الكوثر_صحافة
لقد غمرت وسائل الإعلام الدولية أمس مقاطع فيديو لأشخاص في لبنان يحتفلون بأخبار وقف إطلاق النار بين كيان الاحتلال وحزب الله، والذي دخل حيّز التنفيذ في وقت مبكر من صباح يوم الأربعاء.
اقرأ أيضا:
وجاء في أحد التقارير المرفق بمقطع فيديو يظهر احتفال اللبنانيين: "لقد جلبت الأخبار لحظة من الأمل والراحة لأولئك المتضرّرين من الصراع الدائر".
الفيديو نفسه، تمّ نشره بواسطة صفحة "Push – Real-Time Reports" الإسرائيلية على منصة "إنستغرام" ، والتي لديها أكثر من 860 ألف متابع. وقد علّقت بالقول: "الناس في لبنان يحتفلون باتفاق وقف إطلاق النار..كيان الاحتلال يستسلم لحزب الله".
وكلّ ما يظهر في الفيديو هو فرحة الناس بأنّ الحرب انتهت، كما هو متوقّع من معظم البشر العاديين الذين يعانون من الصراع في أيّ مكان في العالم.
وقد عبرّت التعليقات على الفيديو المذكور، عن غضب واسع النطاق في كيان الاحتلال إزاء الاتفاق الناشئ، وإحدى التعليقات قالت إنّ موت الجنود الإسرائيليين سيكون عبثاً بعد توقيع الاتفاق. ومثل هذا التعليق ممتد إلى ما هو أبعد من حدود وسائل التواصل الاجتماعي.
وكان من بين أوّل من عارض اتفاق وقف إطلاق النار، الزعماء المحليون والإسرائيلييون في الشمال، الذين رأوا أنّ الاتفاق الناشئ فشل في معالجة مخاوفهم الأمنية بشكل كافٍ. على سبيل المثال، قال إيتان ديفيدي، رئيس مستوطنة موشاف مارغاليوت في الجليل الأعلى، إنّ أيّ اتفاق لوقف إطلاق النار يجب أن يتضمّن شرط "منطقة عازلة بطول 2-3 كيلومترات، حتى تصبح تهديدات هذه القرى الجنوبية اللبنانية من الماضي".
لكن لماذا يتمكن لكيان الاحتلال أنّ يفرض إنشاء منطقة عازلة في المنطقة الحدودية داخل لبنان، وليس في أراضيها؟ هل كانت الكيان الصهيوني ليستجيب لمطلب لبناني بإنشاء منطقة عازلة داخل كيان الاحتلال، ومحو مجتمعات من الخريطة؟ لماذا هو من الطبيعي بالنسبة للإسرائيليين أن تعالج مخاوفهم الأمنية من خلال تدمير حياة الآخرين؟
وشرّدت الحرب التي امتدت نحو 13 شهراً، عشرات الآلاف من الإسرائيليين من منازلهم في الشمال، وكانت هذه الفترة بالنسبة لهم جحيماً، وحطّمت العمود الفقري لمجتمعاتهم، ودمّرتهم اقتصادياً، لذا تبدو مخاوفهم مفهومة، لكن ليسوا هم فقط من عبّروا عن استيائهم من اتفاق وقف إطلاق النار.
وأظهر استطلاع للرأي الصهيوني نشرته القناة 14، قناة الدعاية لنتنياهو، أنّ 55% من الإسرائيليين يعارضون وقف إطلاق النار مع لبنان، ووجد العديد منهم أنّ الكيان الصهيوني لم تحقّق نصراً. على سبيل المثال، قال يوسي يهوشوا، المراسل العسكري والدفاعي لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، إنّه "إذا لم يملِ كيان الاحتلال شروطها على لبنان، فهذا ليس انتصاراً".
وتساءل يهوشوا: "ماذا سيحدث إذا أراد أحد المقيمين اللبنانيين العودة وإعادة بناء منزله؟ ولنفترض أنهم وصلوا بملابس مدنية، فمن يستطيع أن يضمن لنا أنهم ليسوا تابعين لحزب الله، وربما حتى مقاتلين؟".. لكن مرة أخرى، حاول أن تتخيّل كيف قد تتفاعل كيان الاحتلال إذا دعا مراسل لبناني رئيسي إلى تدمير أي بلدة أو مجتمع مدني تشنّ منه القوات العسكرية الإسرائيلية هجمات على أراضيه.
ويرى أنصار حزب الله أن "وقف إطلاق النار يعدّ انتصاراً للبنان، والناس من الجنوب، من بعلبك والضاحية، يتوقون بشدّة للعودة إلى ديارهم.."، ويدعون أن تتوقّف الحرب في غزّة في وقت قريب.
إن الآراء المذكورة في هذه المقالة لا تعبّر بالضرورة عن رأي قناة الكوثر وإنما تعبّر عن رأي الصحيفة حصراً