وقال بلقاسم ان الله تعالى يقول للنبي (ص) لولاك ما خلقت الافلاك، يعني لولا وجود الحقيقة المحمدية ما كان هناك انسان ولا بشر ولاحجر وشجر ولانذر ولا كواكب ولا اي شيء، اذن هو الواسطة الاولى في الفيض، ومنه جاءت الشراشر الوجودية هذا من جهة التكوين ومن جهة التشريع كلنا نحتاج اليه في الوحي نحتاج اليه في التعليم والتزكية، هو الذي ارسل ليعلمهم و يزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة، خذ من انفسهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها، هذه طهارة معنوية عن طريق صدقة مادية.
النبي (ص) هو مظهر العدالة الالهية وكما جاء في الاية التالية من سورة الحديد " لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ۖ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ ۚ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ" اذن ما هي العلة في الخلق، هي القسط من الذي يعلمنا اقامة القسط، النموذج هو النبي (ص) فالعدالة الالهية يأتي اجراءها وتنفيذها عن طريق هذه الشخصية فالنبي (ص) يظهر في المجتمع الانساني ويحارب الظلم ويقف بوجه الظالمين ويحارب هؤلاء الظالمين الفسدة، فكل غزوات النبي كانت لفتح الطريق امام الاسلام يعني امام النور، لان هؤلاء الحكام واصحاب النفوذ والاموال لايعجبهم مجيئ الاسلام، لان الاسلام يحقق العدالة الاجتماعية، هذا النبي لابد ان يحارب والنبي في هذه الوظائف تتجلى شخصية وتظهر الفائدة من وجود شخصيته المباركة.