خاص الكوثر_الوجه الآخر
قال كبير الباحثيين الإسلاميين بالأزهر الشريف والمتخصص بالتفسير فضيلة الشيخ طارق نصر : إن الخوف من وجود مسلم شيعي وسط أهل السنة أو بالعكس وجود مسلم سني وسط أهل الشيعة هو أمر مرذول يدل على جهل المتعصبين من كلا الطرفين ، ولذلك ينبغي علينا كمسلمين أن لانسمح بوجود هكذا تعصب ، ونأخذ أمر تنوع المذاهب بسهولة ، كما وأمر تغيير الدين أيضاَ فالله في محكم كتابه يقول (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا) فحتى وأن كان الشخص من دين آخر أو كافر ولم يعتدي علينا فما هو الأمر الذي يدعي للخوف منه .
وتابع الشيخ طارق نصر: لو تأدب السنة والشيعة بما أدب الله به المؤمنين تجاه الكافرين المسالمين ما كان هذا حالنا ، فالقرآن الكريم يأمر بقوله تعالى(وَقِيلِهِ يَا رَبِّ إِنَّ هَٰؤُلَاءِ قَوْمٌ لَّا يُؤْمِنُونَ (88) فَاصْفَحْ عَنْهُمْ وَقُلْ سَلَامٌ ۚ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ ) يعلمنا كيف نتعامل بأدب وسلام مع من خالفونا في الدين والذي للأسف نفتقده مع من خالفنا في المذهب والسبب في ذلك التعصب والتشدد والجهل المسيطر عند عامة الشيعة وعامة السنة ، فعلى الجميع التفكير بقوله الله تعالى (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) وقوله ( یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لایَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْم عَسى أَنْ یَکُونُوا خَیْراً مِنْهُمْ وَ لانِساءٌ مِنْ نِساء عَسى أَنْ یَکُنَّ خَیْراً مِنْهُنَّ وَ لاتَلْمِزُوا أَنْفُسَکُمْ وَلاتَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ بِئْسَ الاِسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِیمانِ وَ مَنْ لَمْ یَتُبْ فَأُولئِکَ هُمُ الظّالِمُونَ) .
وأكمل الشيخ طارق نصر: التقية لم تكن سبب للتفريق بين المؤمنين والمسلمين ، بل هي في الأصل مبدأ قرآني (إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً ۗ) ونحن نعلم قصة الآية أنه كان هناك رجل مؤمن في عهد فرعون وأراد الناس أن يشكوه لفرعون ،فأتبع الرجل المؤمن التقية فوقاه الله سيئات ما مكروا .
لمتابعة حلقات الوجه الآخر اضغط هنا