وصيّة الامام عليّ لولديه ..."كونا للظّالم خصماً وللمظلوم عوناً" المصدر: نهج البلاغة

الجمعة 29 إبريل 2022 - 13:02 بتوقيت مكة
وصيّة الامام عليّ لولديه ..."كونا للظّالم خصماً وللمظلوم عوناً" المصدر: نهج البلاغة

حديث_الكوثر: من وصايا امير المؤمنين الامام علي عليه السلام...

نصرة المظلومين

"كونا للظّالم خصماً وللمظلوم عوناً"، علينا أن لا نعاون الظَّالم، لأنَّه لا يجوز لنا أن نعاونه، ولا يجوز لنا أن نكون حياديّين بين الظَّالم والمظلوم، سواء كان الظّالم أو المظلوم فرداً أو شعباً أو أمّةً أو دولةً، فعلينا أن نقف وقفة إيجابيَّة، ونفكِّر في كلِّ طاقاتنا، حتى نُضعف الظَّالم ونعاون المظلوم، كلٌّ بحسب قدرته.

ويجب علينا أن لا نسمع لمن يقول إنَّ الظّالمين يملكون قوَّة، فحتى لو كان الظّالم قويّاً، فإنّ علينا أن نواجهه بقوّة، وبشكلٍ موحَّد، لأنَّ الظّالم يكون قويّاً إذا كنّا أفراداً وإذا واجهناه كأفراد، والمطلوب أن نوحِّد طاقاتنا في مواجهته، لأنَّ الظّلم يربح من حياد المحايدين، ولأنَّ أيَّ قوّة تقف بشكل حياديّ تُربح الظالم.

لذلك، فإنَّ الإسلام لا يوافق على وقوف الإنسان حياديّاً في المعركة بين الظّالم والمظلوم، فمسؤوليَّتنا وواجبنا هو مواجهة الظّالمين وإضعافهم وتقوية المظلومين، وكأنَّ الإمام عليّاً(ع) يقول لنا: "أيّها النّاس، كونوا للظّالمين في الدَّاخل خصوماً"، ولا يخدّروكم بإعلامهم وإشاعاتهم وبما يثيرونه من إشاعاتٍ أو محاولات تهويل، حتى نستطيع أن نسقط كلَّ مظاهر الهيمنة والتسلّط الّتي تحاول أن تحوِّلنا إلى عبيد، وكأنَّ الإمام عليّاً(ع) يقول لنا: كونوا لإسرائيل خصماً لإضعاف جبروتها وقوَّتها، وعلينا مواجهتها بكلِّ ما لدينا من قوّة، وعندها ستنتهي أسطورة إسرائيل، كما انتهت أسطورة الجنديّ الّذي لا يقهر، والسَّلام الذي لا يفهم.

كونوا للاستعمار خصماً بأشكاله كافَّة، والنِّداء موجَّه إلى كلِّ إنسان، ليكون خصماً للاستعمار بأشكاله كافّة؛ أن نكون أخصاماً للاستعمار في مواقفنا وأساليب عملنا، وأعواناً للمظلوم، وعلينا أن نترك العلاقات الشخصيَّة مع الزّعماء التّقليديّين والسياسيّين، والتي تؤدّي إلى تأييد الظالم، وأن لا نجامل أحداً، وأن نُفهم الجميع أنَّ تأييدنا لهم يتمّ على أساس ارتباط هؤلاء بالعدل، فإذا تركوا العدل والحقّ، فيجب أن نتركهم، وعلينا أن نرتبط بالأشخاص على أساس العدل والحق، وأن نتخلَّص من عبوديّة الأشخاص الذين يجرّوننا إلى المسلخ أحياناً ليذبحونا، وأن ننتبه لكي لا يحوِّلونا إلى عبيدٍ لمواقفهم وأشخاصهم، فنحن لا نريد أصناماً تعبدها الأمَّة، بل نريد قيادات ترتبط بها الأمَّة، وتعمل ـ القيادات ـ من أجلها.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

الجمعة 29 إبريل 2022 - 13:02 بتوقيت مكة