الكوثر_ايران

المحافظة علی 144 ألف نُسخة خطیة وطباعة حجرية في مكتبة الحرم الرضوي

فإن مركز مخطوطات العتبة الرضویة المقدسة والذي یقع في الطابق الأول من المكتبة المركزية لهذا الحرم المقدس، بالقرب من الروضة المنورة للإمام الرضا (ع) يستضيف الأساتذة والباحثين والطلاب من جميع أنحاء إيران والعالم لسنوات عديدة.

أهمية المخطوطات في تكوين المكتبة

أول أثر مخطوط وَقفِي تم إهداؤُه للعتبة الرضوية المقدسة هو الكراسات القرآنية التي أهداها « كشواد بن إملاس» سنة 327 هجرية قمریة، كما أن أقدم كتاب مخطوط في مكتبة العتبة المقدسة هو شرح ديوان « تميم بن مقبل» في موضوع الأدب الذي یعود إلى سنة 380 والذي شرحه « محمد بن معلَّی الأزدي» كما أَولى العلماء والمفکرین والکتَّاب اهتمامًا خاصًا بمكتبة الحرم الرضوي الطاهر منذ زمن طويل مثل الشيخ البهائي وأهدوا العديد من المخطوطات القيمة لهذه المكتبة.

وقد خَدم العدید من الباحثین والمفهرسین المعروفین، مثل أحمد غولشين معاني، ونجيب مايل هروي، وعماد فهرستي، ومحمد خالص زاده، وسيد علي أردلان جوان، في قسم المخطوطات بهذه المكتبة في فترات مختلفة.من ناحية أخرى، تُبَين دراسة تاريخ مكتبة العتبة الرضویة المقدسة أن أَقدم قسم لفهرسة الكتب والمصاحف المخطوطة في ایران نَشَط في هذه المكتبة منذ عام 1305 هجري شمسي.

كما بدأ تاريخ الطباعة في مكتبة العتبة الرضویة المقدسة مع صدور القائمة الجديدة للمخطوطات من نفس العام، وحتى منذ العصر الصفوي، كان في هذه المكتبة مُرَممِون وأُمناء مكتبات، وبفضل جهودهم تمَ المحافظة على المخطوطات القديمة في هذه المكتبة للأجيال القادمة.

ومما لا شك فيه أن كل هذه الأمور تُشير إلى أهمية المخطوطات في تكوين وتطوير مكتبة الحرم الرضوي الطاهر.

مِنَ التنوع إلى القیمة التاریخیة للآثار الموجودة

يقول الدكتور أبو الفضل حسن آبادي مدير مركز المخطوطات في العتبة الرضوية المقدسة: يوجد حاليًا مجموعة تزيد عن 90 ألف مخطوطة، بما في ذلك الكتب، القرآئین، المخطوطات، النُسَخ المصورة، و 54 ألف نسخة من الكتب الحجرية في مركز مخطوطات العتبة الرضویة المقدسة.ويقول: تحتوي هذه المخطوطات والمطبوعات الحجرية على مواضیع مثل الفقه، الأخبار، الأدب، علم الكلام، الحكمة، التاريخ، الجغرافيا، الطب، التجويد، التفسير، المنطق، الأدعية، والزیارة و.... ، والتي ألَّفها علماء وفقهاء وأدباء، وشعراء وكُتَّاب وحكماء وفنانين، على مدى قرون عديدة، والکثیر من هذه الأعمال، بالإضافة إلى قِیمة المحتوى النَفِیسة، من حيث فن تصميم الكتب فهي نادرة وقیمة أیضا.

ويُضيف السید حسن آبادي: المحافظة علی حوالي 21 ألف مصحف وکراسة قرآنية؛ منذ صَدر الإسلام وحتى الآن في هذا المركز جعل مكتبة العتبة الرضوية المقدسة من أغنى المكتبات في إيران والعالم الإسلامي في مجال الأعمال القرآنية.

نموذج على الأنشطة العلمية والبحثية

مركز المخطوطات التابع لمنظمة المكتبات والمتاحف ومركز وثائق العتبة الرضوية المقدسة، كغيره من أقسام هذه المنظمة، کان له نَظرة خاصة إلى العلوم والبحث في السنوات الأخيرة. ويقول السید حسن آبادي في هذا الصدد: من جهة، يُقِيم هذا المركز برنامج الثلاثاء العلمي والثقافي للعتبة الرضویة المقدسة من أجل التعرف على مخطوطات المركز ومصادره الحجرية، وتَعريف العامة علی هذه المصادر والإستفادة من قُدرات الباحثين خارج المنظمة من خلال إلقاء محاضرات فاعلة، ومن جهة أخرى يقوم بتألیف ونشر أعمال بحثية تعتمد على مصادر المركز، كما يقوم بنشر مجلتین « البحث في دراسة المخطوطات» بالتعاون مع الجمعية الإيرانية للتاريخ الإسلامي.

ويضيف: على سبيل المثال، وبفضل جهود مركز مخطوطات العتبة الرضویة المقدسة في العامين الماضيين، صدر كتاب « إجازات العلماء» المؤلف من ثلاثة مجلدات، وكتاب « التعرف على تفاسير المخطوطات الفارسية الموجودة داخل مکتبة العتبة الرضویة المقدسة»، وكتاب « مختارات القصائد: أول كتاب مطبوع في العتبة الرضویة المقدسة»، والكتاب القَیِّم « الترتيب الفني للمصاحف»، وكتاب « حدیقة الأُلفة» وأيضا نشر أربع مجلدات من الفهارس الخطية والحجرية.

الإرتقاء بمستوی الخدمات المقدمة للباحثين

یُقدم هذا المركز الخدمات الدراسية والبحثية للباحثين والطلبة بشکل متواصل وبدون انقطاع، كما أن قاعة الباحثين تُمَکن المراجعین من الرجوع الی المخطوطات والإِستفادة منها.في السنوات القليلة الماضية، ومن أجل تقديم خدمات متخصصة للأساتذة والاستشاريين والباحثين في مجال المخطوطات والمطبوعات الحجرية الذين يرغبون في الاستفادة من مصادر هذا المركز لأكثر من يوم، تم افتتاح قسم « الدراسات المتخصصة» وتخصيص غرفة للباحثين خاصة بذلك. في غُضون ذلك يقول مدير مركز مخطوطات العتبة الرضویة المقدسة: إن هذا المركز على تواصل مُستَمر مع الجامعات والمراكز العلمية والثقافية ویُؤَمن إمكانية قبول الأساتذة لقضاء فترة المطالعة وإکمال الدراسة.

ويقول أيضًا: عادةً ما تكون النسخة الرقمية من المخطوطات والمطبوعات الحجرية مُتاحة للعلماء والباحثين حضوریا وغیر حضوري، ولكن في حالة الحاجة المُلحة لباحثين خاصين، يمكنهم الوصول المباشر إلى النسخة الأصلیة وفقًا لقواعد وقوانین المنظمة.

ويشير السید حسن آبادي إلى أن أكثر من 22 ألف مخطوطة في هذا المركز مُتاحة الآن للمستخدمين عبر الإنترنت من خلال المكتبة الرقمية للعتبة الرضوية المقدسة وقال: إن مركز المخطوطات في العتبة الرضویة المقدسة في طريقه لجعل مصادره في مُتناول ید الباحثين، والموقع الإلكتروني لمركز المخطوطات في العتبة الرضوية المقدسة على جدول الأعمال.