الكوثر_ ايران
وقال غريب آبادي، في كلمة مساء أمس الاثنين، في مراسم إحياء ذكرى شهداء انتفاضة 5 حزيران عام 1963 في مدينة ري جنوب العاصمة طهران: إن انتفاضة 15 خرداد (انتفاضة 5 حزيران عام 1963 ضد النظام الملكي البائد) حدثت لأن أمريكا وبريطانيا كانتا قد سيطرتا على مقدرات ايران ووطات قدم "إسرائيل" البلاد. في هذا الوضع توصل الإمام الراحل إلى نتيجة مفادها أن طريق النضال والتمرد لم يعد ممكنا من خلال التذكيرات الكلامية، ويجب تغيير أساليب النضال والمواجهة مع النظام الملكي المستبد.
وأضاف: ان الإمام الراحل ، بمساعدة الشعب والاعتماد على دوره وقدرته ، وقف بوجه النظام الملكي وسياسات الشاه التي استهدفت المعتقدات الدينية والثقافية للشعب.
وقال مساعد رئيس القضاء للشؤون الدولية: إن انتفاضة 15 خرداد اندلعت لدعم المعتقدات والثقافة الدينية ، وهذه الانتفاضة كانت متجذرة في المعتقدات والأعراف الإسلامية والدينية ، الامر الذي ادى الى ديمومتها وبالتالي انتصار الثورة.
واعتبر غريب آبادي أن من أهم سمات هذه الانتفاضة هي طبيعتها الشعبية ، وأضاف: في انتفاضة 15 خرداد ، عندما رأى الشعب أن دينهم معرض للخطر ، وكان نفوذ الاستكبار وسيطرته في البلاد يتزايد يومًا بعد يوم ، دخلوا تلقائيًا إلى الساحة وسطروا هذا الحدث الكبير.
واعتبر القيادة الفريدة للإمام الراحل عاملاً آخر في تبلور انتفاضة 15 خرداد ، وقال: الإمام الخميني (رض) بشجاعته المثالية وادراكه الصحيح لظروف وتطورات المجتمع ، وبالاعتماد على قوة الشعب ، بدأ هذه الحركة وقادها حتى الوصول الى غايتها.
وأوضح: أن دخول الإسلام كمدرسة كان عاملاً آخر في تشكيل انتفاضة 15 خرداد الدموية ، حيث بدأ الناس حركتهم على أساس المبادئ والقيم الدينية والإسلامية في أيام محرم والعزاء في ذكرى استشهاد سيد الشهداء ابي عبدالله الحسين (ع) وفي غضون ذلك كان دور علماء الدين والفئات الدينية فريد من نوعه.
واعتبر أن النضال المتزامن ضد الاستبداد الأجنبي والاستبداد الداخلي كان إحدى السمات الأخرى لانتفاضة 15 خرداد ، وأضاف: أدرك الإمام الراحل جيدًا أن الإطاحة بالنظام الملكي ممكن في ظل النضال المتزامن ضد الاستبداد الداخلي والاستبداد الأجنبي ، لأنهما وجهان لعملة واحدة وكانا يهدفان إلى إضعاف إيران.
وقال: ان الإمام الخميني (رض) وضع أساس الدولة بخاصيتين متميزتين هما الإيمان بالله ، والاعتماد على قدرة الشعب ، سواء قبل الثورة او بعد انتصار الثورة الإسلامية، هذه المبادئ التي لطالما اعتمد عليها قائد الثورة وآمن بها.
وأكد: ان تحقيق العدالة والاستقلال ورفض التبعية لقوى الاستكبار والتقدم ، هي الكلمات الرئيسية الثلاثة للثورة الإسلامية ، والاعتماد عليها هو مفتاح انتصار الثورة واستمرارها في مواجهة هجمات الأعداء اللدودين ، والذي يجب الالتزام به دائمًا.
وفي إشارة إلى محاولات العدو لخلق العقبات أمام تقدم البلاد بكل قوة ، قال نائب رئيس السلطة القضائية للشؤون الدولية: ان لم تكن هذه الثورة والبلاد قد حققتا النجاح في إدارة الشؤون ، فمن المؤكد ان هذه التهديدات والضغوط لم تكن لتحدث، وبالتأكيد قدمت الجمهورية الإسلامية نموذجًا ناجحًا للأنظمة السياسية للعالم ، يستخدم العدو كل هجوم وتهديد وضغط اقتصادي لإيقافه.
وقال غريب آبادي: "اليوم ، تحاول العديد من الدول الاستكبارية إعادة اعتماد إيران عليها مرة أخرى، ولكن طالما أن الشعب يدعم هذه الثورة والدولة، فإن العدو لن يحقق شيئا".
وفي إشارة إلى وجود بعض المشاكل في المجتمع قال: طبعا هناك مشاكل في البلاد بعضها متجذر في قضايا داخلية وبعضها ناتج عن عقوبات وضغوط من الأعداء اللدودين. لذا لا بد من مضاعفة الجهود لحل مشاكل الشعب في مختلف المجالات وخاصة في القضايا الاقتصادية والمعيشية.