وقال الشيخ ميرزائي: المقاومة الصلبة لن تنجح الا اذا سبقتها مقاومة ناعمة، لان الانسان الثقافي والقيمي والواعي وحده يستطيع ان يقاوم ، المقاومة هي ليست شأناً صلباً بل هي شيئاً ناعماً، فالانسان المقاوم يقوم حتى ولو بالحجر، اما الانسان الغير مقاوم لا يستطيع ان يقاوم حتى اذا كان معه كل الاعتدة والامكانيات الاستراتيجية، اذن حتى مسئلة الحرب الصلبة، هي مسئلة مرتبطة مصيرياً بمسئلة الثقافة، لان المقاومة تأتي على وزان الحرب التي تشن عليك، ان كانت هذه الحرب الناعمة تستهدف هويتك ورؤيتك الكونية فالمقاومة يجب ان تكون بهذا المستوى، اذن هناك توازن بين الحرب التي تشن عليك ثقافياً وناعمة وبين المقاومة التي تبديها بوجهة هذه الحرب.
وتابع ضيف البرنامج قائلا: مثالاً على ذلك التطبيع، لان التطبيع مثل اخطر عنوان للحرب الناعمة، الاخر حتى ينتصر عليك ثقافياً وفكرياً يريد ان يلقي اليك هذا الوهم بان العلاقة بيننا علاقة عادية وانسانية واخوة ونحن اتباع ديانة واحدة، وهو يتسلل من خلال هذا المفهوم ليحقق التطبيع في العلاقات التي نحن الذي يجب ان نصنع الوعي ان هذه العلاقات هي علاقات المعتدي مع المستضعف والظالم مع المظلوم، هذه المسئلة غاية الاهمية لان فكرة المقاومة يجب ان تواكب في النوع والاسلوب والمستوى الحرب التي تشن عليها، فهذا بحاجة الى التوعية.
وختم الشيخ ميرزائي حديثه بالقول: مثلاً لا يمكن مواجهة العلمانية الا بابراز القوة الحضارية والاجتماعية للفكر الاسلامي، لانه هو يهجم عليك بهذه الفكرة ليقول ان الدين فاشل في ادارة الشأن العام، فعليك تقديم البديل الذي يلغي سحره، لان هذا الانسجام بين طبيعة الحروب الناعمة وبين طبيعة الاستجابة لها ومواجهة هذا التحدي غاية في الاهمية.