خاص الكوثر - ثالث الحجج
وشرح السيد الجابري: ان أمير المؤمنين الامام علي عليه السلام وقف أمام مستوى معين من مستويات الانحراف، والإمام الحسن عليه السلام وقف أمام مستوى آخر من تلك المستويات، أما أعلى مستويات الانحرافية فقد واجهها الإمام الحسين عليه السلام، إذ كانت الخطوة تقتضي القضاء على الإسلام تمامًا.
وأضاف: وعندما نقول الإسلام، نميز بين الإسلام وبين المسلمين. المسلم يمكن أن يكون موجودًا ضمن جملة من الشعائر والطقوس الخالية والمفرغة من محتواها الحقيقي، لكن المسلم الذي يمثل الإسلام بما أنزله الله تبارك وتعالى كان في خطر. ولم يحفظ عليه ويحافظ عليه ويمنعه من الزوال والقضاء عليه وإبادته إبادًة تامة، إلا ما قام به سيد الشهداء عليه السلام في يوم عاشوراء.
اردف السيد الجابري: ولذا نجد أن هناك تركيزًا كبيرًا في روايات أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم، وحتى فيما ورد عن النبي صلى الله عليه وآله عن سيد الشهداء عليه السلام. هذا لا يعني أنه لم ترد نصوص أخرى في بقية الأئمة صلوات الله عليهم. بل النصوص واردة وموجودة، وخصوصًا النصوص الجامعة.
إقرأ أيضاً:
على سبيل المثال، عندما يقرأ المؤمن زيارة الجامعة الكبيرة يجد فيها الكثير من المعاني التي يشترك فيها جميع الأئمة صلوات الله وسلامه عليهم. كذلك هناك الحث على زيارة قبور الأئمة صلوات الله وسلامه عليهم، وبيان ثوابها وأجرها، وغير ذلك.
وقال الدكتور السيد الجابري: لكن عندما نأتي إلى سيد الشهداء عليه السلام يكون الأمر مختلفًا. جميع الأئمة صلوات الله عليهم زاروا سيد الشهداء، وكانوا يحيون يوم عاشوراء بالخصوص، ذكرى عاشوراء، ويحثون الناس على زيارة سيد الشهداء.
بل نتيجة الحث الكبير من الأئمة صلوات الله وسلامه عليهم على زيارة السيد الشهداء، أصبحت الزيارة تقليدًا واضحًا بين أتباع أهل البيت. هذا التقليد كان حاضرًا حتى بين من يحمل ذرة حب لأهل البيت عليهم السلام، حتى في البلاد العباسية.
وتابع قوله: ذات يوم، سأل المتوكل العباسي عن إحدى جواريه، فقيل له إنها ذهبت إلى الحج، فقال: أي حج هذا؟ فقيل له إنها ذهبت لحج الحسين. فأمر بأن يهدم قبر الحسين عليه السلام، ويعفى أثره.
هذا المستوى من تأكيد أئمة أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم على زيارة الإمام الحسين عليه السلام، والتأكيد عليها في مناسبات مختلفة، وأيام متعددة وأوقات كثيرة، أعطى بعدًا خاصًا لزيارة سيد الشهداء عليه السلام.
وختم الدكتور السيد الجابري قوله فقضية زيارة سيد الشهداء عليه السلام قضية مطلوبة ومثبتة، ومؤكد عليها من قبل أهل البيت صلوات الله وسلامه عليهم. وردت فيها نصوص كثيرة تتعلق بتضحيات الإمام الحسين عليه السلام التي أعطت للإسلام حياة جديدة.