خاص الكوثر - قضية ساخنة
وصرح أبوعزة: على مستوى التحديات الداخلية، فهي ليست مرتبطة فقط بحكومة نتنياهو. هناك أزمة داخلية متعلقة بشعور مجتمع العلمانيين ككل بالإهانة والتهميش الذي تقوده هذه الحكومة اليمينية. حتى حينما نتحدث عن هذه الحكومة اليمينية، نجد أنها ليست على قلب رجل واحد. نحن نتحدث عن ثلاثة أصناف داخل هذه الحكومة:
القوميون المرتبطون بحزب الليكود.
الحريديم المرتبطون بحزبي شاس ويهدوت هتوراة.
الكهانية المرتبطة بالصهيونية الدينية.
وأضاف: هذه الأطياف الثلاثة داخل الائتلاف الحكومي تتنازع فيما بينها حول التشريعات التي يراد سنها في الكنيست. بمعنى أن هناك عشرات القرارات التي تعبّر بالمجمل عن توجهات اليمين، لكن داخل هذا الائتلاف تظهر الانقسامات التي تهدد استقراره.
إقرأ أيضاً:
على الصعيد العام في الداخل الصهيوني، قال أبو عزة ان هناك حديث عن تحديات تهدد وجود الكيان الصهيوني. أولاً، الخطر الخارجي الذي تمثله قوى المقاومة في المنطقة، مثل الجمهورية الإسلامية، واليمن، ولبنان، وغزة. ثانياً، الانقسامات الحادة في عدد من المسائل داخل الشارع الصهيوني، حيث يتذكر البعض ممالك اليهود السابقة التي لم تعمر طويلاً، وكانت تعاني من عقدة الثمانين سنة بسبب الخلافات الداخلية، التي أدت في النهاية إلى انهيارها وتفتيتها.
وتابع: هناك عدد من التحديات الكبيرة التي ينظر إليها الجمهور الصهيوني بقلق. ولكن، هل تستطيع "إسرائيل" في هذه المرحلة تجاوز مثل هذه التحديات؟ باعتقادي، ما زالت تراوح مكانها في مواجهة عدد كبير من التحديات.
وأردف أبوعزة: لا يمكن لهذه الإدارة التي يديرها نتنياهو أن تسيطر على الخلافات الداخلية بشكل يضمن الاستقرار. نحن نرى أن هذه الدولة التي بدأت يسارية وديمقراطية أصبحت الآن غارقة في هيمنة اليمين، مما يهدد النسيج الداخلي للمجتمع الصهيوني. وهذا يدفع العديد من الأطراف في الداخل الصهيوني إلى التفكير بجدية بأن هذه الدولة لا توفر الأمان والاستقرار الذي وُعدوا به عند جلبهم إليها في عام 1948.
وقال: هذه الدولة لم تعد تضمن الحقوق والحريات، ولم تعد تجسد الوجه الديمقراطي الذي كانت تتفاخر به "إسرائيل" كـ"الديمقراطية الوحيدة في غرب آسيا". هناك شعور متزايد بين قطاعات مختلفة بأن هذه الدولة ليس لها مستقبل، مهما طال أمد وجودهم تحت عرشها.
وختم أبوعزة قوله: ورغم أن "إسرائيل" قد تحقق في لحظة ما بعض الأمن بحكم نشوة "العلو الصهيوني" في منطقة غرب آسيا والعالم، إلا أن هذه النشوات عابرة. وتُدرك قطاعات واسعة أن هذه النزوات لا تساعد على استقامة الكيان، بحيث تضمن بقاءه لسنوات قادمة.