الكوثر - فلسطين

تستهدف قوات الاحتلال الصهيوني كل من يقف أمام روايتها الكاذبة أو يقاومها فيما يخص حقها التاريخي في أرض فلسطين، في نهج يتسق مع المشروع الإقصائي في الدولة الصهيونية.

ويتضح ذلك مع كل استهداف لصُنّاع الفن المقاوم ورواة السردية الفلسطينية المضادة للسردية الصهيونية.

الفنانة التشكيلة هبة زقوت

اشتهرت بأعمالها التي ركزت على التراث الفلسطيني، إذ رسمت الأماكن المقدسة في القدس واحتفت بالمرأة الفلسطينية من خلال تصويرها بالزي التقليدي. أعمالها كانت تتميز بالألوان الحيوية والتفاصيل الدقيقة، معبرة عن الهوية الفلسطينية والتاريخ الثقافي بأسلوب عاطفي يلامس وجدان المشاهدين. استشهدت هبة خلال العدوان الصهيوني على غزة عام 2023، وكانت تُعتبر من أبرز الفنانات في القطاع، حيث تركت بصمة فنية تمثل الروح الفلسطينية في وجه التحديات.

الفنان التشكيلي ثائر الطويل

الفنان التشكيلي الفلسطيني ثائر الطويل كان من أبرز الفنانين التشكيليين في قطاع غزة، حيث شغل منصب رئيس منتدى الفن التشكيلي، وأسهم بشكل كبير في نشر الفن المعبر عن الهوية الفلسطينية والصمود. تميزت أعماله بتجسيدها للتراث الفلسطيني والمقاومة، مع تركيز على تصوير الحياة اليومية والمعاناة تحت الاحتلال، مما جعلها وسيلة للتعبير عن الأمل والصمود.

استشهد ثائر الطويل مع عائلته في إحدى غارات العدوان الصهيوني على غزة في أكتوبر 2023. رحيله شكّل خسارة كبيرة للمجتمع الفني والثقافي الفلسطيني، حيث كان له دور مؤثر في تعزيز الفنون التشكيلية في غزة ونقل رسائل إنسانية ووطنية عبر أعماله.

اقرا ايضاً

• قبضة الاحرار .. مسلسل استشهد جميع ابطاله
• طلاب كلية الفنون بجامعة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية يكرمون الفنانة الشهيدة محاسن الخطيب

استشهاد احد ابطال مسلسل "قبضة الاحرار"

وشملت قائمة الشهداء أسماء أخرى لامعة من الفنانين والكتّاب والصحافيين والمؤرّخين والعازفين، مثل الفنان محمد السلك الذي كان فاعلاً في جمعية مسرح بذور للثقافة والفنون، وأيضاً الممثل علاء قدوحة المشهور بـ"الجنرال موشي"، وهو أحد أبطال مسلسل "قبضة الأحرار" الذي تدور أحداثه فيما يشبه التنبؤ بعملية طوفان الأقصى، ومن قبله استشهد مخرج المسلسل محمد خليفة والمصور مصطفى ثريا والفنان علي نسمان الذي كان سيشارك في الجزء الثاني من المسلسل.

بعد عملية "طوفان الأقصى"، ازدادت حدة الاستهداف الممنهج الذي يمارسه الاحتلال الإسرائيلي تجاه الفنانين الفلسطينيين، وامتد هذا الاستهداف ليشمل كل من يعبّر عن التضامن أو الدعم للقضية الفلسطينية، سواء كانوا داخل الأراضي المحتلة أو في الشتات. تتصاعد هذه الضغوط ضمن محاولات لطمس الرواية الفلسطينية وتقييد التعبير الفني الذي ينقل صوت الشعب الفلسطيني ومعاناته للعالم.