الكوثر -اسلاميات
نشأ في كنف والده الإمام الجواد (عليه السلام)، واكتسب العلم والحكمة من منبع النبوة. اشتهر الإمام بعلمه الغزير، أخلاقه الرفيعة، وزهده في الدنيا، فكان مرجعًا روحيًا وفكريًا للمسلمين في زمنه.
عاصر الإمام حكم العباسيين، الذين حاولوا تقييد حركته الفكرية والسياسية، فنُقل بأمر المتوكل العباسي من المدينة المنورة إلى سامراء، حيث فُرضت عليه الإقامة الجبرية. رغم هذه الظروف الصعبة، استمر الإمام في نشر العلم وهداية الأمة، وكان ملاذًا للمستضعفين.
استشهاد الإمام (عليه السلام)
استشهد الإمام الهادي (عليه السلام) في الثالث من شهر رجب عام 254 هـ، بعد أن دس له المعتز العباسي السم، لينهي حياةً مليئة بالجهاد في سبيل الله. دُفن الإمام في داره بسامراء، التي أصبحت مزارًا عظيمًا يضم أيضا مرقد ابنه الإمام الحسن العسكري (عليه السلام).
اعتداء التكفيريين على مرقده الطاهر
في عام 2006، تعرض مرقد الإمامين الهادي والعسكري (عليهما السلام) في سامراء لجريمة شنيعة عندما قامت جماعات تكفيرية بتفجير القبة الذهبية، هذا الاعتداء الآثم لم يكن مجرد هجوم على مبنى، بل كان استهدافًا للمقدسات الإسلامية ورمزًا للعداء لأهل البيت (عليهم السلام).
اقرأ ايضاً
تسبب التفجير في دمار كبير لمرقد الإمامين، وأثار موجة من الغضب والاستنكار في العالم الإسلامي. لم يكن الهدف من هذا العمل الإرهابي مجرد إلحاق الضرر المادي، بل محاولة إشعال الفتنة الطائفية بين المسلمين.
إعادة إعمار القبة الطاهرة
رغم هذه الجريمة النكراء، توحدت جهود المؤمنين لإعادة بناء المرقد الطاهر، أُعيدت القبة الذهبية إلى سابق جمالها وزينتها، وأصبحت رمزًا للصمود في وجه التطرف والتكفير، يمثل هذا العمل رسالة للعالم بأن المقدسات الإسلامية ستبقى شامخة مهما حاول الأعداء تدميرها.
الإمام الهادي (عليه السلام): إرث خالد
يبقى الإمام الهادي (عليه السلام) قدوة للمؤمنين في الثبات على الحق والصبر على البلاء. ومرقده الطاهر في سامراء، رغم ما تعرض له من استهداف، يظل منارة للزائرين ومركزًا لإحياء ذكرى أهل البيت (عليهم السلام) وتعاليمهم التي تنير درب الإنسانية.