن التطريز الإيراني: حكاية الجمال على القماش والجلد

السبت 4 يناير 2025 - 14:53 بتوقيت مكة
فن التطريز الإيراني: حكاية الجمال على القماش والجلد

في كل قطعة مطرزة على الجلد، ثمة حوار صامت بين الإنسان والطبيعة. الحرفي ينسج بخيوطه مشاعر ممتزجة بالحنين والافتخار، بينما الجلد يستجيب برحابة صدر، كأنه يشارك في صياغة اللوحة. والنتيجة؟ عمل فني يحافظ على أصالته، لكنه قادر على أن ينتمي إلى كل زمان ومكان.

الكوثر - إيران

في زوايا الحرف اليدوية الإيرانية، يتألق فن التطريز على الجلد كواحد من أرفع أشكال التعبير الفني والمهارة الحرفية. هذا الفن، الذي يُجسد التقاء الصبر بالجمال، هو أكثر من مجرد زينة على السطح؛ إنه تجسيد لحكايات عميقة تسردها الإبرة بخيوطها على صفحات الجلد الحي.

الجلد ليس مجرد خامة؛ إنه كائن ينبض بالحياة، يحمل تاريخه الخاص، ويدعو الحرفي لتحويله إلى قطعة فنية تستحق التأمل. من جلد البقر السميك إلى جلد الغزال الناعم، ومن الجلد المدبوغ إلى الجلود الملونة، كل نوع من الجلد يروي قصته ويقدم خصائصه الفريدة. يختار الحرفي بعناية المادة التي تناسب تصميمه، كأنما ينتقي نغمة موسيقية تتلاءم مع لحن يبدعه بيديه.

إقرأ أيضاً:

حين تلتقي الإبرة بالجلد، تبدأ رقصة متقنة بين المهارة والدقة. ليست أي إبرة قادرة على اقتحام هذا العالم الصعب؛ فإبرة التطريز الجلدي، بتصميمها الدقيق وحافتها المسدودة، تفتح الطريق أمام الحرفي لتطريز تفاصيل دقيقة دون أن تجرح جمال الجلد الطبيعي. إنها رحلة تتطلب من الحرفي فهمًا عميقًا للخامة وصبرًا لا حدود له.

لا يبدأ التطريز على الجلد عشوائيًا، بل يحتاج إلى تخطيط مدروس. الزخارف المختارة غالبًا ما تستوحي من الطبيعة، كأغصان الأشجار وأزهار الحقول، أو من الزخارف الهندسية التي تعكس العمق الثقافي لإيران. تطفو الأشكال بخفة على الجلد، تتحول الأنماط إلى كلمات، والخيوط إلى جمل، لتروي قصة تنبض بالجمال والبراعة.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

السبت 4 يناير 2025 - 11:58 بتوقيت مكة