الكوثر - اليمن
ودعا السيد الحوثي في خطابه، جميع الأنظمة والقوى والجماعات إلى اتخاذ موقف صريح وواضح من العدو الصهيوني، مُنددًا بالصمت والتسامح المفرط الذي تبديه بعض الأطراف تجاه الجرائم التي يرتكبها الكيان المحتل.
وانتقد السيد الحوثي بشدة التسامح الكبير الذي تبديه معظم الأنظمة العربية والإسلامية تجاه الكيان المحتل والولايات المتحدة، والذي يفوق في كثير من الأحيان تسامحها فيما بينها، مشيرا إلى أن موقف بعض القوى والجماعات تجاه الكيان المحتل وأمريكا يتجاوز حتى حدود التسامح مع أقرب الناس إليهم، مُستنكرًا التغاضي عن الجرائم المروعة التي يرتكبها العدو بحق الأسرى والمخطوفين الفلسطينيين.
وفي المقابل، أشار إلى قسوة وشدة بعض الأنظمة والجماعات مع فئات أخرى داخل الأمة، وهو ما يثير الدهشة والاستغراب.
وحذر السيد الحوثي من الحديث الأمريكي الصهيوني عن تغيير ملامح غرب آسيا، مؤكدًا أن ذلك يكشف عن مشروع ومؤامرة تستهدف شعوب المنطقة وبلدانها، وتسعى إلى جعلها مُستباحة للصهيوني والأمريكي، وخاضعة لهما بشكل مطلق.
وشدد على أن هذا الاستهداف ليس مسألة عادية، بل يخدم الأهداف الصهيونية الأمريكية بشكل مباشر.
ووضع السيد الحوثي الجماعات التي سيطرت على سوريا أمام اختبار حقيقي تجاه العدوان الصهيوني والقضية الفلسطينية، منتقدا غياب المواقف القوية والواضحة تجاه الاعتداءات الصهيونية على فلسطين ولبنان وسوريا، في مقابل الحضور القوي لعناوين الفتنة بين أبناء الأمة.
إقرأ أيضاً
كما انتقد غياب عناوين الوقوف في وجه الظلم والجهاد في سبيل الله والعروبة والأمن القومي العربي، واستبدالها بالصمت والجمود.
وأكد السيد الحوثي أن العدو الصهيوني يمثل خطرًا حقيقيًا على الأمة بكل أطيافها ومذاهبها واتجاهاتها، مشيرا إلى أن ما حدث من العدو بعد سيطرة تلك الجماعات على سوريا يُثبت أن القضية ليست ملاحقة إيران كما يُردد العدو الصهيوني، وأن استهداف العدو الصهيوني لسوريا رغم عداء تلك الجماعات لإيران يُؤكد أن من يتبنى موقف عدم المعاداة لـلكيان هو أيضًا في دائرة الاستهداف.
ووجه السيد الحوثي نداءً هامًا للأمة العربية والإسلامية، داعيًا إياها إلى توجيه السلاح والتحريض والتعبئة نحو العدو، وإعلان الموقف الصريح منه، والوضوح والجدية والصدق في عداوته.
وانتقد بشدة قتال البعض بشراسة ضد من يتخذونه عدوًا داخل الأمة، في حين لا يُبدون أي عداء تجاه الكيان، متمنيا أن تحضر التكبيرات والبنادق والرايات في مواجهة الجنود الصهاينة، وأن تواجه الجماعات التي سيطرت على سوريا الاجتياح الصهيوني بكل قدراتها.
وحذر السيد الحوثي من أن الكيان تعتبر التطورات في سوريا فرصة لإنهاء اتفاقية فض الاشتباك، بل وتسعى لخلق المزيد من الفرص لاستغلالها ضد شعوب الأمة.
وأكد السيد الحوثي أن العدو يطمع في المنطقة المحيطة بفلسطين، وأن هذا الطمع يتجلى في برامجه التثقيفية والإعلامية وخططه السياسية ومؤامراته المشتركة مع الولايات المتحدة.
وأشار إلى تصريحات رئيس وزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بأن سقوط نظام الأسد يخلق فرصًا جديدة ومهمة لـلاحتلال، وأن هذه الفرص قد تم استغلالها بالفعل.
وأوضح السيد الحوثي أن العدوان الصهيوني على سوريا اتخذ اتجاهين: الأول، توغل قواتها في العمق وصولًا إلى الاقتراب من ريف دمشق، والثاني، تدمير المقدرات العسكرية السورية، حيث قدرت المعلومات أن جيش العدو الصهيوني يبعد 25 كيلومترًا عن دمشق، مما يشهد على حجم التوغل مع احتمال استمراره.
وأكد أن هذا التقدم تم دون أي مواجهة أو اكتراث بالشعب السوري أو الجماعات المسيطرة على سوريا أو داعميها أو حتى بالمجتمع الدولي.