إذن جاء اليوم الموعود وشارك اللبنانيون بنسب متفاوتة في الإنتخابات التشريعية التي طال إنتظارها في ظل أزمة إقتصادية خانقة عاشها البلاد خلال الفترة الماضية وفي ظل مسعى القوى السياسية المرتبطة بواشنطن والرياض وتل أبيب إلى إبقاء البلاد يتخبط في المستنقع الكبير وذلك إنتقاماً من الشعب الذي رفض الإنصياع لإرادتهم.. إنتخابات أريد منها أن تكون منصة للنيل من المقاومة ومن بيئتها بشتى الوسائل والأساليب.. وحتى غير الأخلاقية والمحرمة منها.. لكنها فشلت وأصيبت بالخيبة الأمل.
فالانتخابات اللبنانية تردد أصداؤها في كيان الإحتلال الإسرائيلي وانعكست بشكل واضح في تعليقات ونقاشات قدم بعض جوانبها الإعلام العبري بمشاركة بعض الخبراء والمحللين.
لكن لم يطول الأمر كثيراً بإسرائيل حتى أدركت سريعاً إنه لا أمل يرتجى من هذه الإنتخابات فهي لا تحقق منها ما عجزت عن تحقيقه في حروبها ضد المقاومة اللبنانية وهذه هي خلاصة ما توصلت إليه مراكز صناعة القرار في الكيان عند الجواب على سؤال حول مكانة حزب الله في اليوم التالي للإنتخابات البرلمانية.
أما بالنسبة للرياض فإنها استفاقت متأخراً وقد حاولت لملمة الفوضى في معسكر حلفائها الذي يعاني من أزمة كبيرة بعد أن أعلنت بعض تياراته مقاطعة الإنتخابات.. فالرياض حاولت ترتيب الأوضاع وتقسيم الأموال لدعم مرشحي معسكرها لكن المحاولات جاءت متأخرة وبعد خراب البصرة على قول المثل.