كان الامام (قدس سره) باعتباره رجل علم ودين وحكمة، ينظر الى المرأة نظرة خاصة، تليق بها كرفيق للرجل طوال حياته، وكأم تربى الاجيال في احضانها.
فقد نظر سماحته إلى المرأة، قبل الثورة الاسلامية المباركة وما كان يحيط بحياتها من امور شتى، ابعدتها عن هدفها الحقيقي وعن هويتها الحقيقية، ونظر سماحته اليها بعد الثورة الاسلامية وما قدمته الثورة للمرأة وما اعادته لها في شتى شؤون الحياة، معتبراً ان النموذج الاول والاخر للمرأة المسلمة يتجسد فى شخصية البتول الزهراء سلام الله عليها في كل ما ترنو وتصبو اليه المرأة ليس فقط في ايران والدول الاسلامية الاخرى بل وفي كل انحاء العالم، مهما اختلفت المشارب والمذاهب والالسن والقوميات. فالزهراء سلام الله عليها، كانت وما تزال وستبقى النبراس والنجم الساطع الذي يضئ طريق المرأة اينما كانت. فالمرأة في ايران، الّا ما ندر، كانت تعتبر وسيلة (اقتصاد ولذة!)كما هو الحال في الغرب.. فقد كانت آلة بيد هذا وذاك، للقيام بادوار معينة فى اماكن خاصة..تبث من خلاله، الفساد وتروج الرذيلة والابتعاد عن الاخلاق والعفة، وجاء الامام الخميني (قدس سره)على رأسها فقلب الامور رأساً عن عقب! لقد احست الامرأة انها تعود رويداً.. رويداً.. إلى مكانتها الحقيقية وإلى هويتها كما ارادها الاسلام..، فشاركت جنباً إلى جنب مع اخيها الرجل في كافة مراحل الثورة الاسلامية منذ انطلاق مراحلها الاولى.. سائرة على طريق الصديقة الطاهرة (ع).. وكان المرشد والدليل في هذا الطريق الامام (قدس سره).. ومما قاله سماحته في يوم المرأة، الذي تم اختياره، يوم ميلاد الزهراء سلام الله عليها:
«ابارك واهنئ ذكرى الميلاد السعيد للصديقة الطاهرة، الذي هو افضل يوم لانتخابه يوماً للمرأة، للشعب الايراني الشريف وخصوصاً النساء المحترمات لقد حدثت هذه الولادة السعيدة في زمان ومحيط لم تكن المرأة، تعد انساناً، بل كانت الامم المختلفة في الجاهلية، تعتبر وجودها مدعاة للذلة والعار لاهلها.»
فالمرأة حسب نظرة الامام الفاحصة، هي منشأ الخير وصانعة الاجيال. حيث يقول:
«المرأة منشأ كل الخيرات. دور المرأة في العالم يمتاز بخصوصيات معينة. صلاح وفساد أى مجتمع مربوط بصلاح وفساد المرأة في ذلك المجتمع.»
فقد ربط سماحته، صلاح، وفساد المجتمع بأسره، بصلاح وفساد المرأة، ذلك بأن المرأة الصالحة هي التي تربى ابناء صالحين والمرأة الفاسدة عكس ذلك. هكذا اراد الله تعالى للمرأة أن تكون على فطرتها التي فطرها عليها..صافية.. خالصة.. مربية للجيل الصالح واُماً صالحة تخطوعلى خطوات الزهرا وزينب (ع).. حتى اذن تحتاج إلى بيئة مناسبة لشخصيتها وهويتها ليتم اعدادها فيها وتربيتها احسن تربية.. فالمرأة الأم، هي مدرسة كاملة لوحدها.
فقد اصبحت المرأة في ايران، خلال الثورة الاسلامية المباركة، نموذجاً لكل النساء في الدول الاسلامية ،فهذا هو الاسلوب الناصع الذي يجب ان تسير عليه المرأة، متجلّياً في قدرة الله تعالى في بيت الزهراء (ع)كما قال الامام (قدس سره): «لقد قدم بيت فاطمة (ع) الصغير والافراد الذين تربوا فيه مع قلة عددهم الذي لم يتجاوز الخمسة اشخاص ولكن جسد في الحقيقة قدرة الله تعالى.. قدم خدمات أثارت اعجابنا واعجاب البشر جميعاً. ونعلم جميعاً ماذا مثلت خطبة فاطمة الزهراء (ع)امام الحكومة، وقيام وصبر اميرالمؤمنين خلال خمس وعشرين سنة.»
نشاطات المرأة في ايران الاسلامية بعد الثورة
اما الانشطة التي قامت وتقوم بها المرأة في ايران الاسلامية بعد الثورة.. فهي كثيرة متنوعة، مشاركة الرجل في ذلك، كما ذكر الامام (قدس سره): «السيدات الايرانيات قد قمن بنشاطات في كل المجالات، سواء النشاطات الثقافية والنشاطات الاقتصادية، حيث يشتغل عدد كبير منهن بالزراعة وعدد كبير آخر في الصناعة وفئة اخرى في الثقافة والادب والعلم والفن وكلهن يحضين بالشكر عند الله تبارك وتعالى.»
ومما اوصى به الامام (قدس سره)المرأة، الالتزام بالحجاب الاسلامي، فهو يقيها مما قد تتعرض له من مساوئ شتّى. قال سماحته «..ان الحجاب فرضه الاسلام للمحافظة على قيمكن وان كل مالأمر الله به – سواء للمرأة أو للرجل – انما هو من اجل القيم الواقعية.»
فللمرأة، في نظر الامام (قدس سره)دوراً مهمّاً ورئيسياً في كافة شؤون المجتمع الذي تعيش فيه، وإذا ما تعرض المجتمع إلى تيار يعصف به، وما أكثر ذلك في عصرنا هذا، فان دور المرأة يصبح قيادياً مرشداً المجتمع إلى بر الامان سواء كان ذلك في الحرب او السلم.