جاء ذلك في الوقت الذي قالت فيه وكالة الأمن الصحي في المملكة المتحدة أمس (الثلاثاء)، إنه تم الإبلاغ عن 71 حالة إصابة مؤكدة بجدري القرود في المملكة المتحدة، وفقاً لصحيفة «إندبندنت».
يقول الباحثون الذين أجروا دراسة في التفشي الحالي، وكذلك الحالات السابقة، إن هذا المرض نادر الحدوث عند الأطفال.
وأوضح الدكتور ديفيد بورتر، استشاري الأمراض المعدية للأطفال: «بصفتي أحد الوالدين مع طفل قد يصاب بطفح جلدي، لا أعتقد أن الآباء يجب أن يقلقوا بشأن جدري القردة في هذه المرحلة، لأننا نشهد عدداً قليلاً جداً من الحالات».
وتابع: «في جميع حالات التفشي السابقة التي حدثت خارج أفريقيا على مدار السنوات القليلة الماضية، رأينا أعداداً نادرة جداً من الحالات لدى الأطفال، لذلك كانت في الغالب بين البالغين على أي حال».
وأشار الطبيب إلى أنه من دون أي سجل اتصال مع شخص معروف أو يشعر بقوة أنه مصاب بجدري القرود، فمن الصعب أن يكون أي طفح جلدي مرتبطاً بهذا المرض، وقال: «إذا كنت مصاباً بطفح جلدي في هذا الوقت من العام بينما نرى الكثير من جدري الماء وأمراض أخرى عند الأطفال، فقد تكون إصابتك ناجمة عن ذلك فقط».
وأضاف بورتر أنه إذا كان الأطفال يعانون من طفح جلدي ولا يوجد سجل اتصال مع شخص مصاب بجدري القرود، فيجب طمأنة الآباء ومقدمي الرعاية واتباع ما يفعلونه عادة.
كان الدكتور بورتر يتحدث بينما كشف الباحثون عن نتائج دراسة نظرت في سبع حالات من جدري القرود في المملكة المتحدة بين عامي 2018 و2021 وكيف تم علاجها.
حددت الدراسة، التي نُشرت في مجلة «ذا لانسيت»، أنه على الرغم من محدودية انتقال العدوى داخل المملكة المتحدة فقد حدثت الإصابات في البيئات المنزلية والرعاية الصحية.
كما لاحظ البحث استجابات المرضى لاثنين من الأدوية المضادة للفيروسات المختلفة التي تم تطويرها من أجل علاج الجدري هما «برينسيدوفوفير» و«تيسوفيريمات». وأوضح أن العقار الأخير (تيسوفيريمات) قد يقلل من مدة أعراض جدري القرود ومن مدة انتقال العدوى أيضاً.
وأشار الباحثون إلى أن الدواء سيتم إعطاؤه على أساس كل حالة على حدة.
قال المؤلف الأول للبحث، هيو أدلر من كلية ليفربول للطب الاستوائي: «على الرغم من أن حجم الدراسة كان صغيراً، فإن البيانات المستقاة من الحالات السبع كانت غنية، مما زود الفريق برؤى جديدة واتجاه حديث للبحث في المستقبل».
وأكثر الطرق احتمالية لانتقال فيروس جدري القرود ترتبط بالاتصال الجسدي القريب، أو لمس الملابس، أو الفراش، أو المناشف التي يستخدمها شخص مصاب بالمرض، أو لمس بثور أو قشور جلدية لجدري القرود.
هناك خطر أقل من انتشاره من خلال السعال والعطس، كما أن الاتصال المباشر وجهاً لوجه ليس إحدى الطرق الرئيسية لانتقال فيروس جدري القرود.