الكوثر - مقالات
منذ نحو أسبوع، وفد وزير الإسكان والبناء الصهيوني "إسحاق غولدكنوبف" إلى "حدود" غزّة، برفقة دانييلا فايس عرّابة حركة الاستيطان الصهيونية، بهدف استكشاف مواقع إعادة الاستيطان في القطاع بلا مواربة. ونشر المذكور صورة له يحدّق من خلال منظار في المنطقة، ونشر على وسائل التواصل الاجتماعي، "اليوم، تجوّلت في مستوطنات قطاع غزّة". ووصف الحملة الاستيطانية هذه بأنّها ردّ على مذكّرات التوقيف، التي أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية ضدّ بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت. وأضاف أنّ "الاستيطان اليهودي هنا هو الردّ على المذبحة الرهيبة في المحكمة الجنائية الدولية في لاهاي، التي عوضاً عن رعاية الأسرى الـ 101، اختارت إصدار مذكّرات اعتقال ضدّ رئيس الوزراء ووزير الدفاع. والجولة التي أجريتها اليوم شملت عدّة وجهات مهمّة للاطلاع على الاستعدادات للاستيطان اليهودي الفوري".
كذلك، قالت حركة "ناشالا" الاستيطانية في منشور مفصّل، إنّ "إسرائيل" نفّذت عمليات هدم واسعة النطاق في ممرّ "نتساريم" الذي يقطع شمال غزّة عن وسطها، بينما يعمل جيش الاحتلال ليلاً ونهاراً في تنفيذ التطهير العرقي للفلسطينيين في شمال القطاع.
أقرا ايضاً
وإضافةً إلى ما يقوم به "الجيش" الصهيونيي ، تمّ التعاقد الآن مع شركات متخصّصة في بناء المستوطنات للعمل في شمال غزّة. وأكّدت إحداها أنّها تقوم بعمليّات في بيت لاهيا، وهي بلدة متاخمة لشمال القطاع، حيث وثّق للمرّة الأولى عمل شركة صهيونية خاصّة في غزّة، كذلك يُستخدم مقاولون من القطاع الخاص لتنفيذ عمليّات الهدم.
تصعيد التطهير العرقي وبناء المستوطنات في غزة والضفة الغربية
تتواصل الإبادة الجماعية والتطهير العرقي في غزة، حيث أشار وزير الدفاع الصهيوني السابق موشيه يعالون إلى تدمير مدن فلسطينية مثل بيت لاهيا وبيت حانون، منتقدًا الحكومة الحالية رغم تأييده سابقًا لعمليات مشابهة. في الضفة الغربية، تعمل شركة "ليبي"، المرتبطة بمنظمة "أمانة المستوطنات"، على تسريع بناء المستوطنات، بما في ذلك وحدات في مستوطنة إيتمار ومجمعات استيطانية غير قانونية في نابلس وسلفيت. وتورط صاحب الشركة، هارئيل ليبي، وشخصيات أخرى في هجمات ضد الفلسطينيين، وفق تقارير صحفية.
هارئيل الليبي: مستوطنات غير شرعية وهجمات على الفلسطينيين
ويعدّ هارئيل الليبي من بين أكثر المستوطنين عنفاً وإرهاباً، وهو أسّس بؤرة "ماروم شموئيل" الاستيطانية على أراضي عدّة قرى فلسطينية، من ضمنها بيت دجن، حيث يدير مزرعة هناك. ومنذ فترة وجيزة، كتب الصحفي عومر شارفيت، بالتفصيل عن العلاقة الوثيقة بين الليبي وموشيه شارفيت، المستوطن الذي فرضت عليه عقوبات من قبل الاتّحاد الأوروبّي والولايات المتّحدة وبريطانيا، بسبب أفعاله. وتضمن المقال شهادات من مزارعين فلسطينيين يصفون كيف تشارك شارفيت والليبي في تنفيذ هجمات على المزارعين الفلسطينيين في غور الأردن، وأحرقوا ممتلكاتهم.
وفي مقال من العام الماضي، ذكرت صحيفة "ماكور ريشون" اليمينية الاسرائيلية، أنّ الليبي وزوجته تاليا كرّسا حياتهما لإنشاء أكبر عدد ممكن من المستوطنات. ولقد تنقّلا مراراً وتكراراً، حتّى إنّهُما أقاما بؤراً استيطانية غير قانونية بموجب القانون الإسرائيلي نفسه، بغية استيطان أكبر قدر ممكن من الأراضي الفلسطينية، ويقوم الليبي بذلك على الرغم من أنّه يعترف أنّ "الأرض ليست ملكهم".