الكوثر_فلسطين المحتلة
القصة بدأت عندما اقتحمت قوات الاحتلال في 1 يناير 2024 منزل العائلة الواقع في جباليا البلد بشمال القطاع المحاصر، واعتقلته وأخوته الاثنين في الثانية عشر منتصف الليل.
وقال الطفل بصوت متهدج، إن قوات الاحتلال أبقته وأخوته عراة في البرد منذ الثانية عشر منتصف الليل وحتى الرابعة فجرا، ثم وضعتهم في ناقلة الجنود وأرسلتهم إلى سجن بمدينة بئر السبع.
أُدخل "جنيد" بعدها إلى غرفة تحقيق مساحتها متر في متر، ثم بدأت عملية تعذيبه على يد جندي تابع للاحتلال باستخدام المياه الباردة والكلور الساخن وإطفاء السجائر في أجزاء متفرقة من جسده.
ويضيف الفتى: "الضابط نيمني على حصمة مبوزة بالمسامير، 4 أيام يضربني ويعذبني ويرش علي ماء بارد وأنا مش قادر"، بحسب تعبيره.
تمحورت أسئلة الضابط في غرفة التحقيق عن حماس وأسرى 7 أكتوبر، وبعدما يئس من الحصول على معلومات من الشاب الصغير، بدأ في ضربه مرة أخرى، ما أدى إلى فقدانه الوعي.
استيقظ الشاب بعد أسبوع ليجد نفسه محاطا بمجموعة من الأسرى داخل سجن النقب، وفي كل مرة تنقله قوات الاحتلال من غرفة لأخرى داخل السجن، يكتشف الفتى أنه أصغر أسير موجود بالمكان.
"الضابط كان يطفئ السجائر في أذني وقدمي، وقال لي أنت كذاب أنت حماس، ويبصق علي ويرش علي ماء بارد وكلور ساخن"، بحسب أقوال الفتى ، أذيعت اليوم الخميس من فضائية "الجزيرة" أيضا.
شهر رمضان
أعرب الشاب عن حزنه للإفراج عنه دون أخوته، وإرساله إلى جنوب القطاع بينما ظلت أمه وأخته الصغيرة في الشمال لا يعلم عنهما شيئا.
لا يعلم "جنيد" كيف يقضي شهر رمضان بمفرده، فقد اعتادت والدته على إيقاظ جميع أفراد الأسرة للسحور في رمضان، معربا عن اشتياقه للجميع.
الأوضاع المأساوية في غزة، دفعت الشاب لعدم تناول السحور في أول أيام الشهر المبارك، مضيفا: "لم أتسحر، صحيت وأنا ببكي دم، مش عارف لمين أشكي همي، اليوم أنا نفسي في الحلو ومش قادر أشتريه.. مش قادر أعيش، حتى والله بفطر على التكية اللي بيعملوها في الجامع، لا عندي علبة فول ولا حاجة".
ولا يأمل الشاب إلا أن يجازيه الله على صبره بدخول الجنة، وكأغلب الذين حرمتهم الحرب من المواد الغذائية، أشار إلى أنه يشتهي تناول الدجاج الذي لم يأكله منذ اليوم الأول للحرب، خاصة أن الظروف الحالية تدفعه لتناول العدس أو المسقعة فقط من التكية.