خاص الكوثر - ثالث الحجج
عندما نطّلع على حياة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام من خلال ما وصل إلينا، نستطيع أن نخرج بأسس عامّة لنهجها التربوي، فيما يخصّ تربية الأبناء، وذلك من خلال سلوكيّاتها مع أولادها. وفي هذا المجال تقدّم لنا السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام مرّة أخرى رائعة من روائع السلوك البشريّ، فلسائل أن يقول، ما هو السرّ في تربية السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام لأولادها بحيث خرّجت في حضنها صنّاع التاريخ: الإمام الحسن عليه السلام والإمام الحسين عليه السلام والسيدة زينب عليها السلام؟!
فالتربية الفاطميّة لزينب عليها السلام مثلًا، وهي التي لم تكن معصومة كأخويها عليهم السلام أهّلتها لأن تقوم بدورٍ شكّل منعطفًا للتاريخ. وتربّي الأولاد بتلك التربية العالية التي ربّتهم عليها.
إقرأ أيضاً:
بعد ملاحظة سيرة السيدة فاطمة عليها السلام وهي محور البيت العلوي مع أولادها وسياق تعاملها معَهم، يمكننا وضع ثلاثة أسس عامّة تتسمُ بها التربية الفاطميّة، وهي تشكّل المنهج الذي اعتمدته في تربيتها لأبنائها، حيث كان مضمون التربية الفاطميّة قائمًا على التالي: القيم الحقّة المنبثقة من الدين وزرعها في نفوس الأولاد، وذلك من خلال تجسيدها لتلك القيم بشكلٍ عمليّ، فاعتمدت أسلوب القدوة والأسوة وتقديم النموذج.
بحيث يندر أن نعثر على موقف كان للزهراء عليها السلام فيه وعظٌ مباشر لأولادها، إلّا أنّ ذلك كلّه هو تحت رداء الحبّ والحنان، ولعلّ هذا ما يميّز المنهج الخاصّ بالأمهات ولذا كان دور المرأة بكونها أمًّا لا بديل عنه. فعناصر تربيتها عليها السلام كانت: مضموناً خاصا، بأسلوب تقديم النموذج العمليّ، برداء الحبّ.