الكوثر- اسلاميات
كان الإمام علي عليه السلام في السنة الأولى من الهجرة النبوية ابن أربع وعشرين سنة وهو ابن عم الرسول المصطفى (ص) وأول من آمن به؛ وكانت فاطمة الزهراء عليها السلام قد بلغت يومئذ التاسعة من عمرها » بناءً على أن ولادتها كانت في السنة الخامسة بعد البعثة، وهي بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ولها منزلتها الرفيعة الزاخرة بالفضائل الإنسانية، والخصائص الملكوتية السامية. وقد أثنى عليها أبوها مراراً، وسماها بَضْعَتَه.
فعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «فبينا صلّيت يوم الجمعة صلاة الفجر، إذ سمعت حفيف الملائكة، وإذا بحبيبي جبرئيل ومعه سبعون صفّاً من الملائكة مُتوّجين مُقرّطين مُدَملجين ، فقلت: ما هذه القعقعة من السماء يا أخي جبرئيل؟! فقال: يا محمد! إن الله أطّلع على الأرض إطّلاعةً فاختار منها من الرجال علياً ، ومن النساء فاطمة ، فزوّج فاطمة من علي . فرفعت فاطمة عليها السلام رأسها وتبسّمت... وقالت: رضيت بما رضي الله ورسوله» .
قال أنس : أقبل علي فتبسم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ثم قال: «يا علي، إن الله أمرني أن أزوجك فاطمة، فقد زوجكها على أربعمائة مثقال فضة إن رضيت» . فقال علي : قد رضيت يا رسول الله ... فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : «بارك الله عليكما وفيكما وأسعدكما وأخرج منكما الكثير الطيّب» .
قال أنس: فوالله لقد خرج منهما الكثير الطيّب.