خاص الكوثر - قضية ساخنة

لقد كانت التسريبات الاخيرة كانت محرجة للغاية بالنسبة للولايات المتحدة وخلقت حالة من عدم الارتياح بين حلفاءها سواء كان الامر يتعلق بالاقتصاد او السياسة او الامن القومي، فان القوة العظمى لا تتردد ابداً في تفضيل مصالحها الخاصة في العديد من المناسبات على حساب دول اخرى.

وفي الماضي غير البعيد خربت الولايات المتحدة صفقة الغواصات الفرنسية التي تبلغ قيمتها 66 مليار دولار امريكي مع  استراليا وانتزعت امدادات طبية تشتد الحاجة اليها من كندا ودول اخرى في بداية وباء كوفيد 19.

وشكلت تهديدات تجارية لاوروبا من خلال قانون خفض التضخم لعام 2022، فلا عجب ان رئيس المجلس الاوروبي السابق دونالد توسك قال ذات مرة مع اصدقاء كهؤلاء لانحتاج الى اعداء.

وفي الاونة الاخيرة تواصل الولايات المتحدة تأجيج الازمة الاوكرانية وجر الدول الاوروبية الى النزاع وفرض ضغوطاً هائلة على امن اوروبا ومن الواضح ان هذا يرجع الى ممارسات الهيمنة وعقلية التحكم بالاخرين الولايات المتحدة التي خلقت المواجهة والانقسام في المجتمع الدولي  والحقت اضرارا جسيمة بالمصالح الانمائية لحلفاءها والبلدان الاخرى.

وفي جوهره ان ما يسمى بنظام  التحالف الذي انشاءته الولايات المتحدة هو لحكم العالم وتأمين مصالحها الخاصة على مستوى العالم.

ولقد ادرك العديد من من حلفاءها ان السير الاعمى على خطى الولايات المتحدة لن يؤدي الا الى الخسارة في النهاية وعلى قول المثل اولئك الذي يتجمعون من اجل الربح سوف يتفرقون عند استنفاد الارباح، فقد ابتلي نظام التحالف الامريكي الحالي بالتسريبات والعيوب المتكررة، ورغم ان الواجهة لاتزال سليمة الا ان هيكله الداخلي بدأ في التصدع.