الكوثر-  لبنان

العلامة الراحل آية الله علي الكوراني، الباحث في التاريخ الإسلامي ومؤسس ومدير مركز “دراسات المعجم الفقهي .

علي الكوراني، أحد علماء الشيعة من لبنان، وباحث في تاريخ الإسلام وأفكار المذاهب الإسلامية، ومؤسس مركز “دراسات المعجم الفقهي”، والذي اشتهر في إيران بكتابه تحت عنوان “عصر الظهور”، وهي مرتبطة بالمهدوية في الأحاديث الإسلامية.

ولد عام 1944 في قرية ياطر في النبطية جنوب لبنان في عائلة فلاّحية، وبتشجيع من آية الله السيد عبد الحسين شرف الدين، إلتحق بمدرسة دينية وتلقى دروساً تمهيدية بإشراف الشيخ ابراهيم سليمان .

وفي عام 1958، وهو في الرابعة عشرة من عمره، ذهب إلى مدينة النجف الأشرف ودرس الدروس التمهيدية والمتقدمة عند العلماء البارزين مثل، محمد تقي فقيه، والسيد علاء بحر العلوم، والشيخ باقر إيرواني، والسيد محمد باقر الحكيم، وشارك في درس خارج آية الله السيد أبو القاسم الخوئي والشهيد السيد محمد باقر الصدر.

منذ منتصف الستينات، كان الكوراني في العراق والكويت كممثل للعديد من المرجعيات الشيعية، بما في ذلك آية الله السيد أبو القاسم الخوئي. وكانت أنشطته الرئيسية ضد الحزب الصدامي والأفكار الشيوعية، وعاد إلى لبنان عام 1974.

جاء آية الله الكوراني إلى إيران بعد الثورة الإسلامية وبحث في هذه المجالات: الأحاديث الإسلامية عن الإمام المهدي(عج)، تاريخ جمع وتدوين القرآن، معنى كلمات القرآن (نقد كتاب مفردات راغب)، سيرة النبي(ص)، تاريخ أئمة الشيعة(ع) ونقد الأفكار الوهابية.

وبدعم من آية الله السيد محمد رضا كلبايكاني أسس مؤسسة تسمى مركز المعجم الفقهي، ومن ثم وبدعم من آية الله السيد علي السيستاني أسس “مركز المصطفى للدراسات الإسلامية” للبحث في الفكر الاسلامي .

كما أطلق قاعدة بيانات سماها مكتبة أهل البيت(ع)، والتي تحتوي على نحو سبعة آلاف كتاب من المصادر الشيعية وأهل السنة.

منذ عام 1998 تقريباً، انخرط الكوراني في مناظرات ومناقشات عبر الإنترنت مع علماء الديانات الأخرى، وخاصة علماء الوهابية، وبعد ذلك بدأ تدريجياً في تقديم برامج الأسئلة والأجوبة على التلفزيون العربي، مما جعله مشهوراً في العالم العربي.

أما عن نص رسالة التعزية المرسلة من قبل الشهيد رئيسي :

بســمِ اللهِ الرحمَٰنِ الرحيمِ

إِذا مـــاتَ العــالـمُ ثُلِمَ فِي الإِســــلامِ ثَلمَةٌ لا يَسُــدّهَا شَـــــيءٌ إِلى يـومِ القيامةِ 

ببالغ الحزن والأسى تلقينا نبأ وفاة المغفور له الباحث والكاتب اللبناني البارز ومدير مركز "أبحاث المعجم الفقهي" العلامة الشيخ الفاضل علي كوراني العاملي.

هذا العالم المجاهد والمجتهد، ذو الحضور الفاعل في مختلف المجالات العلمية والثقافية والاجتماعية، قد أمضى سنوات طويلة من حياته المشرفة في شرح ونشر التعاليم الإسلامية والقيام بالأنشطة الاجتماعية والخيرية، بما في ذلك بناء المساجد والمستشفيات، وإنشاء المراكز العلمية والتعليمية، وقد ترك خلفه أعمالا خالدة ستكون بالتأكيد متاعا ثمينا لأخرته.

اتقدم بأحر واصدق التعازي بهذه الخسارة الى الحوزات العلمية وعلماء إيران ولبنان وإلى أحباء واسرة الفقيد، سائلا المولى القدير ان يتغمد الفقيد برحمته الواسعة ويرفع من درجاته السامية.

السيد ابراهيم رئيسي

رئيس الجمهورية الاسلامية الايرانية