متى نذهب لبيتنا؟
تسأل ضحى اصغر حفيدة لأم يونس هذا السؤال كل ليلة، هذه الليالي التي عاشوا فيها عشرة اشخاص في خيمتهم جنب ركام بيتهم المهدم لسنتين، بيت ذو خمس طوابق هدم اثر قصف طیران الاحتلال الصهيوني في لمحة عين، وقد اخرجوا جنازة والدي ضحى من تحت الانقاض اولا وبعدها وصلوا الى جثامين اخويها .
ضحى هذه الفتاة الصغيرة الوحيدة المتبقية من عائلتها تتكئ على جدتها وتهمس في اذنيها متى نعود؟ طرحت ام يونس هذا السؤال مرارا وتكرارا في حياتها منذ ستين عام وعندما كانت في الرابعة والعشرين من عمرها منذ تهجيرهم بسبب الحرب الاولى بين اسرائيل والعرب منذ تلك الليلة التي اخرج والدها مفتاح بيتهم من الباب وهمس للمرة الاخيرة سنعود قريباً سنعود بالتأكيد.
تمد ام يونس يدها نحو رقبتها وينتشر صوت عقد المفاتيح في الخيمة ، تربط العقد حول عنق ضحى التي لاتستطيع النوم من شدة اصوات الرياح وكأنها عواء الطائرات الحربية الصهيونية . تشعر ضحى بثقل المفاتيح حول عنقها ولكنها تبتسم، انها سعيدة بدفء انفاس جدتها التي تنفثها على اصابعها الباردة وبالكلمات التي تهمس لها بهدوء في اذنها، سنعود قريباً ، سنعود بالتأكيد بعون الله تعالى وبمساعدة اصدقائنا .