خاص الكوثر - تونس
في تونس، تُعرف أسماء بعض العلماء والمشاهير في مجالي العلم والأدب الإيراني، مثل ابن سينا، والفارابي، وجلال الدين الرومي، وعمر الخيام، والخوارزمي. بل إنّ بعض الأماكن، كالمستشفيات والشوارع في تونس، تحمل أسماء هؤلاء الأعلام. ومع ذلك، فإن عامة التونسيين، بل وحتى عدد كبير من النخب التونسية، لا يدركون أن هؤلاء العلماء والمشاهير ينتمون إلى أصول إيرانية.
في الواقع، تُعرض هذه الشخصيات في الكتب الدراسية على أنهم مشاهير مسلمون، دون الإشارة إلى أصولهم الإيرانية أو أماكن ولادتهم. لذلك، قامت البعثة الثقافية الإيرانية في تونس خلال العامين الماضيين بتنفيذ سياسة مستمرة لاستثمار كل فرصة ممكنة لتعريف المجتمع التونسي بجذور هؤلاء العلماء والمشاهير الإيرانيين.
إقرأ أيضاً:
وفي هذا الإطار، صُمّم التقويم السنوي لعام 2025 بطريقة تسلط الضوء على 12 من أعلام العلم والأدب الإيراني الذين يحظون بشهرة في المجتمع التونسي، مع تقديمهم بوضوح كعلماء إيرانيين. وقد تم طباعة 200 نسخة من هذا التقويم، ووزّعت كهدية على جميع السفارات الموجودة في تونس، والمؤسسات الثقافية، وكليات العلوم الإنسانية، وبعض الفنادق والمطاعم الكبرى، بالإضافة إلى مكاتب عدد من الشخصيات البارزة في الأوساط العلمية والثقافية التونسية.
من أبرز الشخصيات التي تم تقديمها في التقويم جلال الدين الرومي، الذي تدعي بعض الدول الأخرى، خصوصاً تركيا، نسبه إليها. وقد كان لافتاً أن هذا التقويم أُهدي أيضاً إلى السفارة التركية في تونس، تأكيداً على إيرانية هذه الشخصيات وإبرازاً لهويتهم الثقافية الأصلية.