الكوثر - صحافة
ميدانياً، أعلن الناطق بلسان القوات اليمنيّة العميد يحيى سريع عن عمليتي إطلاق منفصلتين لصاروخ فرط صوتي استهدف مطار بن غوريون، رداً على استهداف مطار صنعاء وطائرة مسيّرة استهدفت هدفاً حيوياً في كيان الاحتلال في منطقة تل أبيب.
وكما في كل مرة نزل ملايين المستوطنين إلى الملاجئ، وكان إجماع في وسائل إعلام الكيان التلفزيونية والصحافية من المعلقين والمحللين العسكريين، أن الكيان يدخل في حرب استنزاف مع اليمن، وأن هذه الحرب هي فخّ نصبه اليمن ووقعت فيه حكومة بنيامين نتنياهو.
فشل الدفاعات الجوية في مواجهة التقنيات اليمنية المتطورة
اعتبر المعلقون في القناتين الثانية عشرة والثالثة عشرة أن تكرار فشل الدفاعات الجوية في الكيان الصهيوني بالتعامل مع الصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية يعكس تحولًا تقنيًا كبيرًا حققه اليمن. هذا التحول يعتمد على تطوير أسلحة ذات كفاءة عالية قادرة على تجاوز أنظمة الرادار والتفوق على مختلف أنواع صواريخ الدفاع الجوي المستخدمة.
اقرأ ايضا ً
الخبراء أشاروا إلى أن هذا التطور يمثل نقلة نوعية في المواجهة، حيث أظهرت الأسلحة اليمنية قدرة واضحة على تحقيق أهدافها رغم التكنولوجيا المتقدمة التي يعتمد عليها الكيان في منظوماته الدفاعية. ومع تكرار هذه الإخفاقات، بات من الواضح أن الاستمرار في استخدام الأساليب التقليدية لم يعد مجديًا، وأن الحلول الدفاعية الحالية تحتاج إلى إعادة نظر وتطوير لتكون قادرة على مواجهة هذه التحديات.
على الجانب الآخر، لم تُحدث الغارات الجوية على اليمن أي تغيير ملموس في المعادلة. فقد فشلت في دفع اليمنيين للتراجع عن مواقفهم أو إضعاف قدراتهم العسكرية، بل يبدو أن هذه العمليات زادتهم إصرارًا على تطوير أدواتهم العسكرية وتعزيز قدراتهم الهجومية.
تُظهر هذه المعطيات أن الغارات المكثفة التي يشنها التحالف لم تحقق أهدافها، لا من حيث التأثير على البنية العسكرية لليمن، ولا من حيث تقليص قدراتهم على تنفيذ الهجمات. في المقابل، يظهر اليمن كطرف يعتمد على الإرادة والإبداع التقني، ما يجعل تأثيره أكبر مما كان متوقعًا، حتى في مواجهة منظومات دفاعية متطورة.
هذه التطورات تطرح تساؤلات حول مدى قدرة الأنظمة الدفاعية التقليدية على التعامل مع التحديات التي تفرضها الأسلحة المتطورة التي باتت تمتلكها الدول غير التقليدية. كما تعكس حاجة ماسة إلى اعتماد استراتيجيات جديدة تأخذ في الاعتبار التطورات التقنية والابتكارات غير المسبوقة التي ظهرت في ساحة الصراع.
في ظل هذه المعادلة المتغيرة، تبدو المواجهة بين الطرفين مفتوحة على كل الاحتمالات، مع استمرار الطرف اليمني في توجيه ضرباته التي أثبتت فاعليتها، واستمرار الكيان في البحث عن وسائل أكثر تطورًا للتصدي لهذه الهجمات، التي باتت تشكل تحديًا كبيرًا للهيمنة الجوية والدفاعية التي كان يتمتع بها في السابق.